تجددت الاشتباكات بين رجال القبائل والمسلحين المتشددين المرتبطين بتنظيم القاعدة اليوم الجمعة في مدينة لودر بمحافظة أبينجنوب اليمن، فيما وصلت وحدة من قوات «مكافحة الإرهاب» إلى المنطقة للمشاركة في القتال لأول مرة. وقالت مصادر محلية ل«المصدر أونلاين» إن محافظ أبين الجديد جمال العاقل وصل إلى مدينة لودر بصحبة نحو مائتين من جنود قوات مكافحة «الإرهاب»، واتخذ مبنى السلطة المحلية في المدينة مقراً مؤقتاً له.
وكان الرئيس السابق علي عبدالله صالح قد رفض منذ نحو عام إشراك قوات مكافحة الإرهاب المدربة والممولة امريكياً في قتال تنظيم القاعدة، وسط اتهامات باستخدام هذه القوات في قمع شباب الثورة السلميين، والمشاركة في حماية النظام السابق وقتال مناوئيه.
وكان الرئيس عبدربه منصور هادي وجه قبل أيام بإرسال قوات من مكافحة الإرهاب للمشاركة في قتال القاعدة بأبين. وما تزال مدينة زنجبار عاصمة أبين تحت سيطرة المسلحين الذين يطلقون على أنفسهم «أنصار الشريعة» من نهاية مايو العام الماضي. وقال سكان محليون إن الاشتباكات تجددت يوم الجمعة في جبل «الحمراء» المطل على بلدة «زارة» خارج مدينة لودر، بالأسلحة الرشاشة والمدفعية، تمكن خلالها رجال القبائل من إعادة السيطرة على التبة التي كان يسطر عليها المتشددون. وذكر المتحدث باسم اللجان الشعبية علي عيده ل«المصدر أونلاين» إن ستة من رجال القبائل قتلوا في الاشتباكات. وقال ان «لودر قدمت عدد من خيرة شبابها ورجالها لإعادة السيطرة على التبة» التي كان قناصة من «أنصار الشريعة» يتمركزون بها، مضيفاً أن اللجان الشعبية قتلت عشرين متشدداً كانوا يتمركزون هناك. من جهتها، قالت وزارة الدفاع في موقعها الإلكتروني إن 28 من عناصر القاعدة قتلوا في منطقة «زارة» بأبين. وأشاد متحدث اللجان الشعبية بدور قوات الجيش في الطيران الحربي واللواء 111 وموقع للحرس الجمهوري شارك في قصف مواقع المتشددين.
لكن بياناً لأنصار الشريعة قال إن مقاتلي الجماعة «أبادوا» سبعة من اللجان الشعبية في هجوم في منطقة الحضن خلف جبل شروان غربي لودر، نافياً مقتل أي من مقاتليهم.
وقالت المصادر المحلية إن قذيفة مدفعية أطلقها الجيش، أصابت بالخطأ منزلاً لأحد الأهالي في منظقة زاره، ما أدى إلى إصابة طفل وامرأة. وفي مديرية مودية المجاورة للودر، قالت مصادر محلية ل«المصدر أونلاين» إن الطيران شن غارتين على نقطتين تابعين ل«أنصار الشريعة»، لكنهما لم تسفرا عن سقوط قتلى وجرحى. وذكرت المصادر ان الغارة الأولى استهدفت نقطة تفتيش «آل فطحان» في منطقة «الفريض»، والأخرى استهدفت مفرق قرية «كوكب» بالقرب من نقطة لمسلحين من القاعدة يقودهم القيادي «محمد أمحكم الوليدي». وأشارت إلى أن رجال القبائل أعادوا السيطرة على تلك النقطتين بعد انسحاب المسلحين المتشددين منهما عقب القصف.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع عن اعتقال القيادي في تنظيم القاعدة «عبدالرؤوف عبدالله نصيب» الذي يوصف بأنه قائد التنظيم في مديرية لودر.
ويعد نصيب (42 عاماً) أحد القيادات الكبيرة في تنظيم القاعدة، وهو الناجي الوحيد من الغارة التي شنتها طائرة أمريكية عام 2002 على زعيم تنظيم القاعدة في اليمن آنذاك أبو علي الحارثي.
ونفى مصدر في عائلة نصيب ل«المصدر أونلاين» تلك الأنباء، لكن مصدراً قبلياً أكد اعتقاله في الاشتباكات التي دارت اليوم إلى جانب قيادي آخر في القاعدة يدعى جلال الصايدي.
وفي وقت لاحق، نفت جماعة «أنصار الشريعة» المرتبطة بالقاعدة أنباء اعتقال اثنين من قيادات التنظيم في محافظة أبين.
وقال بيان الجماعة إن اعتقال القياديين «أخبار كاذبة وليس لها أي أساس من الصحة»، وتحدى إظهار صور للمعتقلين.
واعترف التنظيم بمقتل اثنين من عناصر التنظيم على يد رجال القبائل وقوات الجيش في لودر بأبين، مضيفاً أن جثتيهما ما تزال لدى رجال القبائل بعدما لم يتمكن مسلحو «أنصار الشريعة» من سحبهما.