قال سكان ومصادر قبلية ومحلية ل«المصدر أونلاين» إن طائرة حربية جددت قصفها مساء اليوم الأربعاء لإحدى معاقل المتشددين المرتبطين بتنظيم القاعدة في محافظة أبينجنوب اليمن ما أدى إلى مقتل عشرة ونجاة آخرين بينما كان العشرات منهم قتلوا في وقت سابق في غارات للطيران وبنيران المقاتلين القبليين من أبناء مدينة لودر التي يحاول المسلحين المتشددين دخولها منذ الثلاثة الأيام الماضية. وأبلغت المصادر «المصدر أونلاين» إن الغارة الجوية الجديدة استهدفت سيارتين كانت تفر بمسلحين من القاعدة على الطريق إلى منطقة أمعين التي تبعد عن من مدينة لودر نحو عشرة كيلومترات، ما أدى إلى مقتل عشرة مسلحين على الأقل في إحدى السيارتين وفرار الآخرين إلى جبل ثره باتجاه مدينة مكيراس. ويصل عدد قتلى مسلحي القاعدة اليوم الأربعاء إلى 52 ارتفاعا من 42 كانوا سقطوا في وقت باكر هذا اليوم. وتدور مواجهات عنيفة منذ أيام في محيط لودر، حيث يحاول مسلحون يطلقون على أنفسهم «أنصار الشريعة» السيطرة على المدينة، لكنهم يواجهون مقاومة شرسة من رجال القبائل الذين شكلوا لجاناً شعبية لحمايتها، إضافة إلى وحدات الجيش المرابطة هناك من اللواء «111». وقالت جماعة «أنصار الشريعة» المرتبطة بالقاعدة في بيان عبر البريد الإلكتروني، حصل «المصدر أونلاين» على نسخة منه، إن مسلحيهم اقتحموا صباح اليوم الأربعاء بشكل جزئي مدينة لودر باستخدام دبابة وسيارة مصفحة، إضافة إلى عدد من المسلحين المشاة. وأضافت أن الدبابة قصفت متارس اللجان الشعبية في لودر. وقال سكان ومسؤولون محليون إن ما يزيد عن أربعين من عناصر القاعدة قتلوا اليوم الأربعاء في اشتباكات وغارات للطيران الذي يساند الجيش ورجال القبائل الذين أجبروا المسلحين على التراجع خارج مدينة لودر.
وتشير معلومات إلى إجمالي قتلى المسلحين الإسلاميين المتشددين إلى قرابة 150 قتيلا خلال ثلاثة أيام. وتشكك جماعة أنصار الشريعة بأعداد قتالها وتعبر الأمر مبالغة من السلطات. وفي أحدث بيان لها مساء اليوم الأربعاء نفت أن يكون قد سقط من مسلحيها عشرات القتلى، قائلة إن ضحايا الجماعة خلال الأيام الثلاثة الماضية سبعة قتلى، بينهم اثنان اليوم الأربعاء، إضافة إلى 23 جريحاً، منهم 7 اليوم. وذكر البيان ان منطقة «أمعين» تعرضت ظهر اليوم لقصف قال إنه تم «بطائرات سعودية»، مضيفاً أن الغارة استهدفت مستودعاً تجارياً لأحد أهالي المدينة ولم يسفر عن سقوط قتلى أو جرحى في صفوف «أنصار الشريعة». وتابع أن من أسماهم «المجاهدين» قصفوا صباح اليوم معسكر اللواء 111 بقذائف الهاون ومدافع بي 10 «ما نتج عنه سقوط قتلى وجرحى» في صفوف الجنود. وكانت مصادر محلية أكدت إن رجال القبائل تمكنوا من استعادة موقع جبل يسوف وهي منطقة دارت فيها أعنف المواجهات مع القاعدة، كما تحدثت عن أسر خمسة من مقاتلي التنظيم، لكن بيان «أنصار الشريعة» نفى ذلك. وقالت المصادر إن من بين قتلى القاعدة اليوم الأربعاء قياديين في التنظيم أحدهما يدعى أحمد دراديش والآخر عماد المشيلي. وأكد رجال القبائل المقاتلين من أبناء لودر أن المسلحين المتشددين تكبدوا خسائر كبيرة اليوم الأربعاء خلال الاشتباكات التي وقعت بين الجانبين عند محطة كهرباء توليد الطاقة على المدخل الجنوبي للمدينة فيما سقط 20 آخرون عند المواجهة في جبل يسوف.
وقتلى رجال القبائل منذ يوم الاثنين 15 مقاتلا منهم ثلاثة لقوا مصرعهم اليوم الأربعاء هم محمد جعبل شيخ وهو مدير مديرية لودر السابق وعبد الإله الطالبي وحسين عبدالله الصاعدي.
وبعث الرئيس عبدربه منصور هادي برقية عزاء في وفاة محمد جعبل شيخ ووصفه ب«المناضل البطل»، وأشاد باللجان الشعبية التي تسطر «بطولات نادرة وجريئة من أجل الدفاع عن مدينة لودر الذي يسعى هذا التنظيم الإرهابي في محاولات يائسة لإيجاد موطئ قدم له هناك».
وقال يحيى العراسي السكرتير الصحفي للرئيس اليمني إن المواجهات في لودر تمثل نقطة تحول في معارك القوات الحكومية مع مسلحي «أنصار الشريعة». وصرح ل«المصدر أونلاين» إن المعركة الحالية في لودر «تعتبر حاسمة» للجيش ضد الجماعات المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة، مضيفاً أنها بداية لتطهير كل المناطق التي يسيطر عليها المتشددون في أبين. ومدينة لودر من أهم مدن محافظة أبين فهي نقطة ارتباط مع عدة محافظات بالإضافة إلى كونها مركز مناطق المنطقة الوسطى التي ينتمي إليها الرئيس الجديد هادي.
الصورة لمسلحين من رجال القبائل في لودر أمس الثلاثاء (AFP).