اتفق محللون سياسيون على أن تصريحات وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي أمس الثلاثاء تؤكد تدخل إيران بشكل مباشر في الصراع الجاري بصعدة وأنها طرف رئيسي في القضية، وتحمل تحذيراً ضمنياً للمملكة من استمرار حربها ضد المتمردين الحوثيين. وقال الكاتب والمحلل السياسي محمد الغباري ل"المصدر أونلاين" الواضح أن إيران أصبحت طرف في القضية بصعدة، وتصريحات متكي هنا ليست تعاطف إعلامي وحسب كما ظل يمارسه الإعلام الإيراني طيلة الفترة الماضية، بل تؤكد أن إيران طرف رئيسي في الصراع ومن الغباء تجاهل هذا الأمر". وبشأن تحذير متكي من قمع الشعب اليمني ومدى اعتباره تدخلاً مباشراً في الشأن اليمني، أشار الغباري إلى "هذا التصريح يعد غباءاً من وزير خارجية إيران لأن الحكومة اليمنية تقوم بمقارعة متمردين عليها، وهذا من حقها كما هو من حق السعودية الدفاع عن أراضيها وهو حق لكل دولة في حال وجدت أن هناك ما يهدد أمن بلادها فمن حقها أن تدافع عن كرامة بلادها وسيادتها". الباحث والمحلل السياسي عبدالناصر المودع من جهته، قال ل"المصدر أونلاين" أن تصريح متكي يعد أقوى تصريح إيراني رسمي صدر حتى الآن بشأن الأوضاع في صعدة، وهو ما يدل على أنها غير راضية بتدخل السعودية في الحرب". وإذ اعتبر المودع تحذير متكي الضمني للسعودية نمطي إلى حدما، رجح أن يكون هذا التصريح في سياق ما نصت عليه القوانين العالمية بمنع تدخل أي دول في حق دول أخرى، غير أنه أشار إلى أنه يمكن قراءة ذلك في سياق آخر، وهو تحذير للسعودية من أن تدخلها قد يجلب لها مشاكل. وفي الوقت ذاته، أوضح المودع أن تصريح متكي يحمل نوعاً من الغرابة خصوصاً في تحذيره لدولتين (السعودية واليمن) لا علاقة مباشرة لإيران بها. "فالمعروف أن الدول تندد ولا تحذر ولا تصريح كما صرح به وزير الخارجية الإيراني، فهذا التحذير يعني أنه إذا تدخلت هذه الدول المجاورة في شئون اليمن فإننا أيضاً سنتدخل". وهذا ما اعتبره المودع غامضاً وقد يكون أيضاً تنديد بالتدخل السعودي من الجانب الإيراني. واستبعد أن تكون هذه التصريحات مؤشراً على حرب إقليمية، ورجح أن تظل الحرب يمنية ذات أبعاد إقليمية، لأن إيران – بحسب المودع- ليس لها حدود مع السعودية ولا مع اليمن حتى تصل إلى الحوثيين وتقوم بمساعدتهم، كما أن الحوثيين لا يستطعيون الوصول إلى إيران عبر حدودها. لكنه أكد أن هذه التصريحات فيها إعلان واضح عن تحول الدعم الإيراني الخفي للحوثيين إلى دعم علني، مبدياً خشيته من أن تفقد اليمن زمام أمور سيطرتها على الصراع، وبذلك سيكون دورها ضعيف جداً، خصوصاً بعد هذا التطور ودخول السعودية وإيران على خط الأزمة. وكان وزير خارجية إيران منوشهر متكي حذر دول المنطقة من مغبة التدخل في شؤون اليمن الداخلية، في إشارة منه إلى المملكة العربية السعودية التي تخوض قتالاً ضد المتمردين الحوثيين منذ أيام بعد تسلل عدد منهم إلى حدودها. وقال متكي أمس الثلاثاء أن عودة الإستقرار إلى اليمن يساعد على الاستقرار في المنطقة، كما أن زعزعة الأمن في أي من بلدان المنطقة يؤثر سلباً على أمن المنطقة برمتها. مضيفاً "أن من يصب الزيت على النار سيدخل الدخان في عيونه".
وتابع قوله "إن الدعم المالي والتسليحي للمتطرفين والتعامل مع الشعب بأسلوب قمعي تترتب عليه تبعات خطيرة جدا".
وقال متكي "ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تؤدي دورا ايجابيا يساعد على عودة الاستقرار في كل دولة من دول المنطقة ولم ولن تشارك مطلقا في أي عمل يؤدي الى التوتر" نافياً دعم بلاده جماعات تمرد في اليمن.
وعبر متكي عن قلقه حيال الأوضاع في اليمن، وقال "حاليا يواجه اليمن ثلاث مشكلات حقيقية ونأمل من أصدقائنا في هذا البلد أن يتغلبوا على هذه المشكلات".
وأعلن وزير الخارجية استعداد بلاده للتعاون من اجل حل مشكلات اليمن, مضيفا "لقد اقترحنا بحث هذه المشكلات باستضافة ايرانية أو على الأراضي اليمنية, وقد حظي الشق الثاني بالترحيب وقد تقرر في هذا الشأن أن نقوم بزيارة قريبا الى اليمن ".