الأربعاء قبل الفائت كانت قاعة ديوان السلطة المحلية بوادي حضرموت مكتظة بعدد كبير من المسئولين التنفيذين برئاسة سالم الخنبشي محافظ محافظة حضرموت، أجندة الاجتماع ونقاشاته الحادة التي وصفها البعض بانها خرجت عن مابات يعرف بالطابع التقليدي في اجتماعات سابقة ، ملف الدورة (الاوضاع الأمنية بالوادي والصحراء )عن اغتيال خمسة من رجال الأمن بينهم مديريين عاميين للأمن العام والأمن السياسي ومدير البحث الجنائي بالوادي والصحراء وجنديين مرافقيين. أعضاء المكتب التنفيذي انقسموا الى جناحين جناح الصقور ويمثله مديرو عموم المديريات الغربية يلقبهم اهالي سيئون اصحاب (قبله) حيث طالب احد الاعضاء بتعليق عمل المكتب التفيذي في المحافظة ويبقى ثلاثة اعضاء الى جانب المحافظ لتسيير مصالح الناس حتى يتم القبض على الجناه فيما تساءل آخر :ماجدوى وجود النقاط العسكرية الممتدة على طول الخط من مقهى بن (عيفان) حتى مارب ؟ لماذا لم يتحرك الموقع العسكري المرابط في (خشم العين ) الذي يقع بالقرب من مسرح الجريمة ؟ وتساءل بسخرية لماذا لم يطلقوا الرصاص حتى الى السماء ؟!! المداولات معظمها تصب في في بحث السبل الكفيلة لتغيير الوضع الأمني الى الأفضل وتركز بدرجة رئيسة على كيفية سد المنافذ في اطراف وديان وصحاري حضرموت وطرح اكثر من خيار ولعل الخيار الابرز تاسيس نقاط عسكرية من ابناء القبائل التي تقع فيها المنافذ وتزويدهم بامكانيات ووسائل وترتب اوضاعهم في سلك المؤسسة الأمنية ،فيما يقول الخيار الأخر بضرورة توفير طائرة مروحية تكون تحت اشراف السلطة المحلية بالمحافظة تتحرك لأغراض امنية او كوارث طبيعية . الجدل الساخن وحديث المواجهه فرضته تداعيات (كمين العبر) وبدأ الشك والريبة تساور ليس اعضاء المكتب التفيذي بالوادي والصحراء فحسب بل وحتى عامة ابناء حضرموت عن السر الذي يكمن وراء فرار الجناه والمنطقة محيطة بالمعسكرات والنقاط الأمنية ؟! وكأن الأمر لا يعنيهم بشي ؟ ثمة حوادث مشابهه شهدتها مناطق في وادي حضرموت خلال العامين الماضيين كالاعتداء على النقاط العسكرية والحادثين الارهابيين على السياح البلجيك والكوريين في شبام والسيطرة الأمنية لم تحقق نجاح جدي في ضبط المنفذون. هناك من يرى ان قيادات الأجهزة الأمنية (أمن مركزي ، جيش ، وحدات من النجدة وضباط اخرين من الأمن العام والأمن السياسي وقوات الدفاع الجوي) وغيرها من المعسكرات غير مشبعة او بالأصح لم تأت للحرص على حماية أمن المحافظة بقدر تركيز جهودها على البحث عن مصالح خاصة وترك واجبها الأمني كوظيفة ثانوية والدلائل واضحة ويستطيع كثيرون اثباتها بما تحصلوا عليه من الاراضي السكنية ومئات الافدنه الزراعية على امتداد حضرموت ، اخرون يؤكدون ان دور الأمن مرتبط بعلاقة المواطن بالأمن فلا نجاح امني من دون تعاون المواطنين فعلاقة قيادات الاجهزة الامنية ومنتسبيها بالمواطنين في حضرموت يسودها الخصام والكراهية ويوجد بينهم حواجز منيعة ولايمكن تتحسن مطلقا إلا باستبدال (العساكر الشماليين) بعساكر جنوبيين ! . الاحتكاك بين افراد الجيش والامن المركزي وافراد النجده والمواطنين متواصل مصدرها اختلاف الفوارق الثقافية الجنود والضباط يرون انهم فوق الناس وسلوكهم ابتزازي قائم على البلطجه ومرجعية استخدامه لهذا السلوك ان الحضارم (يخافون) ناهيكم عن ثقافة التعبئة الخاطئة داخل وحداتهم ومرجعياتهم القيادية ، فالجندي لايعي ان الحضرمي لا يحب المشاكل ولا يظلم الناس كسلوك عام وهنا ياتي التقاطع المزج بين الاثنين صعب جدا. في حضرموت الوادي الجنرلات يريدون فرض سلطتهم واتباعهم الجند، الجموع الحضرمية مقتنعة ان بؤر الصراع تبني أمتار فوق جدار الكراهية والوسط الجتماعي يتصاعد بالأحتقانات ، وللاسف المسئولين المحليين في حضرموت للأسف لا يملكون الجرأة لقول الحقيقة ونقلها الى رأس النظام في صنعاء . إن إدارة ترحيل المشكلات العالقة والهروب في التفكير الجدي للعمل في اطار المؤسسة المحلية وممثلي حضرموت في مجلس النواب والمجلس المحلي بالمحافظة وقيادات الاحزاب والمرجعيات الدينية بعيدا عن المجاملة ولغة النفاق وقراءة الواقع كما هو، بعيداً عن النظر له بمنظار السياسة أفضل واجمل طريقة لمعطيات تجاوز المشكلات. الواقع اليوم يحتاج الى دراسة المشكلة وتشخيصها بأمانة وموضوعية وأخلاقية خارج مربعات الخوف ان كان هناك رجال يحرصون على وطنهم وتأريخهم، المبادرات اضحت اليوم ملحة اكثر من اي وقت مضى وكفاية تدليس للحقائق لأن مشكلة حضرموت (الأجهزة العسكرية) ، والأيام القادمة بيننا، واعتقد ان الظروف الموضوعية والذاتية ناضجة لقول اكثر من هذا الكلام فالشواهد أن المناطق المحيطة والقريبة مليئة بالمتغيرات. فالشاطر ليس من يترتب الأوراق، وليس من ينتقل من الضفة الغربية الى الشرقية ببطاقات مرور على حساب معاناة اهله بل من يقول الحقيقة ولو على مضض . لا بد أن نعترف في حضرموت بانه لدينا كتل من بعض المشائخ تتاجر بقضايا ومعاناة ابنائها لكنهم لايحظون بحب الناس ، دعونا نختلف من بلوغ الافضل وان لا نحول الاختلاف الى خلاف نتقارب لحل مشاكلنا بالحوار ونصطف مع ماينفع الناس ونسد ابواب من يعكر امننا ويسطو على مصالحنا ونحافظ على حقوق الناس ونصوص كرامة المواطن كهذا نبني مدارس للاخلاق والتواضع وحب الخير نعمل سوية على أن حضرموت بيئة طاردة لثقافة الفيد وحقول الفتنة . وكفى