قالت مصادر قبلية ل«المصدر أونلاين» إن أحد رجال القبائل في محافظة أبينجنوب اليمن نفذ مساء اليوم الثلاثاء ما وصفوها بالعملية «الفدائية» ضد عناصر تنظيم القاعدة، بينما نصب مقاتلو القبائل كميناً لمسلحي التنظيم أوقع قتلى وجرحى. وذكرت المصادر إن أحد رجال القبائل هاجم مستخدماً سلاحه الرشاش وقنابل يدوية نقطة تفتيش للقاعدة جنوب منطقة الكهرباء خارج مدينة لودر ما أدى إلى مقتل ثلاثة من المسلحين المتشددين. وأضافت أن المهاجم «محمد خالد قاسم مفتاح» قتل أثناء الاشتباكات، في أول عملية من نوعها يشنها مقاتلو القبائل في مواجهة مسلحي القاعدة للدفاع عن مدينة لودر، حيث يخوضون منذ ثلاثة أسابيع معركة شرسة لحماية مدينتهم أفشلت هجمات القاعدة. وفي هجوم ثانٍ، قال مصادر قبلية ل«المصدر أونلاين» إن رجال القبائل نصبوا كميناً لسيارة تابعة لجماعة «أنصار الشريعة» المرتبطة بالقاعدة على الطريق بين منطقتي «أمعين وأمصرة» في مديرية لودر ما أدى إلى مقتل ثمانية مسلحين من القاعدة.
وأضافت أن الهجوم وقع في منطقة «الدغبسي» على الطريق إلى بلدة شقرة الساحلية التي يسيطر عليها تنظيم القاعدة منذ نحو تسعة أشهر، إلى جانب بلدات أخرى في محافظة أبين. واستولى رجال القبائل المقاتلين على الأسلحة والعتاد التي كانت بحوزة مسلحي القاعدة. وكانت الطائرات المقاتلة اليمنية شنت في وقت سابق اليوم الثلاثاء هجمات على مواقع للمسلحين ببلدة أمعين لكن لم تسفر عن ضحايا. وقتل في اليومين الماضيين نحو 60 مسلحا من القاعدة في ضربات جوية واشتباكات مع الجيش في جبهتي زنجبار ولودر.
إلى ذلك، قال بيان منسوب ل«أنصار الشريعة» إن مقاتليها صدوا اليوم الثلاثاء هجوماً لقوات الجيش اليمني في مدينة زنجبار كبرى مدن محافظة أبين. وأضاف البيان الذي حصل «المصدر أونلاين» على نسخة منه انهم تصدوا لتقدم عسكري من جهة حي «باجدار» ما أسفر عن إعطاب دبابة للجيش، ومقتل ثلاثة من مسلحي الجماعة. لكن موقع تابع لوزارة الدفاع قال إن قوات الجيش حققت «تقدما كبيرا باتجاه تطهير الأحياء» التي مايزال يتواجد فيها مسلحو القاعدة في زنجبار، مضيفاً أنه تم السيطرة على عدد من المكاتب الحكومية بينها مكتبي البريد والرياضة وعدد من المنشآت والأسواق غير أن بيان «أنصار الشريعة» نفى دخول قوات الجيش إلى داخل زنجبار وسيطرته على مكاتب حكومية، وتحدى الحكومة بإظهار «ولو صورة واحدة حديثة لجندي من جنوده داخل المدينة». وذكر بيان وزارة الدفاع إن العشرات من مسلحي القاعدة فروا إلى خارج زنجبار «بفعل الضربات القاسية والمتتالية التي تلقوها»، مضيفاً أن تطهير زنجبار بشكل كامل «أصبح مسألة وقت فقط».
من جهتها، قالت وزيرة حقوق الإنسان حورية مشهور إن الحكومة تقوم حالياً باستخدام كافة الطرق والوسائل من اجل تحرير 73 جندياً محتجزين لدى «أنصار الشريعة»، داعية المجتمع الدولي المعني تحديدا بمحاربة تنظيم القاعدة إلى مساعدة الحكومة في مواجهة هذه القضية. كما دعت تنظيم القاعدة الى عدم قتل الجنود او المساس بحياتهم. وطالبت مشهور قوات الجيش اليمني بالعمل على تحرير كل المناطق والمدن التي تسيطر عليها القاعدة «من اجل إيقاف ارتكاب عناصر التنظيم الارهابي المزيد من الجرائم بحق الانسانية». وأعلنت جماعة «أنصار الشريعة» المرتبطة بالقاعدة أمس في مدينة جعار أنهم بصدد تنفيذ حكم الإعدام بحق الجنود الأسرى لديه والبالغ عددهم 73 جندياً والذين احتجزوا عقب هجوم شنه مسلحو القاعدة على مواقع للجيش في منطقة دوفس على مشارف مدينة زنجبار في مارس الماضي، وأدى الهجوم إلى مقتل أكثر من مائة جندي. وقال سكان إن المتشددين أعلنوا في بيان مكتوب وزع في شوارع جعار وألصق على جدران المساجد إنه بعد عدم استجابة الحكومة اليمنية لمطالبهم وتقاعسهم وإهمالهم للجنود فإنه «سيتم تنفيذ شرع الله فيهم». وحددوا يوم الاثنين المقبل الذي يصادف الثلاثين من ابريل موعداً لتنفيذ الحكم في ميدان عام ودعوا الناس للحضور والمشاهدة. وتطالب الجماعة المسلحة بالإفراج عن معتقلين على ذمة القاعدة في السجون الحكومية.
الصورة لعدد من رجال القبائل المسلحين في لودر بأبين (AFP).