يقول الله تعالى في سورة سبأ (فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ) حاشى لله أن يكون الشبة في الآية الكريمة بين من هو في الفردوس الأعلى ومن سيكون في الدرك الأسفل من النار بأذن الله، ولكن الشبة هنا معقود بين جن سيدنا سليمان عليه السلام وجن المخلوع فكلاهما تحول عن عبادة الخالق إلى عبادة المخلوق فلبث كلاهما في العذاب المهين. هذا هو حال من لازال يكابد العناء والتعب بمواقفه اللامسؤولة في دعم المخلوع سواء كان سياسي غير محنك أو من يرى نفسه في عداد المثقفين ولكنه في حقيقة الأمر ينتهج ثقافة العبيد أو عسكري يبحث عن ما يسد رمقه ورمق عياله أو من يستخدم المواصلات العامة وهو يستلف قيمتها قبل صعوده إليها ليبث سمه، أولئك جميعا هم الأخسرون أعمالاً. بكل المقاييس الدينية والدنيوية جميعنا يبحث عن الربح دون الخسارة وأن اختلفنا في نوعية الربح الذي نبغيه فالبعض يبحث عن الربح المعنوي والآخر يبحث عن الربح المادي ولكن الجميع يبحث عن الربح في نهاية الأمر ومع ذلك وللآن لازالت عقول مخلفات النظام المستبد المخلوع تقف إلى جانب من يخسر يوماً بعد يوم، يخسر مواقفه الأخلاقية ويخسر دعم المجتمع الدولي ويخسر من كان إلى جانبه من عامة الناس البسطاء الذين ظل على مدار ال33 عام يضحك عليهم بخطاباته الوهمية عن تحرير فلسطين وهو الذي لم يحرر شعبه. ذكر الكاتب والمحلل السياسي منير الماوري الأكثر نضجاً وبعداً عن عقد كثير من الكُتاب والذين لليوم لا يزالون يرددون عبارة (يرحلوا جميعا) والتي اختلقها المخلوع ويرددها المتخلفون منهم سواء بسذاجة أو بخبث في مقال له بعنوان (الاستراتيجيات الإعلامية لأعداء الثورة الشبابية) واصفاً الثورة الشبابية الشعبية السلمية ومساراتها الناجحة في تحقيق أهدافها والتي لا يستطيع أن ينكر ذلك عاقل أو مكابر حتى وأن كذبوا على الناس فأنهم لا يستطيعون الكذب على أنفسهم قائلاً بأن – هذه الثورة العظيمة أوشكت أن تحقق أهم أهدافها بأقل الخسائر الممكنة، ومع ذلك يقولون أنها مجرد أزمة. وبعيدا عن الجدل هل هي ثورة أم أزمة لابد من الاعتراف بوجود الاثنتين حيث أن البلاد تمر منذ شهور طويلة بأزمة سياسية عاصفة، ولكن هذه الأزمة ومخرجاتها لم تكن إلا نتيجة حتمية من نتائج الثورة الشبابية، أي أن الأزمة لم تولد إلا من رحم الثورة. فإلى أولئك الذين لا يزالون في العذاب المهين أنجوا بأنفسكم قبل أن تفوتك سفينة نوح وتغرقوا في اليم الكبير، فها هو المتمرد الأول الأخ غير الشقيق للمخلوع محمد صالح الأحمر سلم قيادة القوات الجوية قبل أيام وحاول النجاة من الغرق ولو - بصميل بن عمر- وكما فعل المتمرد الأول فعل المتمرد الثاني طارق وسلّم ليسلم هو أيضاً، وأصبحوا مدركين بأن الشعب لم يعد يصدق إشاعاتهم الكاذبة بأن أمريكا أو المجتمع الدولي لا يستطيعون التنازل عنهم أو عن أحمد علي وأيقنوا أن العالم يدعم الرئيس هادي وكل قراراته. وفي تعليق لي على قناة البي بي سي في مثل هذه الأيام من العام الماضي بتوجيهي رسالة إلى المجتمع الدولي والتي قلت فيها رسالتنا ليست لعلي صالح فهو لم يعد يفهم أو يعي ولكن رسالتنا إلى المجتمع الدولي وعلى رأسهم أمريكا والإتحاد الأوربي نحن نعلم أنكم تبحثون عن مصلحتكم ونحن نقول لكم مصلحتكم مع الثوار، واليوم نقولها لبقايا مخلفات النظام ولكن بطريقة أخرى نحن نعلم أنكم تبحثون عن العيش الكريم لكم ولأسركم وعيشكم الكريم لن يكون إلا بوقوفكم مع الثورة قلبا وقالبا وبعدكم عن عبادة الصنم المخلوع.