لوحت قيادات سلفية إعلانها الاستقالة مجدداً من الهيئة التأسيسية لحزب الرشاد السلفي والانسحاب نهائياً من قيادته. وهدد 5 من قيادات الحزب في بيان صادر عنهم اليوم الاثنين - حصل المصدر أونلاين على نسخة منه - بتجديد إعلانهم الاستقالة، «حتى لا ينحرف الاتحاد عن رسالته وأهدافه ورؤيته». حسب تعبيرها.
والخمسة الموقعين على البيان هم «الدكتور عقيل المقطري، والشيخ عبدالرحمن البريهي، والشيخ مراد القدسي، وأنور الخضري، والشيخ عبدالله الحميري».
واتهموا أفراداً في الاتحاد لم يسموهم باحتكار العمل السياسي في الحزب، وإدارته بطريقة خاصة، رغم إعلانهم رفض تلك الطريقة. وقالوا إن قيادة الاتحاد تعنتت في مواقفها ووجهت الاتهامات، للبعض بمحاولة فتق التماسك البينوي داخل الحزب. وأضاف البيان: «الاتحاد بصفته الحالية لا يمثل كيانا مؤسسيا بقدر ما هو عمل مرتهن بإرادة بعض الأفراد الراغبين في احتكاره عليهم وإدارته بطريقتهم الخاصة». وأشار إلى أن الواقع اليمني والإسلامي «لا يحتمل إيجاد كيانات هزيلة وأحزاب مشرذمة لا تخدم الفكرة ولا تحقق الغاية، وتؤدي إلى صراعات بينية ونزاعات داخلية». حسب تعبيره. واعتبر أن اتحاد الرشاد الذي ساهم فيه قيادات تياري الحكمة والإحسان وبعض القوى الثورية والشخصيات السلفية المستقلة، كان المقصود منه أن يكون جامعاً لليمنيين، ومظلة لكل السلفيين الراغبين في العمل السياسي بعيداً عن لغة المحاصصة والتعصب.
ويوصف الموقعون على هذا البيان بأنهم قريبون من تيار الحكمة السلفي.
وكان الأمين العام لاتحاد الرشاد اليمني السلفي نفى انسحاب «تيار الحكمة» من الحزب، قائلاً إنها لم تشارك أصلاً في أي نشاط، وأن ثلاثة أشخاص محسوبين على التيار انضموا إلى الاتحاد ثم قرّروا الخروج منه لاحقاً.
لكن بيان المعترضين أبدى أمله في مراعاة الهيئة العليا للاتحاد الظرف الذي تمر به اليمن، والاستماع للمطالب المقدمة إليها من جميع الشخصيات التي قدمت استقالتها سواء من الحكمة أو الإحسان.
وكان الشيخ عبدالوهاب الحميقاني أمين عام اتحاد الرشاد علق في وقت سابق على احتجاج المنسحبين على انتخابات الهيئة العليا لرئاسة الاتحاد قائلاً «إن الانتخابات تمّت في جو من الشفافية, وإن الصندوق كان الحكم بين الجميع, وإن الذين انسحبوا كانوا موافقين على النتيجة لكنهم سرعان ما عادوا واشترطوا المحاصصة في الدوائر والفروع؛ وهو ما رفضته الهيئة العليا لاتحاد الرشاد».
وتيارات السلفيين متعددة، لكن المعتدلة منها اتجهت نحو العمل السياسي بعد عقود من الممانعة، وسعت لتأسيس حزب اتحاد الرشاد السلفي.