قالت سوريا يوم الثلاثاء ان أكثر من نصف من يحق لهم الانتخاب شاركوا في الانتخابات البرلمانية الضرورية لتطبيق الاصلاحات التي تقول دمشق انها تظهر رغبة الرئيس بشار الاسد في إنهاء الانتفاضة ضد حكمه بشكل سلمي. وتصف المعارضة الانتخابات بانها مهزلة. وقال رئيس اللجنة العليا للانتخابات التي أشرفت على الانتخابات التي جرت الاسبوع الماضي للصحفيين ان 51.26 في المئة من الناخبين أدلوا بأصواتهم اي ما يزيد قليلا عن خمسة ملايين ناخب.
ورفض زعماء المعارضة مسبقا الانتخابات وقالوا انها محاولة لكسب الوقت من جانب السلطات لقمع الانتفاضة. وقال المستشار خلف العزاوي للصحفيين خلال مؤتمر صحفي في دمشق نقله التلفزيون ان الانتخابات أعطت للشعب أوسع تمثيل ممكن.
وأضاف ان الانتخابات جرت في شفافية كاملة وبشكل ديمقراطي متكامل تحت اشراف ومراقبة مجالس قضائية مستقلة لم يمارس عليها اي جانب ضغوطا.
وقال "إن الانتخابات جرت في ظل الدستور الجديد وقانون الانتخابات العامة رقم (101) تاريخ 3-8-2011 حيث مارست جماهير شعبنا حقها الانتخابي وواجبها الوطني في اختيار ممثليها لمجلس الشعب بمستوى عال من الوعي وفي جو تسوده الحرية والشعور بالمسؤولية ووسط اجواء من الديمقراطية والنزاهة والشفافية."
وأضاف "الانتخابات جرت في يوم السابع من أيار الحالي بالاقتراع العام والمباشر والسري والمتساوي عملا بالمبادئ الأساسية التي ارتكز عليها الدستور الجديد بأن الشعب هو مصدر السلطات وحكم الشعب بالشعب وللشعب وكان الدور الأهم الذي حقق ذلك هو الاشراف القضائي الكامل والمباشر على عمليات الانتخاب من قبل اللجنة العليا للانتخابات واللجان الفرعية في الدوائر الانتخابية في المحافظات عملا بأحكام قانون الانتخابات الجديد وهي لجان مستقلة لا ترتبط بأي جهة في الدولة."
ورفض العزاوي الكشف عن نسبة التصويت في المحافظات التي شهدت اضطرابات كما يقول منتقدون انه ليس ممكنا اجراء انتخابات ذات مصداقية في المناطق التي تخضع لحصار وقصف مستمر من جانب قوات الاسد وانه ليس هناك وسيلة ممكنة للتحقق من الارقام.
وأجريت الانتخابات السورية بعد التصديق على دستور يسمح بقيام الاحزاب السياسية لكن لا توجد فعليا أحزاب يمكنها ان تعمل بشكل مستقل عن حزب البعث الذي يتزعمه الاسد ويحكم سوريا منذ 49 عاما.
ومن جانبه قال العزاوي "العملية الانتخابية تمت بسهولة ويسر وقد عكست نتائجها أوسع تمثيل للشعب بمختلف احزابه وفئاته وقطاعاته كما أبرزت المكانة المميزة للمرأة في مجتمعنا العربي السوري وحضورها المرموق في تحمل المسوءولية والمشاركة في بناء هذا الوطن فكان عدد النساء الفائزات في عضوية مجلس الشعب ثلاثين امرأة وهي نسبة جيدة."
وتشير الارقام الى نسبة اقبال لا تختلف كثيرا عن الانتخابات البرلمانية لعام 2007 حين لم يكن هناك ولو تحد رمزي لحكم البعث وكان المرشحون ينتقون بشكل كامل تقريبا من صفوف الموالين للاسد.
وتلا العزاوي قائمة المرشحين الفائزين بمقاعد في البرلمان المكون من 250 مقعدا وكان من بينهم الشخصية المستقلة قدري جميل الذي صرح من قبل بان الانتخابات يمكن ان تكون بداية لعملية سياسية في سوريا رغم مقاطعة غالبية شخصيات المعارضة لها.
وبدت الانتخابات التي جرت الاسبوع الماضي في العاصمة السورية دمشق متباطئة. وفي مركز للاقتراع قالت السلطات ان 137 شخصا أدلوا باصواتهم فيه خلال الساعات الثلاث الاولى من التصويت لم يشاهد الصحفيون الأجانب سوى ثلاثة اشخاص يدلون بأصواتهم على مدى 40 دقيقة.
وفي الانتخابات البرلمانية الاخيرة لعام 2007 أعلن المسؤولون عن نسبة اقبال بلغت 56 في المئة. ويجتمع البرلمان السوري المنتخب خلال الاسبوعين القادمين بموجب دستور معدل لا ينص على اي دور مختلف بوضوح للمجلس التشريعي.