ذكر السفير الألماني في صنعاء هولقر قرين ان تدخلات الرئيس السابق علي عبدالله صالح في المشهد السياسي اليمني تكدر صفو عيش الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي. وقال السفير في حوار مع صحيفة «يمن فوكس» الناطقة بالإنجليزية إن الرئيس السابق لم يغادر المشهد السياسي، مستشهداً بالأحداث الأخيرة التي أظهرت بوضوح أن صالح وأفراد عائلته وموالين آخرين له ما يزالوا يمارسون نفوذهم بدرجات عالية ويكدرون صفو عيش الرئيس هادي. ونقلت صحيفة «أخبار اليوم» الصادرة اليوم السبت مقتطفات من الحوار، الذي أكد فيه السفير في سياق تعليقه على عرقلة تنفيذ المبادرة الخليجية أن الخيارات المتاحة للاتحاد الأوروبي سوف «تكون قاسية»، قائلاً إن «أولئك الذين قد تسول لهم أنفسهم بالوقوف أمام العملية السياسية يدركون مدى جديتنا». وتدعم ألمانيا والاتحاد الأوروبي الرئيس هادي واتفاق نقل السلطة في اليمن، وسط تهديدات بفرض عقوبات على الرئيس السابق وأقربائه الذين يتمردون على قرارات الرئيس الحالي. وبحسب «أخبار اليوم»، فقد رأى السفير الألماني أن الوضع السياسي في اليمن ما يزال بعيداً عن مرحلة الاستقرار، بيد أنه أشاد بالتطورات الأخيرة التي قال إنها «أفضل بكثير مما كان يتوقعه غالبية المراقبين الأجانب خلال شهر نوفمبر 2011». ويعتقد قرين أن الانقسام في الجيش قد أسهم في توسع القاعدة، لكنه عاد وقال إن النجاحات قد بدأت تظهر للعيان مع توغل قوات الجيش نحو معاقل المسلحين. وشدد السيد قرين على ضرورة إنجاح الحوار الوطني من أجل رفع مستوى الاستقرار في البلد، حيث أن «أي إخفاق في هذه العملية سيمثل كارثة لليمن». وقال إن العملية لن تكون سهلة بالنسبة للجنة التحضيرية للحوار الوطني، مشيراً إلى أن المجتمع الدولي، بما فيه ألمانيا، مستعد لتقديم الخبرات في هذا المجال. وأوضح أنه ليس من الحكمة مطلقاً الدخول في الحوار بشروط مسبقة لن تعمل إلا على عرقلة الأمور، حسب تعبيره، في حين أن مطالب الشباب «للديمقراطية وزيادة المشاركة والحد من الفساد وتحسين التنمية الاقتصادية تعتبر مطالب شرعية جداً». وقال السفير الألماني إنه لا يرى أن هنالك حلاً في الأمد القصير يمكن أن يخرج اليمن من وضعه الاقتصادي الذي وصفه بالصعب، ويعتقد أن الاستثمار في البشر هو السبيل الأمثل لإنعاش الاقتصاد، حيث أن «موارد اليمن الطبيعية ليست باقية إلى الأبد».