بعد مفاوضات دامت لساعتين، بين فريق المرافعة عن الرئيس المصري السابق حسني مبارك، وبين السلطات التنفيذية التي أخذته إلى السجن، دخل مبارك إلى سجن طرة ليقضي أول أيام حكمه بالمؤبد لقتله المتظاهرين. وكان مبارك رفض النزول من سيارة الإسعاف لدخول مستشفى سجن طرة، وانتابته حالة هستيرية ودخل في نوبة بكاء شديدة، وبدأ يردد بصوت عال "حسبي الله ونعم الوكيل.. أنا خدمت البلد دية"، وفقا لوسائل الإعلام المصرية.
وحاول المتواجدون إقناعه بضرورة النزول لأنه حكم قضائي وقرار للنائب العام، وسيتم تنفيذه بكل الأحوال، إلا أن جميع المحاولات لإقناعه باءت بالفشل، ليتبين لاحقاً أنه أصيب بأزمة صحية حادة، وأن فريقاً طبياً يعالجه حالياً داخل الطائرة.
وكانت الطائرة التي تقل الرئيس المصري السابق حسني مبارك هبطت في سجن طرة قادمة من قاعة المحكمة بعد صدور حكم بالسجن المؤبد له ولوزير داخليته الأسبق حبيب العادلي.
وأعلن التلفزيون المصري أن الرئيس السابق محمد حسني مبارك أصيب ب"أزمة صحية حادة" لدى نقله إلى مشفى سجن طرة السبت.
وفي البداية، رفض مبارك النزول من الطائرة التي أقلته من قاعة محكمة جنايات القاهرة بأكاديمية الشرطة قرب القاهرة، إلى مشفى طرة، بعد أن أمر النائب العام المصري المستشار عبد المجيد محمود بنقله إلى هناك، بدلا من المركز الطبي العالمي الذي كان يقضي به مبارك عقوبته.
وقرر النائب العام في وقت سابق السبت نقل مبارك الى مستشفى سجن طرة في القاهرة بعد ان اصدرت محكمة الجنايات حكما بالسجن المؤبد عليه لمسؤوليته عن قتل المتظاهرين ابان الانتفاضة التي ادت الى اطاحته في 11 شباط/فبراير الماضي.
كما قضت المحكمة بمعاقبة وزير داخليته حبيب العادلي بالسجن المؤبد لتحمله كذلك مسؤولية قتل المتظاهرين بينما برأت نجليه جمال وعلاء وستة من قيادات وزارة الداخلية السابقين ورجل الاعمال حسين سالم الهارب في اسبانيا والذي كان يحاكم غيابيا.
ولم تبد على مبارك الذي حضر جلسة النطق بالحكم على سرير طبي نقال وكان يرتدي نظارة شمسية سوداء اي رد فعل بعد اعلان معاقبته بالسجن المؤبد في حين ظهر جمال مبارك والدموع في عينيه.
وشهدت القاهرة ومدينتا الاسكندرية والسويس بعد صدور الحكم تظاهرات شارك فيها مئات الاشخاص كانوا يرددون هتافات احتجاجا على البراءة التي حصل عليها خصوصا كبار مسؤولي وزارة الداخلية وخصوصا رئيس جهاز مباحث امن الدولة حسن عبد الرحمن.
ويأتي الحكم في وقت تشهد فيه البلاد توترات سياسية بسبب الانتخابات الرئاسية التي قد تأتي بآخر رئيس وزراء لمبارك، احمد شفيق الى سدة الحكم اذ يخوض جولة الاعادة في مواجهة مرشح جماعة الاخوان المسلمين محمد مرسي في 16 و17 حزيران/يونيو المقبل.
وكان اكثر من 850 شخصا قتلوا في الانتفاضة التي اندلعت في مصر في 25 كانون الثاني/ يناير 2011 والتي استمرت 18 يوما وارغمت مبارك على التنحي.
ورغم تبرئتهما لسقوط التهمة الموجهة اليهما بالتقادم، الا ان جمال وعلاء مبارك سيظلان في الحبس الاحتياطي على ذمة قضية اخرى بناء على قرار اصدره الاربعاء النائب العام.
واحيل نجلا الرئيس السابق الاربعاء الى محاكمة جديدة بتهمة التلاعب في البورصة المصرية.