حين بدأت ثورة المؤسسات مصاحبة لتيار التغيير وقلع جذور الفساد استبشر المواطن البسيط خيرا وظن ان الوقت قد ان لتطهير البلاد والعباد من سطوة الفساد والنافذين. وبدأت ثورة المؤسسات تكتسح في طريقها مؤسسات حكومية من مختلف المجالات عسكرية وطبية وغيرها وسقطت روؤس ماكنا نحلم باقتلاعها من تربة الكراسي الخصبة. الا ان هذا الاحتجاجات المطالبة بالتطهير والتغيير حصرت في القطاع الحكومي وكأن الفساد لم يخلق إلا لها وليس موجود في سواها. وتناسى ثوار المؤسسات جمعيات ومؤسسات العمل الخيري تلك التي تلامس هموم المواطن البسيط والمعوز والذي قد لا ينخرط موظفا تحت اي من المؤسسات الحكومية حتى يثور عليها. ان اجحفت بحقه بل هو ذلك المحتاج لتلك المؤسسات الخيرية وهم شريحة الأرامل والأيتام والمرضى المزمنين وفقراء يدقهم الفقر تحت كل خطوطه. فمن لجيش والمعوزين والمرضى الميئوس من شفائهم من غِيلان العمل الخيري الذين يرمون إليهم بالفتات ويتاجرون ببؤسهم وشقائهم وينهبون الجيوب في داخل وخارج الوطن باسم هؤلاء الذين سرقهم اهل الخير واهل الشر على حد سواء. لقد اصبح العمل الخيري حكرا على ذوي التوجه الاسلامي فكان مصيبة عليهم وبه تفسخت اخلاقهم وصاروا مصدرا للسخرية والتندر، فمن اراد الترزق من العمل الخيري تمسح بأذيال الدين والجماعات الاسلامية لثقة المواطن البسيط بالمتدينين لالتزامهم ومعرفتهم بالحلال والحرام فإذا بهم قد أحلوه لأنفسهم باسم كل البؤساء والمعذبين ورفعت راية والعاملين عليها فمنهم من امتلك الفلل والسيارات الفارهة وتدلت كرشه حتى ركبتيه واتسعت ذمته لأكل المال السحت واغرق بالهبات والعطايا وكأنه مخلص الفقراء والمرضى من ألآمهم فهلا جلس تحت ابط أمه أنى يؤتى له لقد صدق رسول الله حين قال كهذا قول لأحد عمال الصدقة عندما أتى الى الرسول يقول هذا لكم وهذا اهدي لي. ان عدم وجود ثوره تغييريه محاربه للفساد داخل المؤسسات الخيرية يجعلنا نشعر وكأنها مؤسسات قطاع خاص او أنها محمية ممن يطهرون البلاد من فساد المؤسسات ولكن تطهير بعملية انتقائية وكأن الفساد تم تفصيله على قياسات معينه لأشخاص معينين.
ان الفساد المالي سرطان يستشري في جسد الوطن قد افسد الأجزاء السليمة كما افسد السقيمة وعلينا ان ننقذ العمل الخيري من غيلان المتمصلحين وليعود عمر ودرة عمر لنعلم من اين لك هذا ولماذا لم يشبع الجوعى او يكتسي العاري ولماذا يموت المرضى بدوائهم الفاسد...
لماذا لا نرى اثر العمل الخيري الا في القائمين عليه؟. لقد كثرت مؤسسات الخير النفعية ونزع الخير من صدور الناس.