يسود التوتر مديرية المنصورة بمدينة عدن مع استمرار اشتباكات متقطعة منذ نحو أسبوع بين قوات الأمن ومسلحين، بينما يطالب سكان المدينة من الحكومة تزويد المدينة بالتيار الكهربائي الذي يشهد انقطاعات لأوقات طويلة. وتشهد مدينة عدن والمناطق الساحلية ارتفاعاً كبيراً في درجة الحرارة بينما يحول انقطاع الكهرباء دون تشغيل أجهزة المكيفات. وقال أحد السكان إن انقطاع التيار يصل إلى نحو عشر ساعات يومياً ما يحول البقاء في المدينة إلى أشبه بالعيش في «فرن كبير» مع ارتفاع الحرارة في فصل الصيف. وتقول مصادر حكومية إن أعطالاً في مولدات الطاقة الكهربائية بسبب تزايد الطلب على التيار وهلاك المولدات سبب لانخفاض قدرتها التوليدية. وكانت الحكومة عقدت اجتماعاً استثنائياً لها في مدينة عدن وأقرت تزويد المدينة بطاقة إضافية مقدارها نحو 60 ميغابايت، لكن وصول هذه وصوف هذه الطاقة الإضافية قد يستغرق أسابيع. وتشهد اليمن عجزاً في الطاقة الكهربائية، تفاقمها الاعتداءات التي تطال خطوط نقل الطاقة وهو ما يغرق العاصمة ومدن أخرى في الظلام لعدة أيام. وعبر سكان عن سخطهم من الانقطاعات المتواصلة في التيار الكهربائي بعدن، بينما يقطع شبان بعض شوارع المدينة ويمنعون مرور المركبات تعبيراً عن غضبهم لذلك، وهو ما يسبب اختناقات مرورية في بعض الأوقات. إلى ذلك، تدور اشتباكات متقطعة بين مسلحين وقوات الأمن بعد نحو أسبوع من فتح القوات الحكومية لشارع رئيسي في مديرية المنصورة ظل مغلقاً بسبب الاحتجاجات منذ أكثر من عام. وتقع في الشارع ذاته ساحة الشهداء التي كانت موقفاً للباصات، وسقط فيه أول شهيد في الثورة ضد نظام صالح، ولاحقاً أعلن تكتل 16 فبراير الذي يدير الساحة ولائه للحراك الجنوبي المطالب بانفصال جنوب اليمن. وقالت مصادر محلية إن ما لا يقل عن ستة مدنيين قتلوا في الاشتباكات المتقطعة والتي تدور غالباً في المساء، بينما يقول نشطاء في الحراك إن قناصة من الأمن هم من ينفذون عمليات القتل. وكان ناشط في حركة 16 فبراير نفى علاقة الحراك بالأعمال المسلحة التي تشهدها المنصورة، وقال إن «مسلحين» ينتمون إلى خارج مدينة عدن هم من يقفوا وراء ذلك. من جانبها، كشفت صحيفة يومية عن عقد اجتماعات بين ممثلين عن الحراك والسلطة المحلية لإزالة التوتر في المنصورة. وذكرت صحيفة «الشارع» أن نقلاً عن مصدر حكومي ان لقاء تم أمس الأربعاء في فندق الشيراتون بعدن بين اللواء ناصر منصور هادي وكيل جهاز الأمن السياسي في «عدن ولحج وأبين» ووحيد رشيد محافظ عدن ونائف صالح البكري مدير عام مديرية المنصورة ومحمد حيدرة مسدوس وعدنان الجنيدي والسفير سالم سعيد الزامكي من أجل «حل الأزمة في المنصورة». وأضافت أن تم الاتفاق على خيارين، الأول «سحب القوات الأمنية وتسليم الساحة للجنة الحراك بشرط عدم وجود مسلحين أو سلاح فيها وتشكيل لجنة مشتركة لتقصي الحقائق في الأحداث وإحالة المتهمين إلى القضاء وحصر كافة الأضرار». والثاني «سحب كل القوات العسكرية وتشكيل لجنة مشتركة للنظر في الأحداث التي جرت وعدم الاحتفاظ بالساحة من قبل أي طرف وتكون ساحة عامة وعدم اعتراض الطريق العام». وقتل في ساعة متأخرة من مساء أمس شاب برصاص قناصة أثناء ما كان ماراً في شارع بمديرية المنصورة. وقال شهود إن عربتين تابعتين للجيش تتمركزان في تقاطع «الغزل والنسيج» القريب من ساحة الشهداء، وانهما تعرضا لإطلاق نار من مسلحين.