حذر القيادي الناصري محمد الصبري من بقاء الوضع على حاله في البلاد، قائلاً إن تراكم حالة الإحباط واليأس لدى الناس قد يدفع بهم إلى حرب تصفية لإزالة ركام المرحلة الماضية. وقال الصبري في ندوة للقطاع الطلابي للتنظيم الناصري حول المرحلة الانتقالية أمس الخميس «إن بقاء أفراد عائلة صالح بمناصبهم مشكلة تهدد البلاد فقد تحولوا إلى أحجار معيقة تدفع بالناس إلى ابتكار وسيلة قد يخالطها العنف لإزاحتهم عن المشهد»، معتبرا أن قانون الحصانة ليس قرآن منزل وإذا لم يحترم الذين استفادوا منه أنفسهم وتركوا المشهد وأعادوا ما نهبوه من أموال فأن القانون سيكون في حكم المنتهي. حسب قوله.
وحول القضايا المثارة في الساحة والحديث عن إنقاذ الثورة أوضح محمد الصبري عضو الأمانة العامة للتنظيم الوحدوي أن هذه المشكلة تعود إلى ما يعرف بالخوف الناتج من «الأقلية المنظمة» وهي حالة تصاحب كل الثورات وتدفع بالبعض للحديث عن سرقة الثورة بهدف إحباط العمل الثوري أو نتيجة الجهل وقلة الوعي.
الصبري في حديثه عن المرحلة الانتقالية حذر من الخلط الحاصل باعتبارها سلطة ثورية لتحقيق أهداف الثورة في حين أن لا تتعدى إدارة لمرحلة تؤسس للقادم ولا تمثل الثورة، وتتلخص أهدافها في ثلاث قضايا منصوص عليها في المبادرة الخليجية الأولى هي الحفاظ على مؤسسات الدولة وتسوية كافة الحقوق المنهوبة والقضايا العادلة في الفترة الماضية ومنها قضية الجنوب وصعده وشهداء حركة 15 أكتوبر الناصرية، محذرا من الخلط بين قضية الحوار الوطني و إرجاع الحقوق الذي تسبق الحوار.
أما عن القضية الثانية فقال الصبري أنها تتمثل في توحيد الجيش والأمن قائلاً «نحن بعد 34 سنة تبين أن ما لدينا هو تجمعات بشرية أشبة بمليشيات مسلحة لأمراء حرب وإذا اعتبرنا جيش فهو جيش عائلي وهذه النقطة يجب أن تحل فلا يمكن الانتقال إلى المرحلة الثالثة دون تسويتها».
وبخصوص القضية الثالثة أوضح الصبري «نها تتلخص في التأسيس للقادم ويندرج تحتها مسألة الحوار الوطني والمفترض أن تكون أهداف الثورة بنودا له»، متمنياً توقف نمطية العبث الطابعة على حوارات اليمنيين.
وأبدى استغرابه من تعامل السفير الأمريكي وسفراء والاتحاد الأوروبي مع الحوار «كورشة عمل تمول بالدولارات وكأن القضية تتعلق بمنظمة مجتمع مدني وليست قضية مرتبطة بمصير وطن»، فيما تسائل عن مسألة إشراك الشباب واللغط الحاصل فيها بالقول «هل يهم الشباب قضايا الحوار أم أطراف الحوار؟»، طالبا من الشباب التركيز على القضايا بدلا من المشاركة.
ونبه الصبري إلى أن عدم تحويل أهداف الثورة إلى عقد اجتماعي ودستور يحدد ملامح المستقبل سيحولها إلى تمرد شعبي لا أكثر، لافتا إلى أن المعضلة الحقيقة في هذه المرحلة هي افتقاد أطراف المرحلة إلى كوادر متخصصة تدير المرحلة ومنها المشترك الذي قال الصبري انه وجد نفسه شريك في الحكم بعد ان اعتاد على نمط المعارضة لسنوات.
وتطرق الصبري إلى قضية التدخل الأجنبي المصاحب للثورات حيث قال «أحب أن أقول لسفراء الدول الشقيقة والأجنبية أن صرف الأموال ومحاولة شراء مواقف الأطراف لن يعيد أنتاج الماضي بنظام عميل بلباس وطني, مشبها هذا العمل بالبناء على رمال متحركة». خاتما حديثه بالتحذير من أن فشل المرحلة سيدفع بالناس إلى تيار «الخراب الذي بدأنا نرى ملامحه».