مليشيات الحوثي تغلق مسجدا شمالي صنعاء بسبب رفض المصلين لخطيبها    شاهد كيف ظهر كريستيانو رونالدو بلحية .. صور تثير الجدل والكشف عن حقيقتها!    قيادي حوثي يواصل احتجاز طفل صحفي ويشترط مبادلته بأسرى حوثيين    وفاة وإصابة خمسة أشخاص في حجة وصعدة جراء الصواعق الرعدية    ما هو شرط زيدان لتدريب فريق بايرن ميونيخ؟    الارياني: الأسلحة الإيرانية المُهربة للحوثيين تهدد الأمن والسلم الدوليين ومصالح العالم    أكاديمي: العداء للانتقالي هو العداء للمشروع الوطني الجنوبي    إيران وإسرائيل.. نهاية لمرحلة الردع أم دورة جديدة من التصعيد؟    الكشف عن تصعيد وشيك للحوثيين سيتسبب في مضاعفة معاناة السكان في مناطق سيطرة الميلشيا    صمت "الرئاسي" و"الحكومة" يفاقم أزمة الكهرباء في عدن    ثمن باخرة نفط من شبوة كفيلة بانشاء محطة كهربا استراتيجية    السيول الغزيرة تقطع الخط الدولي وتجرف سيارة في حضرموت    مصرع وإصابة عدد من عناصر المليشيات الحوثية الإرهابية غربي تعز    أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني    غارات عنيفة على مناطق قطاع غزة والاحتلال أكبر مصنع للأدوية    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    شاب يقتل شقيقه جنوبي اليمن ووالده يتنازل عن دمه فورًا    بالصور .. العثور على جثة شاب مقتول وعليه علامات تعذيب في محافظة إب    محمد المساح..وداعا يا صاحبنا الجميل!    صورة ..الحوثيون يهدّون الناشط السعودي حصان الرئيس الراحل "صالح" في الحديدة    آية في القرآن تجلب الرزق وفضل سورة فيه تبعد الفقر    العليمي يكرّر كذبات سيّده عفاش بالحديث عن مشاريع غير موجودة على الأرض    رفع جاهزية اللواء الخامس دفاع شبوة لإغاثة المواطنين من السيول    مقتل مغترب يمني من تعز طعناً على أيدي رفاقه في السكن    انهيار منزل بمدينة شبام التأريخية بوادي حضرموت    ما هي قصة شحنة الأدوية التي أحدثت ضجةً في ميناء عدن؟(وثيقة)    العليمي يتحدث صادقآ عن آلآف المشاريع في المناطق المحررة    وفاة الكاتب والصحفي اليمني محمد المساح عن عمر ناهز 75 عامًا    نصيب تهامة من المناصب العليا للشرعية مستشار لا يستشار    عاجل: انفجارات عنيفة تهز مدينة عربية وحرائق كبيرة تتصاعد من قاعدة عسكرية قصفتها اسرائيل "فيديو"    صورة تُثير الجدل: هل ترك اللواء هيثم قاسم طاهر العسكرية واتجه للزراعة؟...اليك الحقيقة(صورة)    وزير سابق يكشف عن الشخص الذي يمتلك رؤية متكاملة لحل مشاكل اليمن...من هو؟    نادي المعلمين اليمنيين يطالب بإطلاق سراح أربعة معلمين معتقلين لدى الحوثيين    الدوري الايطالي: يوفنتوس يتعثر خارج أرضه ضد كالياري    مبنى تاريخي يودع شبام حضرموت بصمت تحت تأثير الامطار!    رئيس الاتحاد العربي للهجن يصل باريس للمشاركة في عرض الإبل    شروط استفزازية تعرقل عودة بث إذاعة وتلفزيون عدن من العاصمة    لماذا يموتون والغيث يهمي؟    الممثل صلاح الوافي : أزمة اليمن أثرت إيجابًا على الدراما (حوار)    - بنك اليمن الدولي يقيم دورتين حول الجودة والتهديد الأمني السيبراني وعمر راشد يؤكد علي تطوير الموظفين بما يساهم في حماية حسابات العملاء    بن بريك يدعو الحكومة لتحمل مسؤوليتها في تجاوز آثار الكوارث والسيول    المانيا تقرب من حجز مقعد خامس في دوري الابطال    الحوثيون يفتحون مركز العزل للكوليرا في ذمار ويلزمون المرضى بدفع تكاليف باهظة للعلاج    تشافي وأنشيلوتي.. مؤتمر صحفي يفسد علاقة الاحترام    سورة الكهف ليلة الجمعة.. 3 آيات مجربة تجلب راحة البال يغفل عنها الكثير    عملة مزورة للابتزاز وليس التبادل النقدي!    مولر: نحن نتطلع لمواجهة ريال مدريد في دوري الابطال    الفلكي الجوبي: حدث في الأيام القادمة سيجعل اليمن تشهد أعلى درجات الحرارة    رغم وجود صلاح...ليفربول يودّع يوروبا ليغ وتأهل ليفركوزن وروما لنصف النهائي    بمناسبة الذكرى (63) على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين اليمن والأردن: مسارات نحو المستقبل و السلام    وفاة مواطن وجرف سيارات وطرقات جراء المنخفض الجوي في حضرموت    دراسة حديثة تحذر من مسكن آلام شائع يمكن أن يلحق الضرر بالقلب    تصحيح التراث الشرعي (24).. ماذا فعلت المذاهب الفقهية وأتباعها؟    السيد الحبيب ابوبكر بن شهاب... ايقونة الحضارم بالشرق الأقصى والهند    ظهر بطريقة مثيرة.. الوباء القاتل يجتاح اليمن والأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر.. ومطالبات بتدخل عاجل    وزارة الأوقاف تعلن صدور أول تأشيرة لحجاج اليمن لموسم 1445ه    تأتأة بن مبارك في الكلام وتقاطع الذراعين تعكس عقد ومرض نفسي (صور)    النائب حاشد: التغييرات الجذرية فقدت بريقها والصبر وصل منتهاه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لا أعتقد أن إخلاء الساحات أمر بيد الأحزاب ولا نزعم أننا على وفاق كامل مع الشباب !
القيادي الناصري والناطق الرسمي باسم لجنة الحوار الوطني محمد يحيى الصبري ل ( الجمهورية ):
نشر في الجمهورية يوم 21 - 05 - 2012

تحتفل بلادنا بالذكرى الثانية والعشرين لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية التي تصادف يومنا هذا الثلاثاء في ظل تحولات سياسية كبيرة شهدتها اليمن بفعل الثورة الشبابية الشعبية السلمية التي انطلقت شرارتها في بداية العام الماضي 2011م وقد نتج عن تلك التحولات والتغيرات مشهد سياسي جديد تشارك فيه قوى سياسية متنوعة ومختلفة ليكون كافة ألوان الطيف السياسي شركاء في صناعة ملامح المستقبل القادم لليمن السعيد؛ بما في ذلك الشباب في الساحات غير أن صعوبات وتحديات جمة تواجه عملية التوافق الوطني التي بموجبها تشكلت حكومة الوفاق الوطني، ومن هذه الصعوبات والتحديات مثلا الحوار الوطني الذي كان من المفترض أن تنطلق فعالياته عقب الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية التي شهدتها بلادنا خلال شهر فبراير الماضي، هذا إضافة إلى ما تشهده عدد من المحافظات الجنوبية من مواجهة مع عناصر القاعدة أو ما تسمى جماعة أنصار الشريعة، كما أن قضايا ومشاكل مختلفة تواجه حكومة الوفاق الوطني هي أيضا تمثل تحديات حقيقية لموضوع الشراكة الوطنية بين مكونات المشهد السياسي وقد تكون مقاسا مهما بالنسبة للكثير من المواطنين، فيما يتعلق بقدرات وإمكانيات الرئيس هادي وحكومة دولة رئيس الوزراء السيد محمد سالم باسندوة.
من خلال الحوار التالي مع القيادي الناصري والناطق الرسمي باسم لجنة الحوار الوطني الأستاذ محمد يحيى الصبري نستعرض العديد من تلك الصعوبات والقضايا المطروحة أمام أطراف المعادلة السياسية في بلادنا لمعرفة حقيقة مايدور على أرض الواقع وما هي الآفاق التي يمكن من خلالها قراءة ما ستسفر عنه الأيام القادمة.
تحولات ثورية
تحتفل اليمن اليوم بذكرى إعادة تحقيق الوحدة، ما أهمية الاحتفال بهذه المناسبة في ظل ما شهدته البلاد من تغيرات على المستوى السياسي، وخصوصا بعد مغادرة النظام السابق المشهد السياسي اليمني؟
- بلا شك أن اليمن تشهد تحولات ثورية وهذه التحولات فرضت على الجميع التعاطي مع الأوضاع الوطنية وفي مقدمتها الأعياد والمناسبات بطريقة مختلفة، ولو لم يكن الأمر كذلك ما أصبح لحديثنا معنى بهذه المناسبة الغالية، التحولات تفرض رؤى جديدة ومنطقا جديدا واليمنيون جميعاً سعداء بالاحتفالات هذا العام وقد اختفى صالح من المشهد السياسي, وأمام اليمنيين اليوم مناخ جديد.. أن يحتفلوا بالوحدة ويفكروا بمستقبلها بعيداً عن شخصنة الأحداث الوطنية وتجييرها لصالح شخص أو سلطة.. الاحتفالات لابد أن تكون فرصة لنا جميعاً لإعادة التفكير بما فعلنا بالوحدة وما فعلته بنا.
قيم جديدة وتاريخ جديد
الثورة الشبابية الشعبية السلمية هي من أحدث هذا التحول في مسار العملية السياسية فهل ما تحقق حتى الآن يعد مؤشر حقيقي لنجاح الثورة وهل من الأهمية الاستمرار في الفعل الثوري خلال المرحلة القادمة ؟
- الثورات الكبيرة التي يشارك فيها الملايين من الناس وينخرط في مسيرتها فئات كثيرة من أبناء الشعب يصعب تقييم إنجازاتها بمجرد مرور عام أو عام ونصف، ما تحققه الثورات لا يقاس بالأيام والشهور، وإنما بحجم ما ستكرسه وتغرسه في نفوس الناس من قيم جديدة وتاريخ جديد للحياة التي يعيشون فيها، ونستطيع اليوم أن نغامر ونقول إن الثورة وقد أسقطت واجهة النظام، لكن سيظل عليها واجب أن تسقط منهج وثقافة النظام القديم في الحكم من أذهان الناس نحن مازلنا ثورة في الأذهان كي نتخلص من كوابيس الماضي وأشباحه وهذه معركة ليست بالسهلة؛ لأنها تحتاج أولاً إلى الوعي بمتطلبات المستقبل الذي خرج من أجله شباب الثورة, وثانياً نحتاج إلى أطر وأشكال جديدة للعمل تتفق مع هذه المتطلبات وفي اعتقادي أن الثورات ليست قراءه في كتاب نقرأ صفحة ونأتي بالصفحة التي تليها الثورات هي نوع من معاناة البشرية الكبيرة التي يقوم بها شعب من أجل إخراج نفسه من وضع بائس إلى وضع أفضل وغالباً ما يجري في اللحظات الثورية أن يخلط الناس بين رغباتهم في الوقت الراهن وبين أهداف الثورة التي قامت من أجل الأبناء والأحفاد فكل ثورة في التاريخ كان الجيل الذي يكون في الثورة لا يستهدف نفسه بالمقام الأول، وإنما هدفه تهيئة ارض جديدة وغرس جديد للأجيال القادم.. لا يجب أن نقيس ما تحقق من أهداف الثورة من خلال المواقع التي وصلنا إليها هذا قياس رغائبي وغرائزي ضار في الثورة في هذه الفترة.
أين موقع الشباب الآن في المعادلة السياسية، لاسيما بعد الدخول في مرحلة التوافق السياسي بين الأحزاب؟ ولماذا برأيك تعثرت اللجنة المكلفة بالحوار معهم؟
- الإجابة عن هذا السؤال مرتبطة بالإجابة عن السؤال السابق وأدعي أننا في مشكلة واضحة، خاصة في كيفية فتح المجال أمام شباب الثورة كي يكونوا أمناء وحراسا على الأهداف التي قامت من أجلها الثورة وعدم التوصل إلى فكرة معينة حول هذه الكيفية يقف وراء الفشل والأمر ليس مرتبطا بطرف الحكومة، لكن أيضاً له صلة بالطرق أو الأساليب التي يعبر بها الشباب عن أنفسهم وإذا كان الحوار معهم يعد طريقا لتحقيق هذا الأمر، فإن الطريق إلى الحوار لايزال فيه مشاكل كثيرة ، لكن على لجنة الحكومة وأي لجان للتواصل مع الشباب أن تجتهد في التواصل معهم لا بغرض الحصول على تأييدهم، ولكن بغرض معرفة ما يتطلعون إليه والطرق التي يرونها مناسبة لإشراكهم في الشئون العامة وتقرير مصائرها حتى الآن لا أستطيع أن أرى موقعا محددا لشباب أعتقدهم الذين سيفرضون مواقعهم من خلال أنشطتهم وحركتهم الثورية ولاتزال هناك كثير من المهام تنتظرهم سواء ارتبطت هذه المهام باستمرار الثورة حتى إسقاط بقايا النظام أو تلك المهام ذات الصلة بعملية البناء بعد الهدم.
إخلاء الساحات ليس بيد الأحزاب
هناك من يقول بأن مسار التسوية السياسية قد تعارض مع المسار الثوري وأن الأحزاب اليوم تسعى من أجل إخلاء الساحات هل هذا صحيح؟
- لا أعتقد أن إخلاء الساحات أمر بيد الأحزاب لكن يمكن للحزبيين الموجودين في الساحات أن يتأثروا بقرارات أحزابهم، ونحن إجمالاً لا نشجع ولا نوافق على الحديث عن ساحات الثورة وميادينها بهذا الأسلوب الفج، وكأنه مخيمات للكشافة والمرشدات سنرفعها متى نشاء ونبقيها متى نشاء هذا كلام لا يتسق مع مجموعة الحقائق والوقائع الساطعة التي تعطي هذه الميادين شرف الدور العظيم في إنجاز التحول الثوري وخلق أوضاع جديدة وما العملية السياسية والحزبية إلى عمل ملحقة بهذه الميادين ومن الحقائق التي يتجاهلها الكثير من الناس بحسن أو سوء نية أن عددا محدودا من الثوار الشجعان هم الذين أسسوا هذه الميادين وصمدوا فيها وقدموا التضحيات من أجلها لم يكن يحركهم سوى الإيمان بحق هذا الشعب بأن يعيش بحرية وكرامة وأعتقد أن هذا الإيمان وهؤلاء الشجعان لايزالون متواجدين، بل وأعتقد أن عاما ونصفا من الثورة قد زاد من منسوب الإيمان ومن عدد الثوار والأمران معاً هما اللذان سيتخذان القرار بشأن الساحات والميادين.
تواصل منذ البداية
ما هو الدور المناط بالشباب خلال المرحلة الانتقالية القادمة؟ وهل ثمة تنسيق وتواصل بينكم كقيادات في اللقاء المشترك وبين الشباب في الساحات؟
- التواصل مع شباب الثورة قائم منذ البداية وبأشكال مختلفة وعلى قضايا كثيرة، ونحن نعتقد أن على شباب الثورة أن يستمروا بثورتهم بالمفهوم الواسع للثورة وتجري المحاولات لأن يكونوا شركاء في اتخاذ القرارات السياسية العامة, لكننا لا نزعم أننا على وفاق كامل مع الشباب في كل الميادين، هناك قضايا خلافية فكثير من الشباب يعبرون عن انتقاداتهم الحادة للأداء السياسي وبعضهم لديه قناعة بأن ما هو قائم في هذا الأداء لا يعبر عن الثورة، كما أننا جميعاً نحن والشباب في حالة من البحث المستمر حول الأساليب المناسبة لخلق وحدة في الرؤية تنطلق من إيمان جماعي بوحدة الهدف، لكننا أيضا نسلم أن ما سوف تقرره وتتخذه ميادين الثورة لها الأولوية في الاحترام والتقدير والتنفيذ ولا نريد أي صدام مع هذه الميادين ومن يسعى إلى ذلك يقود مؤامرة على الثورة وأهدافها ولن ينجح في هذا المسار.
تحالف وطني كبير
ماذا عن اللقاء المشترك البعض يقول ان خلافات شديدة قائمة بين مكوناته وان هناك مؤشرات تقول ان التحالف بين أحزابه قد لا يستمر؟
- اللقاء المشترك تحالف وطني عريض وكبير وهو اليوم كما كان بالأمس جزء من التاريخ السياسي والثوري لليمن، لديه من مقومات البقاء أكبر بكثير مما يتصوره البعض هذا التحالف لم يأت رغبة وإنما هو حاجة وطنية ضرورية وبقاؤه مرتبط بهذه الحاجة والتباين والخلاف الذي يظهر بين فترة وأخرى هو ظاهرة صحية وعلى الناس أن لا يخلطوا ما بين بقاء هذا التحالف وأن يكون بين أطرافه نقاش وحيوية وتباين وخلاف هذه ظاهرة صحية وعلامة من علامات الحيوية والحياة، وليست مؤشرا على الموت، لكن يبدو أن الذين على أسرّة الاحتضار من بقايا النظام السابق يحلمون بأن هناك أطرافا أخرى ستموت مثلهم وهذه رغبة محتضر لن تتحقق على ارض الواقع والغريب أن المنساقين وراء هذه الرغبة يتجاهلون أن المشترك اليوم بسبب الثورة في وضع جديد وأمام مهام جديدة وعلى أطرافه مسؤولية التعاطي مع هذه الحالة الجديدة.
قضايا وطنية كبرى
هل بالفعل تم استبعاد قوى سياسية حية ك الناصريين والشباب ولجنة الحوار الوطني من المشاركة في صياغة ورسم ملامح المرحلة القادمة؟ وهل هذا متعمد ومن يقف ورائه؟
- نحن نؤكد أن القضايا الوطنية الكبرى التي تمس حياة كل اليمنيين هذه قضايا لا يجب أن يحتكر النقاش بشأنها طرف من الأطراف أيا كانت نواياه ونحن نقدر أن الظروف الراهنة أفرزت أمام كل المكونات الثورية والوطنية مشكلات عدة، أخطرها أوهام البعض بأنه وحده الأقدر على السير في طريق البناء ولا نقول إن من يتوهم ذلك لديه خطة ونحاول أن لا نشكك بالنوايا، ولكن نقول الممارسات الإقصائية يمكن أن تكون حالة غرائزية لدى البعض، مصدرها الخوف على البلد أو من البلد ومن واجبنا جميعاً في كل المواقع أن لا نقبل أي سلوك من هذا النوع وأن نصحح المسار وندفع الجميع إلى العودة إلى طاولة البحث والنقاش المسئول تجاه كل خطوة نخطوها نحو المستقبل.
قرارات الرئيس هادي
القرارات التي اتخذها الرئيس هادي لا تشير إلى هذا وماذا لو تم الاستمرار في اتخاذ قرارات كهذه هل سيؤثر على سير العملية السياسية في البلاد؟
- لابد أن نفرق بين عدة قرارات يتخذها الرئيس ونحن في المرحلة الماضية تعاملنا مع قراراته من زاويتين، قرارات له صلاحيات دستورية ووطنية له مطلق الحرية في أن يتخذها وهي تستحق التأييد والدعم وقرارات أخرى نعتقد أنها واجبة التصويب ولابد أن يكون طريقها التشاور المسبق بحيث تتوفر لها كل عوامل الدعم والتأييد الوطني ونرى أن القضايا المرتبطة بالحوار تخضع للتشاور بموجب الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن. كما أن التسوية السياسية قامت على قاعدة الشراكة والتشاور الوطني؛ ولذلك فإننا نقول بوضوح إن الاعتراض ليس مصدره غياب هذا الطرف أو ذاك عن عضوية لجنة معينة أو منصب معين، وإنما الاعتراض على غياب مبدأ وتجاهل طريق آمن لصالح تصرفات مبنية على ضغوط أو رغبات مستعجلة تريد أن تسلق القضايا على الطريقة القديمة.
دور وطني عظيم
لجنة الحوار الوطني ماذا عنها هل هي مستمرة في عملها وهل ستواصل عملها خلال المرحلة القادمة أم أنها ستكون جزء من أطراف الحوار القادم؟
- لجنة الحوار الوطني كانت ذات هدف كبير ووطني قبل الثورة والدور الذي قامت به خلال تلك الفترة أعتقد أنه واضح الآن بغض النظر عن الانطباعات الشخصية التي كانت تدفع البعض لأن يحدد مواقف من أشخاصها وقد ثبت اليوم أن رئاسة هذه اللجنة قامت بدور وطني عظيم ولا تزال هذه القيادة تقوم اليوم بنفس هذا الدور ممثلة بالأستاذ محمد سالم باسندوة وكل القيادة من المشترك واللجنة التحضيرية ويجري نقاش في الوقت الراهن حول ما يجب أن تقوم به اللجنة التحضيرية للحوار الوطني بناء على ما تمتلكه من تجربة وخبرة ووثائق تسهل على اليمنيين موضوع الحوار الوطني الذي يكاد يكون حديث الساعة، وسنكون عديمين، إذا تعاملنا مع تجاربنا الوطنية بمنطق الإلغاء لنتجاوز نزول المربع القديم الذي كان يتعامل مع القضايا والأحداث من ساعته وحينه وما بدأ بدينا علية لابد أن يكون لدينا قدر من الاحترام لجهودنا الوطنية المخلصة والواضحة.
سؤال جميل ومعقد
تنظيم القاعدة وسع من عملياته القتالية في عدد من المحافظات برأيك لماذا في هذه المرحلة بالذات حصل هذا وهل ثمة من يقف وراء هذه العملية؟ وهل يمكن التغلب على عناصر القاعدة في ضل انقسام المؤسسات العسكرية والأمنية وهل يمكن الدخول في حوار شامل في ضل استمرار وتنامي خطر القاعدة؟
- هذا سؤال جميل، ولكنه معقد فعلاً ولذلك نستطيع القول في الظروف الراهنة إن المعركة في أبين رغم الخسائر الفادحة التي يتكبدها الشعب اليمني وأبناء أبين على وجه الخصوص هي جزء من معركة المستقبل اليوم، ولكنها تفتح أبوابا خطرة على التدخل الخارجي ولا نستطيع أن نتجاوز في الوصف ونقول إنها مواجهة داخلية لمصالح وطنية بحتة، لكنها في نفس الوقت حرب لها صلة بالمصالح الدولية فرضت علينا بسبب نهج وسلوك النظام السابق ونحن اليوم نتجرع الخسائر في هذه الحرب وفي حروب أخرى لا تقل خطورة عنها، ولابد أن يكون لدينا مخاوف وقلق من النتائج المترتبة على هذه الحرب سواء من الناحية الجغرافية أو الأمنية أو السياسية أو الاقتصادية؛ فبلادنا في وضع هش من كافة النواحي وهذه العمليات العسكرية تشبه عملية جراحية في جسم مريض يمكن أن تؤدي إلى آثار جانبية على الجسد اليمني بكامله وعلينا أن لا نفكر فقط بالنصر، ولكن بما سينتج عن هذه الحرب من آثار نفسية واجتماعية وأمنية في الجنوب وفي الشمال وفي الوسط خصوصاً أن أجهزتنا الأمنية والعسكرية لا تزال مخطوفة ومغتصبة بأيدي بعض من بقايا النظام السابق.
مرحلة تأسيس جديدة
أستاذ محمد هناك الكثير من القضايا الوطنية التي تستحق الوقوف أمامها، لكننا غير قادرين على ذلك الآن؛ لذا أرجو منك الحديث عن أهمها في ختام هذا اللقاء ... الحراك الجنوبي, الحوثيين, الوضع الأمني, الوضع الاقتصادي؟
- من الصعب اليوم ونحن نقول إن بلدنا في مرحلة تحول ثوري وفترة انتقالية والشعوب التي تعيش هذه المراحل تواجه صعوبات جمة فيما يتعلق بتحديد أي المسارات أنسب للخروج بالوطن من الوضع البائس إلى الوضع الآمن من الحدث الثوري إلى الفعل الثوري والغريب أننا أحياناً نجازف بطرح الرؤى والأفكار من دون أن نتواضع ونقول إن هذا رأي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب؛ لذلك أقول إن من أهم ما نحتاجه في هذه المرحلة وهذه اللحظة التاريخية أن نتفق على قاعدة الاجتهاد والقبول بالآخر وإذا فلعنا ذلك قبلنا بعضنا وتحاورنا فيما نطرح على قاعدة الندية والاعتراف ستنفتح أمامنا كل أبواب الفعل الصحيح.
ومن هذه الزاوية نقول إن مطالب الحراك والحوثيين والأحزاب وشباب الثورة وكل أبناء اليمن المظلومين والمسحوقين تحتاج إلى أن نضعها في باب الحقوق والحريات العامة، ولكن بعضها ليست في منزلة المقدسات؛ نحن في مرحلة تأسيس جديدة لنظام ولدولة ولنسيج اجتماعي ومن لديه مطلب في هذا السياق فعليه أن يحترم إرادة الآخرين ولا أرى في المشهد كله ما يبعث على الطمأنينة سوى ما يأتي من ميادين الثورة وتضحيات الثوار والشباب الذين خرجوا بنقاء وصدق وطهارة يقدمون التضحيات من أجل الآخرين ولا ينظرون أين ستكون مواقعهم.
وهذا لايعني أن أبناء الجنوب لم يقدموا التضحيات الطاهرة والنقية والصافية وكذلك أبناء صعدة لدينا عدد كبير من الشهداء والجرحى والمشردين والنازحين من أبناء الجنوب وأبناء صعدة.. ما يفوق المليون متضرر وهؤلاء لهم في ذمة كل الناشطين والمكونات السياسية والاجتماعية واجب الاحترام والتقدير لهذه التضحيات وأول الواجبات علينا أن نسأل لماذا قدمنا كل هذه التضحيات، هل من أجل أن تستمر الحروب والنزاعات والتضحيات سلسلة من حلقة مفرغة لا معنى لها أو أن هؤلاء اليمنيين سواء في تعز أو الجنوب أو في صعدة أو في أرحب أو في الحديدة أو في ميادين الثورة ضحوا من أجل يمن مستقر آمن موحد بحكمة القانون والمواطنة المتساوية سيد على أرضه، حر في معاشه هذا هو السؤال الذي يجب أن يؤرق ضمائرنا جميعاً أما إذا مات الضمير لدينا فإن كل هذه التضحيات ستصبح شكلا من أشكال الانتحار الجماعي لليمنيين وهذا أمر مخالف لسنة التطور البشري وسنة الله في خلقه، ولكن أكثر الناس لا يعلمون, وفي الأخير نشكر صحيفة الجمهورية على جهودها المبذولة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.