أشهر اليوم الأحد في العاصمة صنعاء تأسيس حزب اتحاد الرشاد اليمني كتنظيم سياسي يجمع تكتل كبير للسلفيين في اليمن. ومنتصف مارس الماضي، أعلن السلفيون إشهار أول حزب سلفي تحت مسمى «اتحاد الرشاد اليمني السلفي»، عقب مناقشات استمرت ليومين، قبل التقدم إلى لجنة شؤون الأحزاب لإشهاره كحزب رسمي يمارس عمله كبقية الأحزاب المعلنة.
لكن خلافات عصفت بحاضر الحزب الناشئ، طفت على نحو عزوف قيادات سلفية عن العمل السياسي، فيما أخرى وجدت في الخوض في السياسة، موئلاً للتكيف مع الوضع اليمني، الذي يفرض الدخول في العملية السياسية.
ووفقاً لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، فقد أشهر حزب اتحاد الرشاد اليمني بحضور وزير الإعلام علي العمراني وعدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى وممثلي عدد من الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني.
ودعا وزير الإعلام علي العمراني في حفل الإشهار اليمنيين إلى الجنوح للسلام، وإلقاء السلاح جانباً ونبذ ثقافة العنف والتطرف، وانتهاج سبيل الرشاد ومبدأ التسامح والاتجاه نحو بناء اليمن الجديد ونهضته الشاملة.
واستطرد العمراني ضرورة حرص الجميع على تحقيق تطلعاتهم المنشودة من خلال التعبير عنها بوسائل وطرق تكفل حفظ الحقوق والحريات دون اللجوء للسلاح.
وأعرب عن سعادته لإشهار حزب اتحاد الرشاد اليمني الذي يضاف إلى الأحزاب والتنظيمات السياسية الحالية.
وقال «الوطن بحاجة اليوم أكثر من أي وقت إلى الرشاد والإرشاد والوفاق والوئام وتعزيز دعائم الأمن والاستقرار ونبذ ثقافة العنف والكراهية».
من جانبه، قال رئيس اتحاد الرشاد اليمني الدكتور محمد بن موسى العامري إن إشهار الحزب يأتي في ظل ظروف سياسية معقدة تستدعي من أبناء الشعب اليمني كافة تظافر الجهود للإسهام في بناء يمن الإيمان والحكمة.
وأردف: «الحزب أطلق في مسيرته رؤية ترتكز على ضرورة تحكيم الشريعة الإسلامية وإصلاح المجتمع وتحقيق نهضة اليمن».
وأوضح العامري أن حزب الرشاد سيساهم بشكل فاعل في مختلف مجالات الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية وأياديه ممتدة وأبوابه مفتوحة لجميع القوى السياسية والاجتماعية وعامة الشعب لتجسيد معاني الخير وتحقيق مصالح العباد والبلاد.
وأضاف: الحزب سيقف من الجميع على مسافة واحدة يحكمها «ميزان العدل والقسط والتعاون على البر والتقوى».
وقال العامري إنهم سيقدمون رؤيتهم السياسية المتعلقة بالقضايا المحورية ومنها قضية الجنوب وقضية صعدة وحجة والجوف وما حولها.
وأشار إلى رفض الحزب لأي عدوان وقتل خارج إطار القضاء الشرعي ومحذرا من خطورة سفك الدماء واستباحة الحرمات وقتل النفس التي حرم الله بغير حق كما يحصل في أماكن متفرقة في اليمن وآخرها الاعتداء الإجرامي على طلبة كلية الشرطة وما سبقه في ميدان السبعين من مجزرة دامية.
وقال: «سيبقى قربنا أو بعدنا في الحزب مرهونا بمدى قربها أو بعدها من مبادئ الأمة وثوابتها وحرصها على مصالح المجتمع باعتبار هذا الجانب سيحكمنا مع شركائنا في العمل السياسي».
ولفت إلى أن نشاط الحزب لا ينحصر في جهة معينة أو طائفة أو تيار وإنما في إطار مفتوح لجميع أبناء الشعب المقتنعين بأهدافه وبرامجه وسياساته ولوائحه الداخلية.
وتحدث رئيس حزب اتحاد الرشاد أن الحزب سيكون رافدا مفيدا للمجتمع وعاملا أساسيا في صياغة يمن جديد قائم على العدل وأداء الحقوق، رافضا لكل أصناف الظلم والاستبداد.
وأضاف: «سيكون ملبياً لطموحات أبناء الشعب وفي مقدمتهم الشباب وساعيا إلى الخير وكل سبيل من شأنه يحقق الخير والرفاهية والأمن والاستقرار لليمن وترسيخ معاني الألفة والوحدة والوئام ومبتعدين عن أسباب التفرق والتشرذم واختلاف القلوب والمناكفات الحزبية المقيتة وثقافة الكراهية».
وأكد العامري رفض الحزب لأي «أعمال مسلحة غير مشروعة سواء كانت في صعدة أو أبين وشبوة»، مجدداً رفضه لأي «وصاية أجنبية أو تدخلات خارجية تنتهك السيادة اليمنية».
ودعا القيادة السياسية وحكومة الوفاق الوطني إلى تحمل مسؤولياتهم لتحقيق الأمن والاستقرار والدفع بعجلة التنمية ورفع المعاناة المعيشية عن كاهل المواطنين وتوفير فرص العيش الكريم ومكافحة البطالة وتحقيق متطلبات الاستقرار الاقتصادي والرخاء المعيشي والأمن الغذائي.
بدوره استعرض أمين عام حزب اتحاد الرشاد الدكتور عبدالوهاب محمد الحميقاني رؤية الحزب ومواقفه من المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني وتشكيل لجنة الإعداد والتحضير للمؤتمر.
ودعا إلى استكمال التواصل مع بقية القوى السياسية الشبابية والاجتماعية التي لم يتم التواصل معها من قبل واستكمال تشكيل لجنة الإعداد والتحضير من جميع الأحزاب والقوى بنسب عادلة.
وألقيت في حفل الإشهار كلمات لعدد من قيادات الحزب، استعرضت في مجملها رؤية حزب اتحاد الرشاد ورسالته في خدمة الشعب ورعاية مصالحه والحفاظ على ثوابته بالوسائل المشروعة.
وتناولت الكلمات أهداف حزب اتحاد الرشاد اليمني التي يسعى إلى تحقيقها من خلال المشاركة الفاعلة في العملية السياسية بجميع مناحيها وتفعيل العمل الجماهيري من اجل الإسهام بفاعلية في بناء حاضر ومستقبل اليمن المنشود.
ووافقت لجنة شؤون الأحزاب والتنظيمات السياسية في 24 من حزيران/ يونيو الماضي على تأسيس حزب الرشاد اليمني – تحت التأسيس – مشترطة أن يستكمل بقية الإجراءات القانونية المطلوبة.