تعيش محافظة أبين (جنوب اليمن) منذ الصباح الباكر شللاً تاماً في الحركة بعد أن أغلقت المحلات التجارية والمدراس والمرافق الحكومية، والتزم المواطنون منازلهم استجابة للدعوة التي وجهها الشيخ طارق الفضلي أمس لأبناء المحافظة ببدء تنفيذ عصيان مدني. وأكد الشيخ طارق الفضلي القيادي البارز في الحراك الجنوبي استجابة أبناء محافظة أبين لدعوته. وقال في تصريح ل"المصدر أونلاين" كانت الاستجابة كبيرة جداً، وبشكل غير عادي من قبل المواطنين والطلبة الذين تعاونوا معنا من أجل تحقيق مطلبنا الشرعي بإطلاق سراح المعتقلين لدى السلطة". وأوضح "أنه دعوته إلى إضراب عام سيتسمر حتى الساعة السادسة من صباح غداً الأربعاء" مشيراً إلى أن أبناء محافظة أبين كافة وبعض المديريات في محافظة شبوة استجابوا لتلك الدعوة بشكل طوعي. وحاول المصدر أونلاين التواصل مع محافظ محافظة أبين أحمد الميسري لليوم الثاني على التوالي للإستفسار عن موقف السلطات المحلية مما يحدث، غير أنه لم يرد على هاتفه الجوال. ونفى الفضلي أي خلافات أو اعتراض من قبل قيادات الحراك حول دعوته ل"الإضراب العام"، وقال ل"المصدر أونلاين" عندنا في الحراك لكل محافظة صلاحياتها، وتختلف ظروف مدينة إلى أخرى، ونحن قيادة الحراك فمن الذي اعترض؟!". لافتاً إلى أن الخلاف كان حول إعلانه السابق بتغيير مسمى "المجلس الأعلى لقيادة الثورة السلمية في الجنوب"، إلى المجلس الأعلى للحراك السلمي "حسم"، كان محصوراً في احتجاج البعض على عدم تمثيل المحافظات في القيادات العليا بالمجلس، لكنه قال "أن اجتماعاً عقد أمس لقيادات الحراك وأقر توسعة المجلس ليشمل تمثيل كل المحافظات والشرائح الاجتماعية المختلفة في عضويته". مشيراً إلى أن الاجتماع أقر ما كان قد أعلنه في وقت سابق عن عقد "المؤتمر العام الوطني الجنوبي" في موعده المحدد في فبراير القادم. وأضاف أن الاجتماع اتخذ جملة من القرارات وستضمن في بيان سيصدر خلال ال24 ساعة القادمة. من جهته، قال مراسل المصدر أونلاين أن مسلحون تابعون لطارق الفضلي يجوبون شوارع أبين ويهددون أي مواطن يحاول فتح محله التجاري. وأضاف "أن المواطنون في منازلهم بعدما توقفت حركة السيارات تماماً" لافتاً إلى أن السلطات المحلية اكتفت باتخاذ قرار خصم 5 أقساط على كل موظف يتغيب عن الدوام الرسمي، في حين التزمت الصمت إزاء حماية الموظفين من التعرض لأي أذى من قبل أنصار الفضلي إن جازفوا بحضور الدوام. وقالت مصادر مطلعة ل"المصدر أونلاين" أن وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد وصل مساء أمس الاثنين إلى محافظة أبين (جنوب اليمن)، وذلك بعد دعوة الفضلي للعصيان المدني، غير أن تلك المصادر لم تؤكد ما إذا كانت زيارة أحمد قد جاءت بشكل رسمي أم زيارة خاصة باعتباره أحد أبناء المحافظة. وكان الفضلي أعلن في تسجيل مرئي مطول عن "توحيد قوى الحراك"، وتشكيل ما سماها "قيادة جنوبية موحدة، معتبراً ذلك "اللبنة الأساسية لنشأة حركة التحرر الوطني في الجنوب" حسب تعبيره. وقال في خطاب له بمناسبة ذكرى الاستقلال عام 67 الذي قال انه شارك في صنعه كل قوى الجنوب بدون استثناء من كل الشرائح والقوى السياسية والسلاطين، وأضاف ان الحراك نشأ في بيئة رافضة للاستعمار، لتحقيق ما سماه "الهدف الأسمى المتمثل بفك الارتباط والعودة إلى الهوية الجنوبية التاريخية لشعبنا الجنوبي". و"بناء المشروع الوطني للدولة العصرية القادمة". وبشر بما سماه "عهد جديد" من التضامن الوطني والثقة بالنفس والاعتماد على الذات واستخدام سلاح الاعتصامات والاحتجاجات والاضرابات العامة والعصيان المدني وغيرها من وسائل النضال، وقال ان العام القادم سيكون "عام الانتفاضات الشعبية الكبرى". وتابع قائلاً ان الظروف الراهنة تفرض "علينا جميعا" التعاون مع كل القوى الاجتماعية والسياسية والحزبية، لمواجهة ما سماه "المحتل وإجراءاته القمعية الدموية"، كما تفرض "علينا التعاون مع أي جهة تبدي وقوفها او تعاظفها مع قضيتنا العادلة والمشروعة." حسب قوله. وتلى الفضلي في الشريط الذي حصل المصدر أونلاين على نسخة منه عدة قرارات تضمنت تغيير تسمية ما يعرف ب " المجلس الأعلى لقيادة الثورة السلمية في الجنوب"، إلى المجلس الأعلى للحراك السلمي "حسم"، وتشكيل هيئة تنفيذية مكونة من رئيس وأربعة نواب و 41 عضواً، بالإضافة إلى تسمية أمين عام لها، وناطقاً باسمها، ورئيساً للسكرتارية، وأميناً للسر. كما تضمنت تشكيل دوائر متخصصة، ولجنة تحضيرية تعد لما سماه "المؤتمر العام الوطني الجنوبي"، الذي قال انه سيعقد في فبراير القادم، مشيراً إلى ان من مهام الهيئة التنفيذية إعداد دستور يقدم للمؤتمر.