دعا الشيخ طارق الفضلي أبناء محافظة أبين (جنوب اليمن) إلى تنفيذ عصيان مدني غداً الثلاثاء. وقالت مصادر محلية ل"المصدر أونلاين" أن الفضلي وجه دعوته عبر مكبرات الصوت التي وضعها على منزله بمنطقة زنجباربأبين، وحدد بدء تنفيذ العصيان المدني من الساعة السادسة صباحاً، وحتى السادسة مساءاً". ولم يحدد استمرار العصيان بشكل يومي أو عدمه، غير أنه توعد من يرفض ذلك ويخالف دعوته ب"العقاب". وقال مراسل المصدر أونلاين إن دعوة الفضلي لاقت استنكاراً واسعاً من قبل أبناء أبين، وكذلك قيادات في الحراك في المحافظات الجنوبية عموماً، واعتبروها تحمل لغة تهديد غير مقبولة. مشيراً إلى أن تلك القيادات قالت أن "الفضلي يجهل أبجديات النضال السلمي ومتطلبات العصيان المدني" كما أعتبرتها "خطوة مفاجئة وغير متفق عليها بالإجماع مع قيادات الحراك الأخرى، تماماً كما أعلن قبل أيام عن تغيير تسمية ما يعرف ب "المجلس الأعلى لقيادة الثورة السلمية في الجنوب"، إلى المجلس الأعلى للحراك السلمي "حسم"، وصدر إزاء ذلك بيانات من بعض قيادات في الحراك ترفض خطوة الفضلي". وحاول المصدر أونلاين التواصل مع محافظ محافظة أبين أحمد الميسري للإطلاع عن موقف السلطات المحلية من دعوة الفضلي، غير أنه لم يرد على هاتفه النقال. في الغضون، قالت مصادر مطلعة ل"المصدر أونلاين" أن اجتماعاً ضم قيادات بارزة في الحراك عقدت اجتماعاً اليوم الاثنين في منطقة ردفان لمناقشة إعلان طارق الفضلي للقرارات التي اتخذها الفضلي مؤخراً دون العودة إلى باقي القيادات ومنها دعوته الأخيرة للعصيان المدني". ومن المتوقع أن يتمخض هذا الاجتماع عن قرارات واضحة إزاء تصرفات الفضلي الأخيرة، وقالت المصادر أن بين المشاركين في الاجتماع الشيخ حسن بنان شيخ مشائخ شبوة. وكان طارق الفضلي أعلن في تسجيل مرئي مطول عن "توحيد قوى الحراك"، وتشكيل ما سماها "قيادة جنوبية موحدة، معتبراً ذلك "اللبنة الأساسية لنشأة حركة التحرر الوطني في الجنوب" حسب تعبيره.
وقال في خطاب له بمناسبة ذكرى الاستقلال عام 67 الذي قال انه شارك في صنعه كل قوى الجنوب بدون استثناء من كل الشرائح والقوى السياسية والسلاطين، وأضاف ان الحراك نشأ في بيئة رافضة للاستعمار، لتحقيق ما سماه "الهدف الأسمى المتمثل بفك الارتباط والعودة إلى الهوية الجنوبية التاريخية لشعبنا الجنوبي". و"بناء المشروع الوطني للدولة العصرية القادمة".
وبشر بما سماه "عهد جديد" من التضامن الوطني والثقة بالنفس والاعتماد على الذات واستخدام سلاح الاعتصامات والاحتجاجات والاضرابات العامة والعصيان المدني وغيرها من وسائل النضال، وقال ان العام القادم سيكون "عام الانتفاضات الشعبية الكبرى". وتابع قائلاً ان الظروف الراهنة تفرض "علينا جميعا" التعاون مع كل القوى الاجتماعية والسياسية والحزبية، لمواجهة ما سماه "المحتل وإجراءاته القمعية الدموية"، كما تفرض "علينا التعاون مع أي جهة تبدي وقوفها او تعاظفها مع قضيتنا العادلة والمشروعة." حسب قوله.
وتلى الفضلي في الشريط الذي حصل المصدر أونلاين على نسخة منه عدة قرارات تضمنت تغيير تسمية ما يعرف ب " المجلس الأعلى لقيادة الثورة السلمية في الجنوب"، إلى المجلس الأعلى للحراك السلمي "حسم"، وتشكيل هيئة تنفيذية مكونة من رئيس وأربعة نواب و 41 عضواً، بالإضافة إلى تسمية أمين عام لها، وناطقاً باسمها، ورئيساً للسكرتارية، وأميناً للسر، كما تضمنت تشكيل دوائر متخصصة، ولجنة تحضيرية تعد لما سماه "المؤتمر العام الوطني الجنوبي"، الذي قال انه سيعقد في فبراير القادم، مشيراً إلى ان من مهام الهيئة التنفيذية إعداد دستور يقدم للمؤتمر. من جانبه، أعتبر القيادي في الحراك الجنوبي عبده المعطري ما أعلنه الفضلي من قرارات ومشاريع وخطط متعلقة بالحراك الجنوبي ومستقبله "مجرد مقترح" و "وجهة نظر" سيتم مناقشتها في اجتماع قادم.
وقال المعطري الذي يوصف بالناطق الرسمي لما يسمى بمجلس قيادة الثورة في تصريح سابق ل"المصدر أونلاين" ان الفضلي "قدم وجهة رأيه ووجهة نظره"، مشيراً إلى أن هناك اجتماع قادم ينظر فيما هو مناسب وغير مناسب. وحول رأيه بمضامين ما أعلنه الفضلي قال المعطري: هذا رأي من قبل أحد نواب رئيس مجلس قيادة الثورة سيخضع للنقاش، والاجتماع سيتخذ ما هو مناسب.