اعتبرت ردود الأفعال حول إعادة " طارق الفضلي " تشكيل ما يسمى بالمجلس الأعلى لقيادة الثورة السلمية في الجنوب، وتغيير اسمه بأنه انقلاب مبكر من قبل الفضلي على مكونات الحراك فيما اعتبرها أخروها بانها مرسوم للوصاية على أبناء الجنوب إلا أن القيادي في الحراك الجنوبي عبده المعطري قال أن ما أعلنه الفضلي من قرارات ومشاريع وخطط متعلقة بالحراك الجنوبي ومستقبله "مجرد مقترح" و "وجهة نظر" سيتم مناقشتها في اجتماع قادم. وفي الوقت الذي الذي وصفت فيه قرار الفضلي بتغيير الاسم بأنها لا تعدو عن كونها "مرسوم" ومحاولة الوصاية على هيئات الحراك، الذي هو "ملك كل أبناء الجنوب" دعت قيادات جنوبية إلى عقد اجتماع عاجل لكل القيادات واتخاذ موقف جاد ومسئول لإيقاف "هذا العبث" حسب وصفهم. وقال عضو الهيئة التنفيذية لما سمي ب"المجلس الأعلى للحراك السلمي الجنوبي"الدكتور فاروق حمزه رئيس ما يسمى بهيئة حركة النضال السلمي – عدن :" إن أي تشكيل خاص بالشأن الجنوبي ابتداء من أعلى تشكيل في الدولة وحتى أدنى تشكيل، كذا وبما فيه أطر النضال السلمي، لا يشارك فيه أبناء عدن، ولا يشمل حصة أبناء عدن بما يتناسب ومصالحهم وحقوقهم الكيانية المطلقة يعتبر غير ملزم لنا، كونه لا يمثل إرادة أبناء عدن إطلاقاً. وجاء في تصريح عنون بالعاجل للدكتور جمزة إن أي تشكيل خاص بالشأن الجنوبي نحن غير ملزمين بالتعامل مع أي كيان أو تشكيل لا يأخذ بعين الاعتبار حصة عدن وأبنائها ومصالحها، هذا على المستوى القومي الجنوبي. وكان القيادي في الحراك الجنوبي طارق الفضلي أعلن في شريط فيديو عدة قرارات بينها تغيير تسمية ما يعرف ب " المجلس الأعلى لقيادة الثورة السلمية في الجنوب"، إلى "المجلس الأعلى للحراك السلمي "حسم"، وتشكيل هيئة تنفيذية له برئاسة باعوم وينوبه كل من الشنفرة والفضلي والنوبة وصالح يحيى سعيد، فيما سمى 41 إسماً كأعضاء في هذه الهيئة. وأعلن الفضلي 13 قراراً عين فيها أميناً عاماً للهيئة، وناطقاً باسمها، ورئيساً لسكرتارية المجلس الأعلى، وأميناً للسر، ورؤساء دوائر بالإضافة إلى لجنة تحضيرية لما سماه "المؤتمر العام الوطني الجنوبي"، الذي قال انه سيعقد في فبراير القادم وأشار إلى أن من مهام الهيئة التنفيذية إعداد دستور يقدم للمؤتمر. إلا أن العميد على حسن زكي رئيس الحراك في المسيمير بمحافظة لحج استغرب في بيان له ما نشر حول ذلك "ليس من قبيل الاعتراض على الأسماء التي وردت وهم معروفين جميعاً ومحل التقدير والاحترام"، ولكن لعدة أسباب ؛ أولها "الطريقة التي تمت"، وقال إن " ما تم لا يعد كونه مرسوم (....) إن صح الوصف". وأبدى زكي حرصه على ما سماها "محاولات الوصاية" على هيئات الحراك الذي قال انه "ملك كل أبناء الجنوب وبدون استثناء"، واستطرد: " والمجلس الأعلى ملك كل مناضلي الحراك المتواجدون في الميدان منذ سنوات خلت، بل هو ملك كل قوى الحراك ممثلة بمجالس قيادات الثورة السلمية في محافظات الجنوب السبع و هي من تحدد هيكلته وتختار هيئاته وفقاً لتمثيل يجمع، وبصورة متوازنة بين التمثيل الجغرافي كمجالس محافظات والاستعداد النضالي والخبرة والكفاءة وتجسيداً للإرادة الجمعية وتثبيت مداميك العمل التنظيمي والمؤسسي وليس ملكاً لرغبة فرد أو أفراد أياً كانوا". ودعا البيان "كل المخلصين والمعنيين من أبناء الجنوب إلي اتخاذ موقف جاد وحازم ومسول"، كما دعا إلى " عقد اجتماع عاجل واستثنائي لكل قيادات مجالس قيادة الثورة على مستوى الجنوب ومن خلال ممثلين أو عقد اجتماعات على مستوى المحافظات للتعبير عن موقفهم مما يجرى". وأضاف إن على أولئك "إيقاف مثل هذا العبث" حسب قوله " قبل أن يستفحل ويتحول إلى سلوك ونجد الحراك وهيئاته وقد دخل في متاهات والجميع في غنى عنها" . من جهته اعتبر القيادي في الحراك عبده المعطري ما أعلنه الفضلي من قرارات ومشاريع وخطط متعلقة بالحراك الجنوبي ومستقبله "مجرد مقترح" و "وجهة نظر" سيتم مناقشتها في اجتماع قادم. وقال المعطري الذي يوصف بالناطق الرسمي لما يسمى بمجلس قيادة الثورة ان الفضلي "قدم وجهة رأيه ووجهة نظره"، مشيراً إلى أن هناك اجتماع قادم ينظر فيما هو مناسب وغير مناسب. وحول رأيه بمضامين ما أعلنه الفضلي قال المعطري: هذا رأي من قبل أحد نواب رئيس مجلس قيادة الثورة سيخضع للنقاش، والاجتماع سيتخذ ما هو مناسب. وتعد تصريحات المعطري مفاجئة إذ أنها تشير إلى أنه لم يكن ثمة اتفاق بين قيادات ومكونات الحراك حول ما اعلنه الفضلي من قرارات ومشاريع وخطط يمكن وصفها بالمصيرية بالنسبة للحراك. وفضلاً عن ذلك فإنها تنسف ما قاله الفضلي في تسجيله من أنه وبناء على محاضر اجتماعات المجلس الأعلى للحراك وبتوافق الجميع فقد تم منه منحه تفويضاً كاملاً لكافة صلاحيات استكمال المشروع وسد الثغرات والنواقص أن وجدت، كما أنها تثير عدداً من التساؤلات إذ أن ما أعلنه الفضلي لم يكن فقط وجهة نظر تجاه تطورات ما أو اقتراح رؤية ما، بل تجاوز ذلك إلى إصدار قرارات وتشكيل هيئات، وعرض خطة للعمل في الفترة القادمة، كما حدد فعاليات تقام في تواريخ محددة، فضلاً عن تحديد تاريخ معين لعقد مؤتمر جنوبي عام كما قال. وأثار تسجيل الفضلي جدلاً كبيراً في منتديات الانترنت بين مؤكد على التوافق عليه ومشكك في ذلك، وبين مؤيد ومعارض له خصوصاً من قبل مناصري الحراك. ونشرت بعض المنتديات أن القيادي ناصر النوبة الذي ورد اسمه كنائب لرئيس الهيئة التنفيذية لمجلس الحراك الأعلى أعلن عدم علمه بهذا الأمر، وأنه ليس مع هذا الكيان المعلن أو حتى السابق المتمثل بمجلس الثورة، وأنه مع تشكيل جبهة جنوبية عريضة تشمل كل المكونات بينها مجلس الثورة او مجلس الحراك الجديد الذي أعلنه الفضلي باعتباره واحد من مكونات الحراك لا أكثر. ومن المعروف أن رئيس مكون المجلس الوطني حسن باعوم المتواجد حالياً خارج اليمن للعلاج والذي أعلن اسمه على رأس ما سمي بالهيئة التنفيذية للمجلس الجديد لم يصدر تصريحات واضحة منذ زمن بشأن دمج قوى الحراك الجنوبي في إطار ما سمي بالمجلس الأعلى لقيادة الثورة الذي أعلن الفضلي تغيير تسميته، فضلاً عن إصدار تصريحات حول التسمية الجديدة والرؤية والقرارات التي اعلنها الفضلي. يذكر أن عدداً من المواقع الجنوبية وبعضها مقرب من علي سالم البيض قد تجاهلت التسجيل الذي بثه الفضلي على شبكة الأنترنت، كما لم يصدر عن أي من القيادات الجنوبية في الخارج أي تعليق.