أوقعت نيران القوات الموالية للنظام السوري، 231 قتيلاً، يوم الاثنين، معظمهم في دمشق وضواحيها وسط احتدام القتال في "حمص" وتنديد بريطاني ب"مذبحة داريا." وقالت "لجان التنسيق المحلية في سوريا" المعارضة التي تنظم وتوثق الأحداث الجارية بالداخل، إن من بين القتلى 53 سقطوا في دمشق وريفها، منهم 25 في "زملكا"، بجانب آخرين قضوا في "حمص" و"دير الزور" و"حماة" و"درعا" علاوة على "أدلب." وأشارت إلى قصف عنيف تتعرض له بعض مناطق حمص، في حين أفاد ناشطون بسقوط قذائف على عدد من المناطق بدمشق، تلاها سماع أصوات إطلاق نار، وتحليق طيران مروحي، فيما أسقطت مروحية بالقرب من جامع الغفران في حي القابون. وبريف دمشق، قالت المصادر إن جوبر وحرستا وعربين وزملكا تعرضت للقصف وتصاعد لأعمدة الدخان. وبالمقابل، نقلت وكالة الأنباء السورية، سانا، إن القوات المسلحة طهرت "حي الإذاعة" في حلب من "الإرهابيين"، كما داهمت وكرا ل"لمجموعات الإرهابية المسلحة" في حي الإنذارات وضبطت كمية كبيرة من الذخيرة والأسلحة المتنوعة. وفي حماة، داهمت وكرا لإحدى تلك المجموعات في أحد المنازل بحي المرابط وألقت القبض على عدد من "الإرهابيين" وصادرت أسلحة متنوعة، طبقاً للمصدر. ويتهم النظام السوري "جماعات إرهابية مسلحة" بالوقوف وراء العنف الدموي الذي تسببت به حملة عسكرية أطلقها لسحق انتفاضة شعبية مناهضة له. وفي الأثناء، أعربت بريطانيا، وعلى لسان وكيل وزارة الخارجية، اليسرت بيرت، عن قلقها العميق حيال الأنباء التي تحدثت عن العثور على أكثر من 245 جثة في بلدة داريا بريف العاصمة السورية دمشق، وذلك بعد اجتياح الجيش السوري لها، بهدف تطهيرها من "فلول الإرهابيين" وقال بيرت، في بيان نشر على موقع الخارجية البريطانية، إن المذبحة" تشكل أحدث حلقة في سلسلة طويلة من انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا. وأضاف: "أشعر بقلق شديد جراء ما جاء في التقارير حول مذبحة وحشية للمدنيين في داريا على مشارف دمشق." ودعا المسؤول البريطاني المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراء عاجل لإنهاء "الصراع الدموي" الذي استمر 17 شهرا، والذي قتل فيه، بحسب تقديرات المعارضة السورية أكثر من 20 ألف شخص منذ مارس/آذار عام 2011. ويشار إلى أن CNN لا يمكنها التأكد بشكل منفصل ومستقل عن التقارير الواردة من سوريا نظراً لقيود يفرضها النظام على عمل وسائل الإعلام الأجنبية داخل أراضيه. وفي المقابل، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وعلى لسان المتحدث باسمه، مارتن نسيركي، إلى تحقيق مستقل ونزيه حول تقارير "مذبحة" داريا. وقال نسيركي إن كي مون مصدوم لتلك التقارير، وأضاف: هذا يسلط الضوء على أنه حيثما وجدت أعمال وحشية ينبغي محاسبة المسؤول عنها أيا كان."