احتفل حزب المؤتمر الشعبي العام اليوم الاثنين ذكرى مرور ثلاثين عاماً على تأسيسه وسط مقاطعة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الذي يشغل منصب النائب الأول وأمينه العام. وشارك آلاف من أعضاء المؤتمر في الاحتفال الذي أقيم في صالة 22 مايو المغلقة بصنعاء بحضور الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي أطاحت به ثورة شعبية بعد 33 عاماً من الحكم. ويعزز غياب هادي عن الاحتفال تكهنات بوجود خلافات بينه والرئيس السابق، لكن لافتة كبيرة أعلى قاعة الاحتفال ضمت صورتي صالح وهادي. وذكرت صحيفة «الشارع» في عددها الصادر اليوم إن هادي أمر بصرف مبلغ مليار ونصف المليار ريال يمني لإقامة الاحتفالية، مضيفة أن هذه الأموال سحبت من حساب حزب المؤتمر في البنك المركزي اليمني والذي يبلغ 400 مليون دولار. وأسس المؤتمر عام 1982 بشمال البلاد قبل الوحدة في وقت كان يعيش فيه شطرا اليمن تحت حكم أنظمة شمولية تمنع تشكيل الأحزاب والتنظيمات السياسية، وإن كانت بعضها قائمة بالفعل من خلال العمل السري. وألقيت في احتفال اليوم كلمات حملت في معظمها كلمات الإطراء والمديح للرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي جلس على المنصة الرئيسية وبجواره الدكتور عبدالكريم الإرياني ورئيسي مجلسي النواب والشورى يحيى الراعي وعبدالرحمن عثمان. كما غنى أحد المطربين أغنية مسجلة، وبدا حينها سلطان البركاني الذي كان يجلس خلف صالح منتشياً ويصفق بكلتا يديه. وأوقف عبدالكريم الإرياني نائب رئيس المؤتمر كلمته عند بدايتها، ليصعد صالح لإلقاء كلمته بعد تقديم متحمس ألقاه البركاني. وتحدث صالح عن فترة تأسيس المؤتمر، ووصف الرئيس الراحل إبراهيم الحمدي ب«الشهيد والمناضل» رغم المزاعم عن تورطه في حادثة اغتيال الحمدي. وانتقد صالح بشدة الذين يدعون إلى فك الارتباط أو الفيدرالية بين الشمال والجنوب، ووصف تلك المطالبات ب«نزوات لأشخاص يريدوا أن يحكموا». وقال إنه سلم السلطة «طواعية» وليس خضوعاً للاحتجاجات الشعبية، مضيفاً ان ذلك كان «حرصاً على الدم اليمني». ووصف الذين يتهمون النظام السابق بالوقوف وراء تفجير أنابيب النفط وأسلاك الكهرباء ب«الفاشلين»، وقال «لو حصلت عاصفة في الولاياتالمتحدةالامريكية لقالوا النظام السابق هو السبب». واتهم صالح لجنة الشؤون العسكرية التي يرأسها الرئيس هادي بالعمل على «إقصاء المؤتمريين» من مناصبهم، قائلاً إن اللجنة «هي الخاسر الأكبر» من هذا «الإقصاء»، حسب تعبيره. وعمد صالح خلال فترة حكمه على تعيين أقاربه وأبناء قبيلته في مناصب عسكرية وأمنية هامة، بينما يطالب شباب الثورة بإقالتهم من مناصبهم وتعيين قادة آخرين بناءً على الكفاءة.
وشكلت اللجنة العسكرية بحسب ما نصت عليه المبادرة الخليجية لنقل السلطة، للعمل على إعادة هيكلة الجيش اليمني على أسس وطنية.