نشر الفجيعة وتعميم الإرهاب والنعيب على خرائب نظام منهار يتهاوى تثير الهلع في نفوس اتباعه.قبل غيرهم،كل هذا الاستنفار وعودة مشروع اطلاق سباع الصيد يكشف عن نوايا مبيتة تحاول اعادة البلاد الي الحلبة الاولى، وبذريعة النزعة الخرائبية اولا والحزبوية القبيحة ثانيا،تعود حمى هذه الظاهرات والمظاهر المخيبة لآمال المواطنين ودعوة بعضهم الي ولائم الخراب،شهدناها خلال هذا الاسبوع و الاسبوع الفائت مرتين في مرة في القاعة الكبرى، وكانت الاخرى في ميدان السبعين مساء امس الاول."على انصار المؤتمر الشعبي العام التوجه حالآ الي ميدان السبعين "هكذا قال اعلان الشطط الحزبوي السيء. انها سياسة تتخذ لي الذراع والاحتكام غير المؤجل والمباشر لمنطق القوة والهمجية وذلك طابعاً بالغ الخطورة،يتمثل في "التحشيد"الممول للدهماء؛من اجل استبدال الائتلاف وضرب التوافق والوفاق.بعيدا عن تبادل الرأي والتفاعل على أرضية إعادة بناء الدولة المنهارة، وعلى أسس ديمقراطية لا مكان فيها للمناطقية والعصبوية والجهوية أو التمييز بكل تداعياته السيئة. من وقت لآخر نلحظ التلويح الذي لا يمكن تجاهله في محاولة الزج بالوطن برمته في اتون صدامات عنف،و اقحام الناس طرفاً في الصراع السياسي المباشر بكل ثقلة المشحون.و الاعتماد على الغطرسة و نصب الفخاخ لإنهاء اي حوار وطني حر يجري الاستعداد له،ويكون مبنيا على الارضية الوطنية ومتطلبات اللحظة الراهنة مهما اختلفت المناهج وأساليب التفكير وتباينت القناعات في كل ما ينظم شؤون الناس الدنيوية.ويضمن ولو القليل من الدولة،كمؤسسة وطنية. وبعيدا عن العنجهية كمرجعية؛لاشك ستواجه بمرجعيات اسوء منها.تلعب الفوضى وسوء النوايا والرعاية المشبوهة لفضائية وصحيفة اليوم ألطفيليات دوراً نشيطاً في التفريخ اليومي لتغذية هذه الصبيانية ألفجة واذكى المشارب في العصبوية الضيقة في شمال الشمال والجنوب،التي لم يعرف الناس لها أصولاً أو فروعاً في الحياة السياسية وفي بطون تأريخنا في عصر هذه الدولة الحديثة.إذ مانزال ننشدها كل يوم. في ظل هذا الصراع الذي يراد له ان ينشب،والفوضى التي يطمح لها ان تسودنا، تبقى عملية التوافق، والوفاق كما قبلت بها جميع الاطراف المرهونة با"للمبادرة الخليجية"التي صارت ضحية يتيمة رغم ابائها المنتشرين وأسيرة يعتم عليها،انقطاع تيار الكهرباء..وتفجير انابيب النفط.وتقطيع الشوارع المعفرة بالسواتر الأسمنتية.في عواصم المحافظات؛ تبقى اسيرة ألإيغال بألم هذا الشعب عنوة،وبغية الإبقاء على ظاهرة تفشي الفساد والرشوة.واستمرار مآثر عصابات السلب والنهب والقتل في تعز وصعدة وأبين.كما بات انتشار مقرات الأحزاب والمنظمات الأهلية وغير الأهلية الغريبة العجيبة.ولجان التباكي على زمن الزعيم الممرغ وخلق وتموين عشرات الصحف والنشرات والإذاعات.والمناقصات والمزايدات.ظاهرة لتعويم الحقيقة وارباك الذهاب نحو المرحلة القادمة المأمولة بحوار جاد يحقق الرضى لدى مختلف الأطراف. ووسط كل ذلك لا يجب تجاهل برامج ومشاريع لدى قصابي الأحزاب"حزب الحصان اهمها"كبرامج ومشاريع سفلية.لا يجب ان تمضي الي حيث تقصف اللحظة التأريخية وتعصف بحلم التغيير الحقيقي،إذ يرغب كل قادتنا السياسيين على العمل برغبة الاقصاء و التهميش و الاستقواء و التفرد.ولذلك على مايبدوا بأن فضحهم يجري تباعآ.متجاهلين أي لحظة وئام تختلج في صدر مواطن مغلوب على امره.يريد ان يهنأ في ظل دولة حقيقية.اقتنع بما تردد على مسامعه الاذاعات بالتوافق والوفاق..و بات يتطلع الي غدٍ افضل.اكثر هدوء. ولكي لا نخنق امل البسطاء،وندفن عملية التوافق،التي اسست لها المبادرة،وهي لا تزال نطفة،دون أن نهيئ لها مراسيم وداع تستحقها ربما بجدارة. ولكي نرد كيد الكائدين والمتربصين،ونحرمهم من متعة التشفي بثورة سلمية،والتندر على أحزابنا التي شبعت عجزآ وهوانا.و لكي نرتقي إلى مستوى طموحات شعب ووطن صابر ما يقارب سنتين.ولكي لا نكرر تأريخنا مرتين:كمأساة مرة ولت،ومرة أخرى كملهاة.ولكي لا ندفع الثمن مرتين. علينا أن ندرك بوعي عميق."أكررها هنا للمرة الألف "أن الخطر المحدق وعلى طريقة ضغينة السلطة المنتهية:لا يفرق بين طرف وآخر،ولا يوفر أحداً.