كرت وسائل الإعلام الرسمية الصينية السبت 12-12-2009 أن السلطات الصينية اعتقلت خلال عام 2009 نحو 3500 شخص في إطار حملة وصفتها بالصارمة ضد الإباحية عبر شبكة الإنترنت، كما أغلقت الآلاف من المواقع الإباحية على الشبكة العنكبوتية في إطار الحملة ذاتها. وفي تقرير لها نقلت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا" عن وزارة الأمن العام الصينية، أن أكثر من 1.25 مليون مادة من المحتويات البذيئة على الإنترنت، ونحو سبعة آلاف موقع إباحي تقريبا أزيلت من الإنترنت هذا العام.
وأضافت الوكالة أن الشرطة اعتقلت 3470 شخصا واتخذت إجراءات وصفتها "شينخوا" بالصارمة أيضا ضد أكثر من 3500 حالة جنسية، من دون ذكر المزيد من التفاصيل حول طبيعة هذه الحالات.
قبضة الدولة
وفيما تقول الحكومة الصينية إن رقابتها الصارمة على الإنترنت تأتي "لحماية النشء من التأثيرات السلبية"، فإن بعض منظمات حقوق الإنسان الدولية والحكومات الغربية، وعلى رأسها الولاياتالمتحدة تقول إن هذه الحملات تهدف إلى تعزيز قبضة الدولة المركزية على الإنترنت ووسائل الإعلام، وكثيرا ما تقع الصين في مرتبة متأخرة في تقارير وزارة الخارجية الأمريكية السنوية الخاصة بحقوق الإنسان والحريات الدينية.
ويأتي ما كشفت عنه "شينخوا" اليوم ضمن سلسلة من القرارات والإجراءات التي تتبناها الحكومة الصينية لمواجهة الانتشار للمواقع الإباحية على شبكة الإنترنت وتقليل معدلات الدخول عليها في الصين؛ حيث نقلت وكالة الأنباء الفرنسية يوم 6-12-2009 عن وسائل إعلام صينية أن السلطات قررت تخصيص مكافآت مالية تصل إلى عشرة آلاف إيوان (حوالي ألف وخمسمائة دولار) لمن يقوم بالإبلاغ عن موقع إباحي على الإنترنت.
وتلقى خط ساخن بدأ العمل به في "مركز المعلومات غير القانونية على الإنترنت" الحكومي الصيني خمسمائة اتصال خلال أربع وعشرين ساعة.
وفي شهر يونيو الماضي أمرت الحكومة الصينية بأن يتم بيع جميع أجهزة الكمبيوتر الشخصية المنتجة أو المباعة في الصين بعد الأول من شهر يوليو مع برنامج يسمى "جرين دام- يوث إسكورت" (أو السد الأخضر- رفيق الشاب)، وهو برنامج مصمم لحجب المواد الإباحية، وتراجعت عن قرارها في أغسطس الماضي بعد انتقادات داخلية وخارجية، قالت إن الحكومة تنتهك خصوصيات مستخدمي الإنترنت في الصين، وتحجب المعلومات عنهم، بحسب "رويترز".
كما ألزمت الحكومة الصينية الصيف الماضي محرك البحث العملاق "جوجل" باتخاذ الإجراءات اللازمة لتنقية نتائج البحث الإباحية في موقعها المخصص للغة الصينية "جوجل سي.إن".
وفي فبراير 2008 دعت الصين جميع المواقع الإلكترونية المحلية للتوقيع "طوعا" على معاهدة تحكم محتويات التسجيلات الصوتية والمرئية على الإنترنت لتجعله خاليا من المواد الإباحية ومشاهد العنف.
وبالرغم من هذه الإجراءات الصارمة ما يزال الوصول إلى المواد الإباحية سهل نسبيا في الصين بحسب تقارير إعلامية أشارت إلى استمرار وجود أسطوانات "دي.في.دي" منسوخة تباع في الشوارع، تحتوي على مصنفات إباحية.