في سابقة هي الأولى من نوعها في الجزائر، أعلن جمال الصغير، وراضية منال، وهما من أشهر المغنيين الجزائريين خلال أسبوع واحد فقط اعتزالهما الحياة الفنية بشكل نهائي كي يتفرغا للعبادة. الصغير، الذي يمتلك 18 ألبوما غنائيا أدى فيها الكثير من الأشكال الغنائية الجزائرية، خاصة "المالوف" و"السطايفي"، قال إنه "طلق الغناء إلى غير رجعة، ولن يعود إلى الفن ولو من باب الإنشاد، مثلما فعل الشاب جلول" مغني الراي المعتزل.
وأوضح سبب اعتزاله بقوله: إن "رحيل (وفاة) الكثير من زملائي الفنانين جعلني أقف أمام مرآة نفسي وضميري، وأتساءل عن جدوى الغناء في الأعراس أو في أي مكان آخر، وكيف سأقابل الله؟ وبماذا؟.. لا أريد أن أموت وأنا في عالم الغناء"، بحسب ما نقلته عنه صحيفة "الشروق اليومي" في أول تصريح له بعد قرار اعتزاله الأسبوع الماضي.
وعلى خطى الشاب "جلول" دعا "الصغير" جميع محبيه إلى التخلص من أي شرائط كاسيت أو قرص مضغوط تحمل أغانيه العاطفية، وكان "جلول بلموري"، المعروف باسم "الشاب جلول" قد أعلن في يوليو 2007، اعتزاله الغناء، بعد 23 عاما قضاها في عالم الملاهي والكباريهات، وأتلف جميع تسجيلاته الغنائية، موجها نداء إلى جميع عشاقه داخل الجزائر وخارجه بإحراق ما لديهم من تسجيلات له.
"آن الأوان "
المغنية الشهيرة "راضية منال" أعلنت هي الأخرى اعتزال الغناء، وارتداء الحجاب، بعد 20 سنة في عالم الغناء، أصدرت خلالها 35 ألبوما غنائيا، مشددة على أنها لن تعود أبدا إلى الغناء، مضيفة "آن الأوان لألتفت إلى بيتي وأولادي (ثلاثة) واقترب أكثر من المولى عز وجل"، داعية الجميع إلى "احترام هذا القرار".
واعتذرت "راضية" عن الغناء في جميع الأعراس والحفلات، وفيها حفلات رأس السنة الميلادية، إذ أبلغت الأطراف التي تعاقدت معها بأنها توقفت عن الغناء نهائيا، وفقا لصحيفة "النهار الجديد" الجزائرية أواخر الأسبوع الماضي.
وألغت الفنانة المعتزلة حفلين كان من المقرر أن تحييهما في إطار حفلات السنة الميلادية الجديدة، الأول في "فندق الشيراتون"، والآخر في "فندق الأوراسي"، كما ألغت الجولة الفنية التي كانت ستقودها إلى كل من فرنسا وسويسرا وكندا.
وبخصوص ارتدائها الحجاب قالت "راضية" إن هذا القرار جاء استجابة لنصيحة قدمها لها شيوخ وأئمة في السعودية اتصلت بهم، مؤكدة أن "كل شخص حر فيما يرتديه"، وأعربت عن سعادتها الكبيرة بارتداء الحجاب، مشددة على أنها تشعر براحة عميقة، بعد نجاحها في الإقدام على خطوة راودتها على مدى 40 عاما.
عمل حلال
وإن كانت "راضية" ستعمل بعد اعتزالها الفن في مشروع "المخبزة" (المخبز) الذي افتتحته لتكتسب منه قوت عيشها، فإن "الصغير" يقول إن "ثقتي في الله كبيرة، المهم أنني تبت عن الغناء، ووصلت إلى قناعة الاعتزال دون رجعة"، مضيفا: "فعلا كنت أعيش مما أكسب من الغناء، ولكني على يقين أن الله سيساعدني في إيجاد عمل حلال أعيش منه وعائلتي التي ستستقبل أول مولد قريبا إن شاء الله".
وكان المنشد "جلول"، المعروف في الماضي باسم "الشاب جلول"، قد كشف في تصريحاته سابقة ل"إسلام أون لاين. نت"، أن "أسماء عديدة في عالم الغناء والطرب، خاصة من مطربي الراي، يعتزمون إعلان توبتهم واعتزالهم للغناء، غير أن أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية الصعبة تحول دون ذلك، فجلهم ينحدرون من عائلات فقيرة، ومصدر رزقهم الوحيد هو الغناء في الكباريهات". وأطلق "جلول" في شهر رمضان الماضي "حملة إيمانية لاستتابة الفنانين الجزائريين" وما زال حتى الساعة يواصل جهوده الدعوية لإقناع عدد من المغنيين باعتزال الغناء.
