قال توفيق الطيرواي رئيس لجنة التحقيق الفلسطينية بوفاة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ان الخبراء الفرنسيين والسويسريين والروس انتهوا من اخذ عينات من رفات عرفات دون تحريك الرفات من مكانها. واضاف في بيان مكتوب صدر عنه يوم الثلاثاء «لقد سارت الامور المتعلقة بأخذ العينات من جثمان الشهيد ياسر عرفات حسبما هو مقرر. وقد اخذ الخبراء الروس والفرنسيون والسويسريون العينات المطلوبة من الجثمان دون ان يتم رفع الرفات من مكانها بموافقة واجماع الخبرات». واضاف «وبما ان الجثمان لم يرفع من مكانه فقد ألغيت مراسم اعادة الدفن وسيستعاض عنها بوضع اكاليل من الزهور من جانب اعضاء اللجنتين التنفيذية والمركزية والقيادة الفلسطينية». وشوهد عدد من العمال يعملون على ازالة الستائر البلاستيكية التي وضعت في محيط الضريح تمهيدا على ما يبدو لاعادة فتحه امام الزوار. وبدأ محققون تحقيقا حول موت عرفات بعد أن قال معهد سويسري إنه اكتشف مستويات كبيرة من البولونيوم المشع على ملابسه التي قدمتها أرملته سها. وتوفي عرفات في باريس عن 75 عاما عام 2004 بعد مرض غامض دام فترة قصيرة. ولم يتم تشريح الجثة في ذلك الوقت بطلب من سها. وقال أطباء فرنسيون عالجوه إنهم لم يتمكنوا من تحديد سبب وفاته. لكن ظهرت على الفور مزاعم بتعرض عرفات لمؤامرة ويشير الكثير من الفلسطينيين بأصابع الاتهام إلى اسرائيل التي حاصرت عرفات في مقره في رام الله بالضفة الغربية خلال آخر عامين ونصف العام من حياته بعد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية. ونفت اسرائيل ضلوعها في أي مؤامرات ودعت القيادة الفلسطينية لإعلان كل سجلاته الطبية التي لم تعلن قط بعد وفاته. وشارك خبراء من سويسرا وفرنسا وروسيا والأراضي الفلسطينية في عملية استخراج عينات من الرفات، وتمت بعيداً عن أعين الناس ووراء أغطية زرقاء نصبت بإحكام حول ضريحه في رام الله. وقال دارسي كريستن المتحدث باسم مستشفى لوزان الجامعي في سويسرا والذي أجرى الفحص الأول لملابس عرفات «ستؤخذ عينات طبقا لبروتوكول صارم جدا وسيجري تحليل هذه العينات». وأضاف «من أجل القيام بهذه التحاليل وللتأكد والتثبت والتحقق.. فان الأمر سيستغرق عدة أشهر ولا أعتقد أن سيكون لدينا أي شيء ملموس قبل مارس أو ابريل من العام القادم». واتضح أن البولونيوم الذي تناوله عرفات فيما يبدو مع الطعام سبب مقتل الجاسوس الروسي السابق الكسندر ليتفيننكو في لندن عام 2006 . لكن بعض الخبراء يتساءلون عن إمكانية أن يكون هذا هو سبب موت عرفات، مشيرين إلى تعافيه لفترة قصيرة أثناء مرضه وهم يقولون إنه لا يتوافق مع التسمم بمواد مشعة. كما يقولون إنه لم يفقد شعره. وتعتبر ثماني سنوات هي الحد الأقصى لاكتشاف أي آثار للبولونيوم سريع التحلل وتساءل مستشفى لوزان في أغسطس آب ما إذا كان السعي لأخذ عينات سيكون له جدوى في حالة تأجيل استخراج رفات عرفات إلى «أكتوبر أو نوفمبر». وبالتوازي مع فريق الطب الشرعي هناك محققون فرنسيون موجودون أيضا في رام الله هذا الأسبوع لاستجواب أفراد ممن كانوا مقربين من عرفات لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم إلقاء الضوء على وفاته. وقال مصدر لرويترز إن الفرنسيين لديهم قائمة تضم 60 سؤالا وهناك فرد واحد على الأقل سيخضع للإستجواب طوال خمس ساعات. وفي حين أن الكثير من الفلسطينيين يعتقدون أن اسرائيل هي وراء موته فإنهم يقرون بأن من شبه المؤكد أن فلسطينيا هو الذي أوصل السم إلى عرفات سواء عن قصد أو عن غير قصد.