قال توفيق الطيرواي رئيس لجنة التحقيق الفلسطينية بوفاة الرئيس ياسر عرفات ان خبراء فرنسيين وسويسريين وروسا انتهوا من اخذ عينات من رفات عرفات دون نقلها من مكانها. واضاف في بيان مكتوب صدر عنه يوم الثلاثاء "لقد سارت الامور المتعلقة بأخذ العينات من جثمان الشهيد ياسر عرفات حسبما هو مقرر. وقد اخذ الخبراء الروس والفرنسيون والسويسريون العينات المطلوبة من الجثمان دون ان يتم رفع الرفات من مكانها بموافقة واجماع الخبرات." واضاف "وبما ان الجثمان لم يرفع من مكانه فقد ألغيت مراسم اعادة الدفن وسيستعاض عنها بوضع اكاليل من الزهور من جانب اعضاء اللجنتين التنفيذية والمركزية والقيادة الفلسطينية." وأحيطت عملية اخذ العينات بسرية تامة حيث لم يسمح لاي من وسائل الاعلام بالاقتراب من ضريح عرفات الذي اغلقت قوات الامن الفلسطينية محيطه اضافة الى وضع ستائر بلاستيكية على الجدران المحيطة به وعلم فلسطيني كبير حجب الرؤيا إليه من الاعلى. وقال عبد الله البشير رئيس اللجنة الطبية للتحقيق في وفاة عرفات "كان من الممكن ان لا نصل الى هذا اليوم من تحليل الرفات لو تم تشريح الجثة عند الوفاة كونها غير معروفة السبب بما يتناسب مع القوانين الجنائية." واضاف خلال مؤتمر صحفي في رام الله بعد انتهاء الفرق الطبية من عملها أنه كان يمكن تجنب أحداث اليوم "لو تضمن التقرير الطبي الفرنسي اختبارات جميع انواع السموم المستعملة في الاغتيالات السياسية ومنها المواد المشعة لجزيئات ألفا... أو لو استخدمت العينات من الدم والسوائل التي تم اخذها خلال المرض في مستشفى بيرسي الفرنسي والتي كان من المفروض الاحتفاظ بها لعشر سنوات كون الوفاة غير معروفة السبب كما ذكر المستشفى ولكن المستشفى اشار بانهم قاموا باتلاف جميع العينات عام 2008." وتوفي عرفات في مستشفى بيرسي الفرنسي بعد ايام من نقله اليه من مقره في رام الله والذي حاصرته فيه اسرائيل في السنوات الثلاث الاخيرة من حياته. ولم تعلن الاسباب التي ادت الى الوفاة. وتقدمت ارملته سها بطلب الى القضاء الفرنسي للتحقيق في وفاته بعد ان كشف معهد سويسري عن وجود اثار لمادة البولونيوم المشع في بعض اغراضه الشخصية التي حصل المعهد عليها من ارملته. واستجابت السلطة الفلسطينية لطلب القضاء الفرنسي بفتح الضريح لفحص عينات من الرفات. واوضح البشير ان نتائج فحص العينات لن تظهر قبل ثلاثة اشهر. وقال "هذه الفرق ستقوم بفحص العينات في مختبراتها ولن تكون النتائج جاهزة قبل ثلاثة شهور." واضاف "اللجنة الطبية والخبراء يعتقدون ان مادة سمية سبب وفاة الرئيس الراحل واذا تبين بعد فحص الرفات ان البولونيوم 210 هي المادة السمية نكون قد وصلنا الى الحقيقية واذا لم يكن هناك بولونيوم فاننا نعتقد ان هناك مادة سمية اخرى غير البولونيوم." وتابع قائلا "ومن هنا فقد طلبنا من جميع الفرق -الفرنسيين والسويسريين والروس- البحث والاستقصاء عن وجود كافة انواع السموم وليس البولونيوم فقط واجراء الاختبارات اللازمة لكل ما نبحث عنه بمصداقية ومنتهى الشفافية." واختتم البشير حديثه بالقول "لكن من حقنا ان نطرح السؤال.. هل ستبقى المادة السمية كل هذا الوقت منذ نوفمبر 2004 حتى نوفمبر 2012؟ هل ستختفي اثارها ام ستبقى لكي نكتشفها الان؟ وأحب ان اؤكد في النهاية ان الحقيقة لابد ان تظهر وان طال الزمن." وشوهد عدد من العمال يعملون على ازالة الستائر البلاستيكية التي وضعت في محيط الضريح تمهيدا على ما يبدو لاعادة فتحه امام الزوار.