أخذ 20 عينة من رفات عرفات بعد فتح قبره للتحقيق في اسباب وفاته بالتزامن مع قرار مجلس وزراء العدل العرب تشكيل لجنة لبحث ملابسات استشهادهرام الله 'القدس العربي' اكد اللواء توفيق الطيراوي رئيس لجنة التحقيق الفلسطينية بوفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات بان الخبراء الفرنسيين والسويسريين والروس تمكنوا من اخذ عينات من رفات الراحل دون اخراج الجثمان من القبر الذي فتح في وقت مبكر الثلاثاء بعيدا عن وسائل الاعلام وبعد تنظيم مراسيم عسكرية وبحضور المفتي العام، والنائب العام لدولة فلسطين. واكد رئيس اللجنة الطبية الفلسطينية الدكتور عبد الله البشير بانه تم أخذ 20 عينة من رفات عرفات، يقدر وزن كل عينة بالغرامات، وكانت بالتساوي بين الجميع حتى لا يكون هناك اختلاف في النتائج من قبل فرق التحقيق المشاركة، مشيرا الى ان نتائج الفحص لتلك العينات تحتاج الى 3 اشهر لمعرفة اذا ما كان قد تم اغتياله بمادة البولونيوم. وقال ان 'مادة البولونيوم هي مادة سمية تملكها الدول التي تتعامل بالمفاعلات النووية، لكن وتفاديا لعدم اكتشاف هذه المادة فقد طلبنا من خبراء الوفود الثلاثة البحث عن كافة انواع السموم الاخرى'. واوضح البشير في المؤتمر الصحافي الذي عقد عقب انتهاء عملية فتح القبر واعادة اغلاقه بان جثت عرفات وجدت متحللة كما اي جثة مر على دفنها 8 سنوات، وبانه لم يلحظ اي شيء غريب او مخالف لما هو متوقع بعد مرور تلك السنوات على وفاة عرفات. ومن جهته اكد الطيراوي في المؤتمر الصحافي بأن رفات عرفات لم يتم اخراجها من القبر لاخذ العينات منها، وبان تلك العينات اخذت من قبل الطب الشرعي الفلسطيني، وبأيدي فلسطينية سلمتها للفرق الاجنبية التي كانت تقوم بالمراقبة والاشراف. وتعهد الطيراوي بالذهاب لمحكمة الجنايات الدولية في حال ثبت تسمم عرفات من قبل اسرائيل المتهم الاول من قبل الفلسطينيين باغتيال زعيمهم، وقال 'في حال ثبت تسمم عرفات، فاننا سنتوجه الى المحكمة الدولية'، مضيفا 'وهذه ستكون القضية الاولى لفلسطين بعد حصولها على الاعتراف الدولي بدولة غير كاملة العضوية' في اشارة الى الطلب الفلسطيني الذي سيقدم غدا الخميس للجمعية العامة للامم المتحدة لمطالبتها بالاعتراف بالدولة الفلسطينية بصفة دولة غير عضو في المنظمة الدولية. وقال الطيراوي 'سننتظر نتيجة التحقيق، ونحن لا نتهم احدا لغاية الآن، ولكن مهما كانت النتيجة سلبية ام ايجابية سنتابع البحث لمعرفة حقيقة وفاة الرئيس الراحل'. وكان الطيراوي قال في بيان صحافي 'لقد سارت الأمور المتعلقة بأخذ العينات من جثمان الشهيد ياسر عرفات حسبما هو مقرر، وقد أخذ الخبراء الروس والفرنسيون والسويسريون العينات المطلوبة من الجثمان دون أن يتم رفع الرفات من مكانها، بموافقة وإجماع الخبراء. واضاف الطيراوي 'وبما أن الجثمان لم يرفع من مكانه فقد ألغيت مراسم إعادة الدفن'، مشيرا الى الاستعاضة عنها بوضع أكاليل من الزهور من جانب أعضاء اللجنتين التنفيذية والمركزية والقيادة الفلسطينية على الضريح. وجرت عملية فتح القبر في ظل اجراءات امنية مشددة، وبحضور عدد من الاشخاص خضعوا لاجراءات امنية وتفتيشية مشددة حيث تم سحب جميع الهواتف الخلوية التي كانت بحوزتهم خشية من اقدام احدهم على التقاط صورة لرفات عرفات. واكدت مصادر فلسطينية انه تم الانتهاء من اخذ العينات من رفات عرفات عند قرابة الساعة 10:15 من صباح الثلاثاء، وذلك بعد 5 ساعات من الوقت استغرقتها عملية اخذ العينات بمشاركة 3 أطباء فلسطينيين تحت إشراف رئيس اللجنة الطبية الفلسطينية د. عبد الله البشير، وهي الجهة المخولة بأخذ العينات للجان التحقيق الروسية والسويسرية والفرنسية. وجرت عملية فتح القبر بعيدا عن الأنظار، وعن عدسات وسائل الاعلام، لذا فقد أغلقت المنطقة المحيطة بالقماش الأزرق، وضربت قوات الأمن طوقاً أمنياً منعت أياً كان من الاقتراب منه، وسمحت لوسائل الاعلام بالتقاط الصور من على بعد 400 متر. وبدأ فتح القبر الاسمنتي لرفات عرفات الساعة الخامسة صباحا بحضور الخبراء الدوليين المفتي العام للاراضي الفلسطينية الشيخ محمد حسين، والنائب العام الفلسطيني، علما بأن الخبراء السويسريين بدأوا عملهم الاثنين حيث ادخلوا انبوبا الى القبر لاخذ عينة من الهواء في داخله. وسيسعى الخبراء الدوليون بعد حصولهم على عشرين عينة من رفات عرفات لمعرفة ما اذا تم تسميمه بالبولونيوم، وهي فرضية طرحت مجددا بعد العثور على اثار لهذا المادة الاشعاعية على اغراض شخصية تعود للرئيس الفلسطيني الراحل، وفق تحقيق اجراه معهد سويسري متخصص لصالح فضائية الجزيرة القطرية التي بثت نتائج التحقيق قبل شهور. والبولونيوم مادة مشعة على درجة عالية من السمية استعملت في 2006 في لندن لتسميم الجاسوس الروسي السابق الكسندر ليتفيننكو الذي اصبح معارضا للرئيس فلاديمير بوتين. ورفعت سهى عرفات التي تعيش في مالطا ولم تعد الى الاراضي الفلسطينية منذ 2004، قضية في فرنسا تطالب بالتحقيق في اسباب وفاة زوجها ما مهد الطريق لفتح قبره لاخذ عينات من اجل عملية التحقيق. وكانت سهى عرفات قالت 'انها تجربة مؤلمة لكن ضرورية'، مضيفة'لكن ينبغي معرفة الحقيقة، انها ضرورية لشعبنا ولعائلات شهداء غزة' موضحة 'يجب القيام بذلك لطي صفحة هذا السر الكبير المحيط بوفاته، وان كانت هناك جريمة فينبغي كشفها'. ونفت رفضها لتشريح جثة عرفات لحظة وفاته في عام 2004. وجاء فتح قبر عرفات بعد ساعات من قرار مجلس وزراء العدل العرب تشكيل لجنة من الجامعة العربية، ووزارة العدل الفلسطينية، ومن يرغب من الدول العربية، لبحث ملابسات استشهاد الرئيس الفلسطيني الراحل. وأكد المجلس في ختام دورته ال28 في القاهرة مساء الاثنين، أن تشكيل اللجنة جاء لتقديم الدعم اللازم للسلطة الوطنية في الإجراءات القانونية التي تقوم بها ومساندتها بالمعلومات والإمكانيات المتاحة من أجل الكشف عما أثير بشأن ملابسات عرفات.