قال مسؤولون سعوديون ويمنيون، هنا (في الرياض)، السبت الماضي، إنه على الرغم من مضي ثلاثة أسابيع منذ الاغتيال المأساوي للدبلوماسي السعودي خالد العنزي، في صنعاء، إلا أن مسؤولي الأمن اليمنيين وصلوا إلى طريق مسدود في بحثهم عن القاتل. وقال دبلوماسي يمني، شريطة عدم كشف هويته، ل«عرب نيوز» إن «الجانب اليمني يبذل كل الجهود للقبض على المجرمين الذين تورطوا في هذه الجريمة البشعة بقتلهم المسئول في السفارة السعودية ومرافقه».
وقالت الصحيفة إن الدبلوماسي مع ذلك رفض تقديم مزيد من المعلومات بشأن التقدم المحرز في القضية حتى الآن. وأضافت أنه حين سئل عن الدبلوماسي السعودي عبد الله الخالدي، المختطف منذ حوالي 10 أشهر وإمكانية الإفراج عنه، رفض الدبلوماسي اليمني الإفصاح عن أية معلومات بشأن المفاوضات الجارية بهذا الخصوص.
غير أن نائب وزير الخارجية لشئون البروتوكول علاء الدين العسكري قال ل«عرب نيوز» إن «المسؤولين السعوديين واليمنيين ما زالوا يواصلون المفاوضات مع الخاطفين لتأمين إطلاق سراح الخالدي في أقرب وقت ممكن». وأعرب العسكري عن تفاؤله بالإفراج عنه قريباً.
واختطف الخالدي، الذي يشغل نائب القنصل السعودي في مدينة عدن الجنوبية، في مارس من هذا العام. وكانت عدة جولات من المفاوضات أجريت بين المسئولين اليمنيين والخاطفين، الذين معلوم أنهم من كوادر تنظيم القاعدة العشائريين، لتأمين الإفراج عن الدبلوماسي، لكنها باءت بالفشل. حسب الصحيفة.
وأضافت إن الدبلوماسي اليمني، وفي رده على سؤال الصحيفة بشأن التقدم المحرز في قضية الدبلوماسي السعودي الذي قتل، قال إنه غير مطلع على تفاصيل التحقيقات.
لكن الصحيفة أشارت إلى أن التقرير الذي نشر في صحيفة الشرق الأوسط العربية، أوضح أن مقتل العنزي وحارسه اليمني جلال شيبان مبارك، كان سبقه تهديدات بالقتل ضد دبلوماسيين سعوديين في اليمن. ونقلت صحيفة الشرق الأوسط على لسان السفير السعودي لدى اليمن علي الحمدان قوله ان «التحقيقات ما تزال جارية، أخذاً بالاعتبار أنه وحتى الآن لم يعلن أي طرف مسؤوليته عن الهجوم».
وكشف تقرير «الشرق الأوسط» أن السيارة التي ستخدمها المسلحون كانت سيارة «صالون» برقم 1-88215، ومقيدة باسم مواطن يمني اسمه انعمان سعيد حازم. وبحسب التقرير فإن «حازم» كان قد قيد بلاغا بأن سيارته سرقت يوم 18 سبتمبر.
وأضاف التقرير إن السفير السعودي الحمدان أعرب عن قلقه، قائلا إن الهدف من مثل هذه الهجمات يستهدف أمن واستقرار كل من السعودية واليمن، إضافة إلى أمن عامة الناس. وأكد بأن الرياضوصنعاء «أكثر اتحادا لمواجهة جميع أنواع الجرائم والعدوان والتآمر والمخاطر والمؤامرات الدنيئة». حسب وصفه للصحيفة.
وعرضت السعودية واليمن مكافأة قدرها خمسة ملايين ريال سعودي لمن يدلي بأية معلومات تؤدي إلى القبض على قتلة الدبلوماسي السعودي.
وبحسب الصحيفة، أيضا، لا يزال الخبراء السعوديون واليمنيون مختلفين حول الدافع من وراء الهجوم.
وقال الباحث السعودي مهنا الحبيل، طبقا لعرب نيوز، أنه من غير المرجح كثيرا بأن القاعدة مسئولة عن مقتل الدبلوماسي السعودي.
من جانبه، الدكتور محمد حامد، وهو خبير في العلاقات السعودية اليمنية، شدد على أن الاختطافات، وبشكل خاص اختطاف الدبلوماسيين الأجانب في اليمن كانت عادة ما تحدث طوال فترة النظام السابق لأسباب مالية، مشيرا إلى أن «القبائل (اليمنية) متورطة في ذلك، في حين أن الحكومة تقوم بعد ذلك بالمفاوضات»، مضيفا «ولا يمكننا، بأي حال، معرفة شكل أو هيئة وهوية الجناة من الملابس التي يرتدونها»، مضيفا: «سيكون من السهل جدا على مرتكبي الجريمة الحصول على الزي الرسمي والأسلحة».
وفيما أكد حامد بأن محاولات اختطاف الدبلوماسيين الأجانب في اليمن من أجل تحقيق مكاسب مالية ليس أمرا جديدا، أضاف «لا يمكنني أن أتذكر حالات دبلوماسيين كانوا أهدافا للاغتيالات؛ لقد كان الأمر يقتصر عادة على الابتزاز المالي».
وبالإشارة الى النزاع الذي نشب بين السعودية والمتمردين الحوثيين في العام 2009، قال حامد: «نحن يجب علينا أن لا نغفل أيضا أن الحوثيين يحملون عداء للسعودية».
وأكد الخبير الأمني السعودي الحبيل أن هناك طرفين يسعيان لاستهداف المصالح السعودية في اليمن، هما تنظيم القاعدة والمتمردون الحوثيون. وقال إنه من غير المرجح أن يكون تنظيم القاعدة هو المسؤول عن هذا الهجوم، طالما وأن المفاوضات حول القنصل الخالدي ما زالت جارية، والقاعدة لم تعلن فشلها. وعليه يرجح الحبيل مسئولية المتمردين الحوثيين عن هذا الاغتيال، خاصة وأن الهدف كان الملحق العسكري.
وقال الحبيل إنه يمكن ربط هذه القضية بحرب صعدة والعلاقة التي تربط جماعة الحوثي مع إيران. ---------------------------------- - نشر التقرير في صحيفة «عرب نيوز»، الناطقة بالإنجليزية والتابعة لمؤسسة الشرق الأوسط السعودية. - كتب التقرير: غضنفر علي خان.