قالت منظمةُ الكرامة لحقوق الإنسان ان السلطات السعودية قررت إطلاق سراح المعتقل اليمني ناصر عبدالله الحديقي أواخر يناير القادم، بعد ثمان سنوات من احتجازه، حيث كانت المنظمة راسلت بشأنه فريق العمل الأممي المعني بالاعتقال التعسفي في أغسطس 2008. ونقلت المنظمة عن أسرة الحديقي قولها: «أبلغتنا حكومة المملكة العربية السعودية قرارها إطلاق سراح ابننا أواخر الشهر القادم، غير أننا نخشى من نكوص السلطات السعودية عن وعودها بالعلاج والتعويض العادل جراء هذا الظلم والاضطهاد الذي تعرض له ابننا وعانت منه الأسرة بأكملها».
ووفقاً للأسرة، فإن الحديقي لا يزال يعاني من إعاقة جسدية في إحدى رجليه تمنعه من المشي بشكل طبيعي، جراء إصابته بطلق ناري أطلقه عليه جنود سعوديون أثناء القبض عليه في أبريل 2004.
وقال المدير القانوني للكرامة في جنيف المحامي رشيد مصلي: «لا يسعنا إلا أن نشارك أسرة السيد ناصر الحديقي فرحتها بقرب انتهاء معاناته في السجون السعودية، غير أن استمرار حكومة المملكة في منهجية القمع والاعتقالات التعسفية المطولة والتعذيب وغيرها من الانتهاكات، يعكّر أجواء هذه الفرحة، بالتأكيد».
وكان اليمني ناصر عبدالله علي الحديقي (40 عاماً)، يقيم مع أسرته في عدن، وسافر إلى السعودية للعمل بصورة منتظمة في أحد المطاعم في الرياض، حيث ألقي عليه القبض -في مكان عمله- في 08 ابريل 2004 من قبل عناصر أجهزة الاستخبارات.
وتعرض الحديقي - حسب منظمة كرامة - لسلسلة من الانتهاكات والإخفاء القسري في السجون السعودية.
وقامت المنظمة، ومقرها في جنيف، عقب تقدم أسرة المذكور ببلاغ لها، بنشر قضيته ومراسلة الإجراءات الخاصة المعنية في الأممالمتحدة بهذا الشأن، الأمر الذي دفع السلطات السعودية إلى الاتصال بأسرة الحديقي في اليمن وتوجيه اللوم إليها على اللجوء إلى منظمة الكرامة، كما بادرت السلطات السعودية إلى دعوة عدد من أقاربه لزيارته إلى السجن وتحمل نفقات الاستضافة والإقامة في الأراضي السعودية خلال مدة الزيارة.
وبحسب المنظمة، تنقل الحديقي في العديد من السجون السعودية، وبحسب إفادة أسرته يوجد حالياً في سجن القصيم، ورقمه 138م/9، وهو مصاب بالشلل في رجله اليسرى بسبب إصابته بطلق ناري أثناء القبض عليه، ولا يستطيع المشي إلا على عكاز، وحالياً أصيب بأمراض عديدة نتيجة طول مدة بقائه في السجن.
وتقول أسرته إن زوجته انفصلت عنه عقب دخوله السجن، وله منها ولد عمره الآن 19 عاماً، وتضيف بأنه أبلغها بأنه قدم للمحكمة الجزائية في الرياض في فبراير 2012، حيث حكم القاضي بإطلاق سراحه، غير أنه أعيدت محاكمته مرة أخرى وحكم عليه بالسجن ثمان سنوات تبدأ من تاريخ القبض عليه.
ولم توضح منظمة الكرامة التهم التي وجهت للحديقي خلال المحاكمة.
وكانت السلطات السعودية سمحت لعدد من أفراد أسرته المقيمين في اليمن بزيارته إلى سجن القصيم، وذلك في فبراير 2012، حيث تمكنت أمه وشقيقته من رؤيته مرتين فقط خلال شهر، ولمدة لا تزيد عن ساعة خلال الزيارة.
يشار إلى أن السلطات السعودية أطلقت خلال الأشهر الماضية عدداً من المعتقلين اليمنيين الذين كانت منظمة «الكرامة» تدخلت بشأنهم، من بين هؤلاء المعتقلين: فضل يحيى مهدي الجلال، عادل محمد ناجي راشد الهمداني، فؤاد يحيى السمحي، ومحمد قاسم الورافي، وقد عاد بعضهم إلى اليمن.