طلال سفيان خلال الأيام الماضية، لاحت على الأفق بوادر أزمة رياضية ساخنة، أطرافها ولاعبوها الرئيسون: وزارة الشباب والرياضة والاتحاد العام لكرة القدم، بعد قرار الأخير بتأجيل بطولة دوري أندية الدرجة الأولى (النخبة) حتى انجلاء المشاكل التي جرت بينه وبين عموميته، المطالبة برفع المُخصصات المالية لأنشطتها الكروية في البطولة النخبوية، وتدخّل الوزارة الرياضية بالأمر واجتماعها مع عمومية كرة الأضواء مؤخرا. الأزمة ذاتها لم تنحصر على الفريقين (الوزارة والاتحاد) بل وصلت إلى تدخل اللاعب الثالث (الرياضيين) والذي يعد المحور الحاسم والمتضرر من هذه القنبلة الوشيكة على الانفجار والتشظّي في البيت الرياضي الوطني، حيث استنكر عدد من الرياضيين اليمنيين الحالة المتأخرة التي وصلت إليه الرياضة اليمنية تحت قيادة الوزير معمر الإرياني ورئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم أحمد العيسي محملين هما المسؤولية الكاملة عن تأخّر انطلاق الموسم الكروي على الرغم من انتصاف البطولة في البلدان المجاورة خاصة والعالم بصفة عامة. كما أبدى العديد من المتابعين للشأن الرياضي اليمني امتعاضهم الشديد من أسلوب عمل وزير الشباب والرياضة وعجزه عن إدارة العملية الرياضية؛ نتيجة اهتمامه الكبير بالانشغال والإعداد لسفريات ومؤتمرات ومهرجانات تكريم تستهلك أموال الرياضة، خصوصا ما يتعلق بالنفقات التي يتم صرفها على الاحتفالات ومظاهر البهرجة الإعلامية التي ترافقها من بنود خُصصت أساسا للرياضة وليس للمكافآت التي يحصل عليها الوزير والمقربون منه. فمثلا، توقّف صرف المخصصات المالية لقيادات فروع الألعاب الرياضية في المحافظات، والخاصة بالتشغيل منذ ما يزيد عن أربع سنوات والتي لا يعلم أحد سر الجهة التي سطت على هذه المُخصصات بشكل أدى إلى إصابة الفروع بالشلل التام، وساهم في تخلّف الألعاب الرياضية على مستوى القاعدة، فيما يشبه التغريب المُمنهج للرياضة تشرف عليه وزارة هي معنيّة بالتطوير وليس بالتدمير، خاصة مع تكرر مطالب أعضاء الفروع بتدخل الحكومة لإلزام وزارة الشباب والرياضة بإعادة المُخصصات وبأثر رجعي مع اعتماد مُخصصات لإقامة بطولات محلية على مستوى المحافظات، ما يساهم في وجود قاعدة من اللاعبين لرفد الأندية والمنتخبات الوطنية. نفس الأمر يتكرر في البيت الأكبر للكُرة، حيث يحمّل العديد من المهتمين رئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم مسؤولية تأخير انطلاق الدوري اليمني لكرة القدم من خلال استخدام سطوته على الأندية لإرغامها على رفض انطلاق البطولة إلا بعد رفع المُخصصات المالية من قبل وزارة الشباب والرياضة في حالة وصفوها ب"درس قاسٍ" وجهها العيسي للإرياني، ليؤكد له أنه من يقود الرياضة بماله ونفوذه وليس الإرياني الذي سبق وأن اشتكى علانية من أشخاص -لم يسمهم- بأنهم يستخدمون أموالهم في إفساد الرياضة. وباستمرار حالة لعبة شدّ الحبل بين العيسي المستقوي بنفوذه المالي المتشعّب والوزير الملتهي بالمهرجانات والسفريات، فإن الرياضة اليمنية تزداد تأخّرا، وسيكون على الإرياني من الآن التحضير لإقامة حفلها التأبيني قبل أن يغادر كرسي الوزارة، بالإقالة نتيجة لتقصيره في واجبه أو بنهاية المرحلة الانتقالية، ولكن بعد أن يكون قضى على البقية الباقية فيها. ويتسبب خلاف لم تتضح أسبابه بين العيسي والإرياني في تأجيل انطلاق الموسم الرياضي بداعي مطالبة الأندية لرفع المُخصصات المالية لها ما لم فإنها لن تخوض منافسات الموسم في حركة بدت مدّبرة من قبل رئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم الذي أرغم الأندية ذاتها على اللعب في الموسمين الماضيين في أوضاع شديدة الخُطورة على اللاعبين وبدون أي رفع للمُخصصات، بل إنها كانت تأتي متأخرة جدا أو لم يأتِ بعضها حتى الآن.