سؤال فرض نفسه علي عندما دار هذا الحديث بين رجلين كانا يستقلان الباص الذي كنت استقله أنا أيضاً، بعدما ارتفع الباص بقوة تخلت فيها الجاذبية الأرضية عنه بسبب حفرة في وسط الطريق العام والذي كان من المفروض أن يكون طريق مثالي لأنه يمتد من مطار صنعاء الدولي وتسلكه الوفود القادمة من دول أخرى، فقال أحدهم: «حتى طريق زي الناس ما لقينا في عهد عفاش» فأجابه الآخر بأن عهد الإمام كان أفضل على الأقل وجدت الطريق والسيارات في وقت كانت فيه دول الجوار لا تعرف سواء الحمير والبغال، فرد الأول باستغراب: تقصد لا يوجد طريق ولا سيارات ماعدا سيارة الإمام، فسكت الرجل لبرهة وسأل الرجل الذي كان يمتدح عهد الإمام من بيت من أنت؟ فأجابه من بيت فلان، فهز الرجل رأسه وقال: فهمت الآن لماذا تعتبر عهد الإمام أفضل! فسألت نفسي لو كان الرئيس من «آل البيت» هل كنا سنستمر بالاحتفال بثورة 26 سبتمبر والتي قامت ضد حكم الأسرة؟ الأسرة التي جعلت اليمن واليمنيين في غيابات الجب وفرضت عليه سياسة انعزالية جعلته يعاني الثالوث المخيف «الفقر والجهل والمرض» وبدلاً من الاحتفال بثورة 26 سبتمبر سنحتفل بيوم الولاية لسيدنا علي رضي الله عنه من كل عام.
وهل ستبقى المناهج الدراسية كما هي عليه الآن ويظل سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه من ضمن العشرة المبشرين بالجنة أم سيكون حسين الحوثي بدلاً عنه؟ وهل سيتغير معنى «الكوثر» في «سورة الكوثر» والذي عرفنه منذ الصغر بأنه نهر في الجنة وهبه الله لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم؟
أم سيأتي اليوم الذي يتحقق فيه الحلم بقيام دولة مدنية الحكم فيها شورى؟ دولة منهجها الديمقراطية وعمودها الفرد الصالح، لا يهم من يحكم، هل هو من أصحاب مطلع أم منزل، من الشمال أم الجنوب، من السادة أم العامة، فقد آتى إلى كرسي الرئاسة بعد أن خاض انتخابات حرة و نزيهة وبطريقة ديمقراطية حديثة، وفاز بهذا المنصب ليس لأن والده كان رئيساً من قبله فمهد الطريق له ليكون خليفته أو لأنه من سادة القوم، أو شيخ ابن شيخ، فالشعب اختاره فقط لأنه يحب هذا البلد الذي قال فيها رب السموات والأرض بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ.