أكدت مصادر متطابقة، بينها مسؤول يمني رفيع، أن المختطفين الأوروبيين الثلاثة أصبحوا الآن في قبضة أعضاء القاعدة في مديرية رداع بمحافظة البيضاء بعد صفقة مالية كبيرة تم بموجبها بيعهم للتنظيم من قبل رجال القبائل الذين اختطفوهم الشهر الماضي من وسط العاصمة صنعاء. واختطف مسلحون قبليون في 21 ديسمبر الماضي ثلاثة أوروبيين (فنلنديا وزوجته ونمساويا) من شارع التحرير بصنعاء. وكان الرجلان حضرا إلى اليمن قبل اشهر بغية تلقي دروسا في اللغة العربية في أحد معاهد تدريس اللغات في العاصمة، بينما وصلت زوجة الفنلندي اليمن قبل يوم واحد من اختطفاها.
وحينها ترددت معلومات، بينها تصريحات لمسؤولين في وزارة الداخلية، أن رجال قبائل يحتجزونهم طلبا للفدية. لكن المعلومات، منذ ذلك الحين، ظلت متضاربة بشأن هويّة الخاطفين والجهة التي تم اقتيادهم إليها. ومع أن روايات متطابقة كانت تؤكد اقتيادهم إلى إحدى ضواحي محافظة صنعاء في "بني ضبيان" - مديرية خولان (50 – 60 كم جنوب شرق العاصمة صنعاء).
وأمس الثلاثاء، كشف وسطاء قبليون ل«المصدر أونلاين» أن الخاطفين نجحوا مؤخرا في عقد صفقة مع أعضاء في تنظيم القاعدة بمديرية رداع – محافظة البيضاء (جنوب شرق العاصمة صنعاء)، تم بموجبها تسليمهم المختطفين الثلاثة مقابل ستة ملايين ريال يمني (28 ألف دولار).
وأكد مصدر آخر في العاصمة صنعاء ل«المصدر أونلاين» تلك الصفقة. وقال إنها تمت بعد فشل مفاوضات أجريت بين الحكومة اليمنية ووسطاء من رجال القبائل في إطلاق سراحهم مقابل دفع المبلغ نفسه. لكن لم يتم التأكد من هذه المعلومة بشكل دقيق من مصادر أخرى.
وقال مصدر على اطلاع بالقضية ان رجال القبائل الخاطفين استلموا خمسة ملايين ريال، بينما استلم الوسيط في الصفقة مليون ريال.
ونقلت وكالة «رويترز»، أمس الثلاثاء، على لسان مسؤول يمني رفيع حجبت اسمه أن «رجال القبائل باعوا المخطوفين الثلاثة لعناصر من تنظيم القاعدة ونقلوا إلى محافظة البيضاء». وأضاف «هناك مفاوضات لدفع فدية والإفراج عنهم».
محافظ البيضاء حاول استدعاء مشايخ من بيت «آل الذهب» المتهمين بعلاقة وطيدة تربطهم مع القاعدة للتفاوض معهم بشأن المختطفين الأجانب يأتي ذلك بعد يوم من تصريحات للرئيس عبدربه منصور هادي، نقلتها وكالة الأنباء اليمنية (سبأ)، أكد فيها أن الغربيين الثلاثة اختطفتهم «جماعات إرهابية»، جاء التأكيد خلال لقاء جمعه مع سفيري فنلندا والنمسا، أمس الأول (الاثنين).
وقالت مصادر صحفية موثوقة ل«المصدر أونلاين» إن الرئيس، أثناء اللقاء، شرح للسفيرين تعقيدات استخدام القوّة في مثل هذه الحالات لتحرير الرهائن. وقالت المصادر إن الدبلوماسيين الغربيين وافقاه الرأي بهذا الشأن. وشددا على ضرورة مواصلة المفاوضات السلمية مع الجهة التي تحتجزهم في الوقت الراهن.
وعلم «المصدر أونلاين» أن مشايخ من محافظة «مارب» تربطهم علاقة وطيدة مع مشايخ من خولان يقومون حاليا بوساطة لإعادة المختطفين الثلاثة وإطلاق سراحهم.
وأبلغت مصادر مطلعة «المصدر أونلاين» أن محافظ البيضاء «الظاهري الشدادي» حاول، أمس الثلاثاء، استدعاء مشايخ من بيت «آل الذهب»، المتهمون بعلاقة وطيدة تربطهم مع أعضاء القاعدة في مديرية رداع – محافظة البيضاء، للتفاهم والتفاوض معهم بشأن المختطفين الأجانب. لكن المصادر قالت إن اللقاء – بحسب علمها - لم يتم بسبب حضورهم إلى المحافظة برفقة موكب كبير من المشايخ والمسلحين القبليين.
وقالت المصادر إن المحافظ بعد ذلك أبلغهم برسالة تطلب منهم اختيار ثلاثة مشايخ كبار من بين المجموعة، إلى جانب مشايخ بيت «آل الذهب»، للصعود إلى العاصمة صنعاء ومقابلة الرئيس هادي للتفاوض معهم بشأن مطالب «القاعدة» لإخلاء سبيل المختطفين.
وفيما قالت المصادر السابقة إنها لم تحصل على معلومات إضافية بشأن رد الطرف الآخر حتى الآن، وما إذا تمت الموافقة على دعوة المحافظ تلك أم لا، قالت مصادر أخرى غير مؤكدة إن المعلومات الأولية تفيد بأن تنظيم القاعدة يطلب مليون دولار لقاء كل رهينة.
ولم يتم التأكد أيضا من صحة هذه المعلومات من مصادر أخرى.