التقى القيادي الجنوبي محمد علي أحمد أمس الأحد في عدن عدداً من طلاب الكلية البحرية الذين انسحبوا من الكلية بسبب ما أسموها «الممارسات المستفزة والمناطقية تجاه طلاب جنوبيين هناك»، من قبل ضابط. وتحدثت ل«المصدر أونلاين» مصادر حضرت اللقاء، أكدت أن نائب رئيس هيئة رئاسة «المؤتمر الوطني لشعب الجنوب» محمد علي أحمد، تحدث إلى الطلاب، وقال لهم: «لقد كان كرامة الجندي الجنوبي قبل الوحدة تساوي كرامة عميد في الشمال، والآن بعد حرب صيف 94، الظالمة واجتياح الجنوب وفرض الوحدة بالقوة، أصبح الجندي الشمالي يصدر أوامره لضباط جنوبيين، وفي حال عدم تنفيذها يعاقبون، وكل ذلك بسبب تواطؤ بعض الجنوبيين في تلك الحرب، التي بسببها أصبح يطلق عليها تهم الخيانة والعمالة». حسب قوله.
وكان 56 طالباً ينتمون الى محافظات جنوبية، ويدرسون في الكلية البحرية بالحديدة، انسحبوا من الدراسة، متذمرين مما أسموه ب«التعامل المناطقي» معهم. وقال أحد الطلاب: إن إدارة الكلية البحرية «تتعامل مع الطلاب الجنوبيين بعنصرية وبمناطقية». وأضاف: «نحن الطلاب الجنوبيون في الكلية البحرية عددنا 60 طالباً بينما 520 طالباً في الكلية ينحدرون من محافظات شمالية». وقال: «هناك 250 ضابطاً في الكلية ليس فيهم ضابط واحد جنوبي».
وبشأن المشكلة الأخيرة التي دفعت بهم الى الانسحاب، أفاد طالب الكلية البحرية، «المشكلة تتلخص في أن العقيد الركن قائد سرايا الطلبة في الكلية، أحمد سعيد مقبل، وجه كلاماً مسيئاً لسبعة طلاب جنوبيين، وأدخلهم الزنزانة يوم 13 يناير، وهو يقول: «أنا عنصري ومناطقي وخلوا اللي في الخارج ينفعوكم». وأضاف طالب الكلية البحرية شاكياً من هذا الضابط بالذات: «هؤلاء السبعة الطلاب، الذين تغيبوا يوم 13 يناير، كانوا ضمن 70 طالباً انسحبوا وتغيبوا عن الدراسة في نفس اليوم، ولكن هم فقط الذين أدخلوهم الزنزانة.. لأنهم جنوبيون». حسب تعبيره.
ويضيف موضحاً: «خرج هؤلاء الطلاب السبعة بعد الكلام المسيء للوحدة الوطنية الذي وجهه إليهم قائد سرايا الطلبة بالكلية، وغادروا الكلية تضامناً مع إخوانهم وزملائهم السبعة الذين تعرضوا للجزاء والإساءة البالغة». وأضاف: «هذا مؤسف».
الطلاب الذين انسحبوا من الكلية الحربية، التقوا القيادي الجنوبي البارز محمد علي أحمد في عدن، وشرحوا له المشكلة، واستمع إليهم باهتمام، وطمأنهم قائلا: «الصبر يا أبنائي، الصبر». بحسب المصادر التي تحدثت ل«المصدر أونلاين».
نائب رئيس هيئة رئاسة «المؤتمر الوطني لشعب الجنوب» محمد علي أحمد، تعهد لهم بأن يولي هذا الموضوع أهمية قصوى، وقال إنه «سيتواصل مع الجهات المختصة في وزارة الدفاع وهيئة الأركان، وقيادة القوات البحرية، للوصول إلى حل للمشكلات التي تعانون منها». مؤكداً: «إن هذا الاضطهاد التي يتعرض له مختلف أبناء الجنوب في المحافظات الشمالية، يجب أن يتوقف فوراً».
وأضاف متحدثاً إليهم: «إن من يعرضونكم لهذا الظلم ويمارسون ضدكم العنصرية اليوم، ليس لديهم أي احترام إلا للقوة، والضعيف عندهم لا يحترم». ودعا طلاب الكلية إلى التحلي بالصبر، «وعدم الانجرار وراء الاستفزازات التي يتعرضون لها والتي يهدف من خلالها إلى دفعهم لاستخدام السلاح من أجل عكس صورة سيئة على أبناء الجنوب». منبهاً: «هذا استفزاز مقصود، وأنتم طلاب كبار ومثقفون، ويجب أن تتنبهوا لذلك، وتحافظوا على سلمية النضال مهما بلغ مستوى الاستفزاز».
وأكد محمد علي أحمد أن طريقة الحل لقضيتهم ستكون بالطرق التي لا تعرضهم للمساءلة أو العقاب، وأنه سيأخذ ضمانات على ذلك، وأنه «في حال عدم الاستجابة سيوسع من المطالب وسيوصلها الى المجتمع الدولي لضمها إلى ملف الجنوبيين الذين يتعرضون للاضطهاد من قبل الاحتلال الشمالي».
وقال لهم: «إن مطالبكم حقوقية، ومن حقكم أن تطالبون بها، وإن تعرضتم للإهانات ويمارس ضدكم الظلم والقهر، ونحن سنعمل مع كافة الجنوبيين المخلصين لقضيتهم، على إزالة هذا القهر والبحث عن العدالة بالرغم ان من نتعامل معهم ليس لديهم أية عدالة».
وأشار خلال حديثه للطلاب قائلا: «نحن لا نريد أن نعرضكم لأية مشاكل، وسنطالب بالتحقيق في قضيتكم، وفي الظلم والقهر الذي تعرضتم له، وللأسف بعض الإخوة في الشمال لديهم نزعة عدوانية، ويريدون بها أن يظهروا للعالم أنكم متمردون على دولتهم التي لا نعترف بشرعيتها». حسب ما نقلت عنه المصادر التي حضرت اللقاء.
ودعاهم الى العودة الى ثكناتهم العسكرية في الكلية البحرية بعد حل قضيتهم «حتى يكملوا الفترة الزمنية للدراسة في الكلية، وحتى لا يعطوا الفرصة لأحد لاتخاذ أية إجراءات عقابية ضدهم وحرمانهم من حقهم في العمل بعد انتهاء الدراسة». وأضاف: «نحن حريصون على أن تتعلموا وتستكملوا الدراسة، انتم ترفعون الرأس، وبالتعليم ستصبحون قادة للمستقبل، واصلوا الدراسة واصبروا ثم اصبروا».
ويوصف محمد علي أحمد بأنه أحد القيادات الوسطية في الحراك الجنوبي، لكن يصعب وضعه في إطار محدد، حيث أدلى بتصريحات متضاربة، تحمس في بعضها لبناء دولة موحدة وأظهر في بعض آخر تطلعاً إلى إعادة إحياء الدولة الجنوبية.
وأعلن أحمد في وقت سابق مشاركة الفصيل الذي يقوده في مؤتمر الحوار الوطني، فيما ترفض فصائل متشددة في الحراك الجنوبي المشاركة في الحوار، وتصر على مطلب انفصال جنوب اليمن.
لقاء أمس خرج باتفاق على تشكيل لجنة طلابية من بينهم من ستة أشخاص للجلوس «مع اللجنة التي سيطالب محمد علي احمد بتشكيلها بصورة عاجلة للنظر في هذه القضية».
وأشاد الطلاب بتجاوب محمد علي احمد وهيئة المؤتمر والمجلس الوطني لشعب الجنوب مع قضيتهم، وخرجوا بانطباع إيجابي «وهم أكثر حيوية وتفاؤلاً»، حسب مصدر حضر اللقاء. مؤكدين التزامهم بكافة التوجيهات الصادرة عن محمد علي احمد «وإنهم لن ينجروا إلى إية محاولات استفزازية مهما كانت».
حضر اللقاء رئيس المجلس الوطني لشعب الجنوب خالد ابوبكر باراس، ونائب رئيس المجلس تمام باشراحيل.