يعتصم حاليا عشرات الجنوبيين من منتسبي كليتي الشرطة والبحرية امام مجمع العروسة في مدينة عدن بعد انسحابهم من بسبب سوء التعامل الذي وصفوه بالمناطقي والعنصري من قبل القائمين على الكليتين . وقالت مصادر في صفوف المحتجين ل"عدن الغد" :" ان قرابة 30 شخاصا جميعهم جنوبيين وصلوا اليوم الى عدن بعد انسحابهم من كلية الشرطة بصنعاء بحجة تعامل القائمين على الكلية معهم بالعنصرية والمناطقية . مشيرة الى ان الطلاب الثلاثين تجمعوا امام مجمع العروسة بالتواهي والمملوك لوزارة الدفاع للاحتجاج على سوء التعامل . واكدت مصادر اخرى ل"عدن الغد" ان قرابة 60 شخصاً من منتسبي الكلية البحرية في الحديدة انسحبوا لسبب نفسه وقد وصلوا الى عدن وانضموا مع زملائهم الذين انسحبوا من كلية الشرطة بصنعاء . والتقى المناضل محمد علي احمد بطلاب الكلية البحرية البالغ عددهم /56/ عند وصولوهم الى عدن قادين من كلية البحرية في الحديدة. واستمع محمد علي احمد الى شرح تفصيلي من قبل الطلاب حول المعاناة والاضطهاد الذي يتعرضون له في الكلية والممارسات العنصرية والمناطقية يعانوها .. مؤكدين ان هذه الأعمال تؤثر على تعليمهم وتدفعهم الى ترك الدراسة في الكلية .
وأكد المناضل محمد علي احمد انه سيتواصل مع الجهات المعنية في وزارة الدفاع وهيئة الاركان وقيادة القوات البحرية للوصول الى حل للمشكلات التي يعانون منها .. لافتا الى ان هذا الاضطهاد يتعرض له ابناء الجنوب في مختلف المحافظات الشمالية .
وقال ان مطالبكم حقوقية ومن حقكم ان تطالبون بها وانت تعرضتم للاهانات ويمارس ضدكم الظلم والقهر ونحن سنعمل مع كافة الجنوبيين المخلصين لقضيتهم لازالة هذا القهر والبحث عن العدالة بالرغم ان من نتعامل معهم ليس لديهم اي عدالة .
واضاف ان من يعرضونكم لهذا الظلم ويمارسون ضدكم العنصرية ليس لديهم اي احترام الا للقوة والضعيف عندهم لا يحترم .. داعيا الطلاب المجندين في الكلية الى التحلي بالصبر وعدم الانجرار وراء الاستفزازات التي يتعرضون لها والتي يهدف من خلالها الى دفعهم لاستخدام السلاح من اجل عكس صورة سيئة على ابناء الجنوب .
واكد محمد علي احمد ان طريقة الحل لقضيتهم ستكون بالطرق التي لا تعرضهم للمساءلة او العقاب وانه سيأخذ ضمانات على ذلك وانه في حال عدم الاستجابة سيوسع من المطالب وسيوصلها الى المجتمع الدولي لضمها الى ملف الجنوبيون الذين يتعرضون للاضطهاد من قبل الاحتلال الشمالي .
وتحدث محمد علي احمد خلال اللقاء عن الوضع قبل وحدة 22 مايو 1990م التي تمت بين الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، وقال : لقد كان كرامة الجندي الجنوبي قبل الوحدة تساوي كرامة عميد في الشمال والان بعد حرب صيف 94م الظالمة واجتياح الجنوب وفرض الوحدة بالقوة اصبح الجندي الشمالي يصدر اوامره لضباط جنوبيون وفي حال عدم تنفيذها يعاقبون، وكل ذلك بسبب تواطؤ بعض الجنوبيون في حرب 94م والتي بسببها اصبح يطلق عليها تهم الخيانة والعمالة .
واشار خلال حديثه للطلاب قائلا : نحن لا نريد ان نعرضكم لاي مشاكل وسنطالب بالتحقيق في قضيتكم وفي الظلم والقهر الذي تعرضتم له وللاسف بعض الاخوة في الشمال لديهم نزعة عدوانية ويريدون بها ان يظهروا للعالم انكم متمردون على دولتهم التي لا نعترف بشرعيتها .
ودعاهم الى العودة الى ثكناتهم العسكرية في الكلية البحرية بعد حل قضيتهم حتى يكملوا الفترة الزمنية للدراسة في الكلية وحتى لا يعطوا الفرصة لاحد لاتخاذ اي اجراءات عقابية ضدهم وحرمانهم من حقهم في العمل بعد انتهاء الدراسة .
وخرج اللقاء بالاتفاق على تشكيل لجنة مكونة من الطلاب مكونة من ستة اشخاص للجلوس مع اللجنة التي سيطالب بتشكيلها بصورة عاجلة للنظر في قضيتهم .