إذا فكرت أي قناة تلفزيونية، أو مؤسسة صحافية، أو مركز قياس رأي بعمل استبيان في أوساط اليمنيين عن أمنيات العام القادم، فمؤكد أن الإجابة ستكون موحدة وعلى طريقة الجدات: "نسأل الله حُسن الختام"!! الإجابة تبدو منطقية، فما يحدث على هذه الأرض لايبشر بذرَّة خير، والدم الذي يتطاير هنا وهناك، ربما يُعد بداية الغيث لعام كارثي سيزلزل اليمن من كل الاتجاهات. إذا كان أحمد الميسري يمارس مهامه كمحافظ لأبين من منزله في خورمكسر هذا العام، تاركاً المحافظة ل (قاعدة) و (حراك) يلهون بها، فمن أين سيقود دفة أبين العام القادم؟!. وإذا كان "رؤوس الأموال" من أبناء المحافظات الشمالية في عدن لاينامون من مصير مجهول ينتظرهم بعد رمي كل أموالهم في مشاريع استثمارية، وتُمارس بحقهم أشد الضغوط من جماعة ينصحونهم ببيع ممتلكاتهم من منشآت وعمارات بأنصاف الأثمان قبل أن يستولي عليها "طارق وشلته" فكيف سيكون 2010؟!!. الأسبوع الماضي، أخبرني أحد التجار في عدن – وهو من أبناء تعز – أنه قام بكتابة شيك لأحد أبناء "الجنوب" حتى شهر مايو القادم، فرد عليه الآخر: "ليش عادكم فاكرين بتجلسوا عندنا لشهر 5"؟! وآخر يقول له: "ما فيش داعي تشطب لنا العمارة"، صاحب البنشر ينصحه بتغيير إطارات سيارته حتى يكون على استعداد للرحيل من عدن "إذا حنّت الرعود"!! ومثل هؤلاء كيف ستكون أحلامهم في العام القادم، وماذا سيطلبون منه – خاصة وأن لا دولة قانون على الواقع تحميهم- غير حُسن الخاتمة!!. شخصياً لاشيء أخاف منه، أو عليه.. لن أسأل الله حسن الختام كأمنية، خاصة وأن بدايتي لم يطرأ عليها أي حُسن أو جمال، وأصبحت حياتي هذا العام عبرة لكل عازب... سأتمنى في العام القادم، أن أشاهد مجلس الدفاع يعقد اجتماعاً استثنائياً من أجل مواجهة حمى الضنك بتعز، بعد تأكدي أن المجلس لا يختص بالأمور العسكرية في البلد فقط بل يتعداه إلى إدارة أمور البلاد، من دعوات لحوار وطني وحوار أولمبي، ومعرفتي أن موت عشرات الأشخاص من وباء خطر، من الأمور الهامة في البلد التي تستدعي اجتماعاً كهذا.. وسأتمنى أن تقوم الحكومة ب "ضربة استباقية" لمراكز تسليح البعوض المتطرف في "عصيفرة" و "بير باشا" و "الحوبان" وإخماد مخططاتهم ل "لدغ" مديري العموم بالمحافظة وتفجير شرايينهم ولا يهمني ان أخفقت الضربة في تحديد هدفها بدقة، وضربت "على الطريق" بعض الذباب والصراصير وكلاب الشوارع!! سأتمنى أن تنتهي الحرب السادسة في صعدة بحلول العام، لقرفي من أخبار المصدر العسكري المسئول التي "تدك" كل مساء أوكار المتمردين، وأصحو في الصباح على موكب جنائزي مهيب ل «شهداء الواجب» في ميدان العرضي!! سأتمنى أن لا أشاهد أسامة بن لادن محافظاَ لحضرموت، وأيمن الظواهري قائداً للمنطقة الشمالية، وطارق الفضلي شيخاً لمشائخ اليمن وعلى خصره جنبية الإمام ذات المليون دولار!! سأتمنى أن لايتحول مجلس النواب إلى متحف تاريخي، الدخول إليه بتذاكر، من أجل أن يشاهد الناس "صور من بلادي" وتحت قبته ينتشر عشرات المصورين الذين يحملون الصقور ليضعوها على أكتاف "النواب التُحف" من أجل التقاط صور تذكارية معهم!! سأتمنى أن يريني الله عجائب قدرته في وزير الكهرباء والطاقة الذي قال إن 2010 "عام الكهرباء"، سواء ب "ماس" يشطر لسانه نصفين ، أو بأي خلل فني، ولزملائه "وزراء "المزايدات السياسية, الذين يرون أن كل مطالب أو أحداث "مكايدات" ب "حسن الخاتمة". سأتمنى أن لا أرى أبناء تعز يتعالجون ب (الحلص والحُمر) خوفاً من ملاك رحمة بدرجة سفاح، أن يجنَّب الله تعز أي "كوارث سيول" وفيضانات، حتى لا تنتبه لنا الحكومة على غير عادتها وتبدأ ب "الشحت" بنا في كل الشوارع والعواصم الشقيقة والصديقة.