لا شك أن كثيرين تابعوا تطور الأحداث في مصر في الذكرى الثانية لثورة 25 يناير التي أطاحت بحسني مبارك. وعلى غير العادة في الاحتفالات المشابهة أرادت بعض أحزاب المعارضة المتحالفة مع فلول نظام مبارك ورجال الأعمال في عهده أن تكون احتفالاتها من نوعية جديدة تدخل السرور فقط على قلوب أبناء مبارك أصحاب شعار «آسفين يا ريس!». وبعد أقل من يومين من نشر الاضطرابات في مصر بدعوى إحياء ذكرى ثورة يناير المصرية؛ جاء قرار الخاسرين في الانتخابات الرئاسية المصرية مختصراً ومفيداً ومن الآخر: نريد انتخابات رئاسية مبكرة!
هذا هو كما يرجح الهدف الحقيقي لكل ما يحدث في مصر منذ نصف عام، والباقي تفاصيل وتنويعات، القصد تبرير رؤية البلاطجة يسفكون الدماء، ويحرقون ممتلكات الشعب المصري مرة باسم أن العدالة الاجتماعية لم تتحقق، ومرة باسم الدفاع عن حرية القضاء.. ومرة باسم منع بيع قناة السويس لقطر، ومرة باسم بيع سيناء للفلسطينيين وتسليمها لحركة حماس!
في قراءة سريعة لأبرز وقائع الاحتفالات بذكرى الثورة المصرية التي نظمتها المعارضة العلمانية واليسارية؛ جمعنا هذه الأخبار السارة(!) خلال يومي الجمعة والسبت فقط، مع التنبيه أننا أغفلنا الأخبار المأساوية المتعلقة بأحداث مدينة بورسعيد لأنها خاصة بحدث آخر هو صدور أحكام الإعدام على مجموعة من المتهمين بقتل قرابة 90 شاباً في مباراة كرة قدم جرت فجائعها في فبراير 2011: - حرق أربع مدارس ونهب محتوياتها! - اختطاف فتاة مشاركة في مظاهرات ميدان التحرير واغتصابها من قبل مجهولين! - متظاهرون يهاجمون مبنى مديرية أمن الدقهلية، ويلقون الحجارة على الجنود المتمركزين فيه. - القبض على 29 من مثيري الشغب حاولوا اقتحام ديوان عام محافظة الإسماعيلية. - متظاهرون يشعلون النيران في إطارات السيارات أمام مقر حزب الحرية والعدالة في المنصورة. - ملثمون يحاولون اقتحام مبنى مديرية الأمن في بورسعيد. - اقتحام مقر حزب الحرية والعدالة في الإسماعيلية، وإتلاف محتوياته من الأثاث واجهزة الكمبيوتر وإلقاؤها إلى الشارع. - اقتحام عشرات المتظاهرين لمبنى ديوان عام محافظة السويس. - متظاهرون يقتحمون مجمع المحاكم في المحلة. - التحقيق مع 21 متهماً بإحراق محل مؤمن الشهير بباب اللوق عقب اقتحامه وسرقته. - اشتباكات كرّ وفرّ بين قوات أمن تحرس وزارة الداخلية ومتظاهرين يحاولون الوصول إليها، وأصحاب المحلات المغلقة يطالبون المتظاهرين بالعودة إلى ميدان التحرير. - حركة كفاح الأناركية (فوضويون شيوعيون) تعلن مسؤوليتها عن إشعال النار في المبنى الإداري لمجمع السكك الحديدية بالقرب من محطة مصر.
النتيجة من.. الآخر: - الفريق أحمد شفيق (المرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية وآخر رئيس وزراء في عهد مبارك واللاجىء في إمارة دبي هروبا من القضاء بتهم فساد وتسهيل نهب ابني مبارك لأراضي الدولة) يطالب الداعين إلى مظاهرات الجمعة بأن يجعلوا المطلب الرئيسي لهم هو: إجراء انتخابات رئاسية مبكرة!
- جبهة الإنقاذ المصرية التي دعت للاحتجاجات يوم الجمعة تطالب بتشكيل حكومة إنقاذ وطني (!) وتشكيل لجنة محايدة لتعديل الدستور أو إسقاطه والعمل بدستور 1971 المعدل أو الشروع الفوري في تنظيم انتخابات رئاسية مبكرة!
- الجمعية الوطنية للتغيير تدعو لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة! - أحمد ماهر منسق 6 إبريل يؤيد إجراء انتخابات رئاسية مبكرة!
- القياديان في المعارضة: عمرو حمزاوي وعبد الحليم قنديل يدعوان إلى إجراء انتخابات رئاسية مبكرة!
القضية هي بالمصري الفصيح: تحقيق مطلب إجراء انتخابات رئاسية جديدة.. لعل وعسى! أما مطلب تحقيق العدالة الاجتماعية، وتوفير العيش فالإمكان تأجيله، والقناعة كنز لا يفنى! وتغيير الدستور يمكن الصبر عليه حتى يعجز الصبر عن صبرهم، وخاصة أن الحاجة أم الخير تقول دائماً: في العجلة الندامة!
لكن ماذا سيحدث إن جاءت الانتخابات الجديدة بنتيجة على غير الهوى؟ بسيطة ولا يهمك.. البلاطجة يشيلوا همك. والذي ما يعرفش الطب يقول: دي جبهة إنقاذ!