قال وزير الداخلية اليمني اللواء دكتور عبدالقادر قحطان إن شحنة الأسلحة والمتفجرات التي ضبطتها قوات خفر السواحل اليمنية تمثل شحنة «في غاية الخطورة»، لما احتوته من متفجرات لو وضعت في أحياء سكنية لكانت كافية لقتل الملايين من أبناء اليمن. وكانت أجهزة الأمن اليمنية قد ضبطت في ال23 من يناير المنصرم وبإسناد من القوات الدولية، سفينة تدعى «جيهان1»، وذلك عند دخولها المياه الإقليمية اليمنية الشرقية بمحافظة المهرة.
وفي مؤتمر صحفي عقده قحطان اليوم السبت في العاصمة صنعاء بخصوص موضوع السفينة، قال إن الشعب اليمني شعب مسلم يحتاج إلى شحنات من الأغذية لا شحنات من الأسلحة والمتفجرات.
وقُبض على متن السفينة 8 بحارة يمنيين قال الوزير إنهم رهن التحقيق، مؤكداً قدوم السفينة من موانئ إيرانية، وأن غالبية الأسلحة كالصواريخ والنواظير الليلة كلها مكتوب عليها طابع الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
بيان صحفي صدر عن المؤتمر الصحفي -حصل «المصدر أونلاين» على نسخة منه- قال إن حوالي 40 طناً من الأسلحة والقذائف والمتفجرات كانت تحويه سفينة «جيهان 1»، وأن تلك الأسلحة أخفيت بطريقة محكمة في 4 خزانات منفصلة عن خزانات الديزل، ومغطاة بصفائح حديدية يصعب اكتشافها.
وقال البيان إن الدوريات العمانية أوقفت السفينة في المياه الإقليمية العمانية للاشتباه بها، لكنها لم تكتشف مخابئ السلاح، لأن من يصعد إليها يعتقد أنها عبارة عن صهريج لنقل الديزل.
واعتبر البيان وجود المعلومات الاستخباراتية الدقيقة حول السفينة هي من أدت إلى اكتشاف الأسلحة. البيان سرد 29 صنفاً مما كانت تحويه تلك الشحنة، تنوعت بين مواد متفجرة، وصواريخ «أرض - جو» صناعة إيرانية 20 صروخاً، وصواريخ كاتيوشا 18 صاروخاً، وصناديق تحوي قذائف (آر بي جي) وذخيرة (آلي) و(دوشكا) و(تشيكي) متنوعة في عياراتها حسب الأسلحة المخصصة لها.
كما تضمنت الشحنة 66 كاتم صوت تستخدم للاغتيالات، ونواظير بعيدة المدى ونواظم مدفعية، ونواظير تسديد خاصة بالمدفعية، ونواظير ليزر صناعة إيرانية، ونواظير ليلية صناعة روسية.
وتضمنت - أيضاً - بوصلات، وأجهزة تفجير كهربائي، وصواعق لتفجير العبوات الناسفة، وتجهيزات صناعة العبوات، وكبسولات تفجير، وأجهزة تفجير مع منظوماتها وأجهزة التحكم والتعريف الخاصة بها، إضافة إلى التوصيلات وأجهزة التفجير.
وقال بيان الأجهزة الأمنية إن التحقيقات مستمرة مع طاقم السفينة، وإنه سيتم إطلاع وسائل الإعلام والرأي العام على نتائج التحقيقات فور الانتهاء منها.
وألمح إلى أن الأجهزة الأمنية تحقق في مصير شحنات سابقة من نفس المصدر دخلت البلاد في شهر مايو العام المنصرم.
وتطرق البيان إلى شحنات أخرى قدمت إلى اليمن وضبطتها أجهزة الأمن اليمنية، وغالبيتها كانت قادمة من تركيا، لكنها لم تكن بنفس الكمية والخطورة التي مثلتها سفينة «جيهان 1» الإيرانية.
وقال إن تلك الشحنات تشكل خطراً مباشراً على الأمن القومي اليمني وتستهدف الشعب والحكومة وتحتفظ بحقها في مقاضاة أي جهات يثبت تورطها في إقلاق الأمن أو التدخل في الشئون الداخلية.
الأحمدي: شحنة الأسلحة الإيرانية تختلف عن سابقاتها فهذه لم تهرب بغرض التجارة أو البيع بل تقف وراءها قوى منظمة ورسمية وتحث المسؤولين اليمنيين خلال المؤتمر الصحفي باقتضاب، حيث قال رئيس جهاز الأمن القومي الدكتور علي الأحمدي إن شحنة الأسلحة الإيرانية تختلف عن سابقاتها، فهذه لم تهرب بغرض التجارة أو البيع، بل تقف وراءها قوى منظمة ورسمية، في إشارة للحكومة الإيرانية.
ووصف الأحمدي ما احتوته السفينة ب«الوسائل الخطيرة والقذرة» باعتبارها مخصصة لسفك دماء اليمنيين.
وقال إنه تم دعوة إيران بإعادة مواقفها تجاه اليمن، لكنها تقابل كل التهم بالإنكار، غير أن هذه الشحنة أثبتت استمرارهم في سياستهم الخاطئة تجاه اليمن، حسب قوله.
وهدد الأحمدي باتخاذ اليمن إجراءاتها بحق الدفاع عن سيادتها وشعبها.
وقد عرضت في المؤتمر صور فوتوغرافية ومقطع فيديو يوضح العينات والأصناف والكميات التي كانت بحوزة السفينة الإيرانية «جيهان 1»، والمخطط لها أن تُفرغ في السواحل اليمنية.
ورفض وزير الداخلية عبدالقادر قحطان الكشف عن الجهة اليمنية التي ستتسلم تلك الأسلحة، لكنه فقط أكد مجيئها وانتمائها للحكومة الإيرانية التي قال إن احتفالها حالياً بعيدها الوطني يتزامن مع الحديث عن شحناتها الأسلحة التي تقتل الشعب اليمني المسلم. حسب تعبيره.