ما يزال مصير ثلاثة غربيين اختطفوا في العاصمة اليمنية صنعاء قبل نحو خمسين يوماً مجهولاً رغم معلومات شبه مؤكدة عن وصولهم إلى قبضة مسلحين من تنظيم القاعدة. ويقول روايات متطابقة ان مسلحين مجهولين ترجلوا من سيارة في ال21 من ديسمبر الماضي وأجبروا الغربيين الثلاثة، وهم زوجان فنلنديان وثالث نمساوي، على الصعود إلى سيارة أخرى كانت متوقفة في المكان بعد أن أحاطوا بهم في متجر للالكترونيات في شارع القصر الجمهوري بمنطقة التحرير بصنعاء.
وحصل «المصدر أونلاين» على معلومات بأن المخطوفين الثلاثة هم طلاب يدرسون العربية منذ شهرين في مركز تعليم اللغة العربية الذي يقع مقره داخل صنعاء القديمة. يبلغ النمساوي واسمه «دومينيك نيوفاير» (32 عاماً) فيما يتجاوز الفنلندي واسمه «آتي كاليفا» السادسة والعشرين من عمره أما زوجته وتدعى «ليلى كاليفا» فلم يرد مزيد من التفاصيل بشأنها.
وتقول مصادر أمنية وقبلية ان مسلحين قبليين اختطفوا الغربيين الثلاثة وباعوهم مقابل نحو ستة ملايين ريال إلى مسلحين من تنظيم القاعدة ونقلوا إلى منطقة رداع في محافظة البيضاء، وهي منطقة قبلية ينشط فيها التنظيم.
وتحركت حملة عسكرية كبيرة بقيادة نائب رئيس هيئة أركان الجيش اليمني إلى منطقة المناسح في رداع لتحرير المختطفين الثلاثة و«تطهير» المنطقة من عناصر القاعدة.
وبعد يومين من القتال بين الجيش ومسلحي القاعدة قبل أسبوعين، توقفت المعارك بعد وساطة قبلية، بينما تجري جهود لإخلاء منطقة المناسح من مسلحي القاعدة.
ولم ترد معلومات جديدة عن المختطفين الغربيين.
والتقى وزير الداخلية عبدالقادر قحطان أمس موفد وزارة الخارجية الفنلندية يارنوسوريالا، والوزير المفوض بوزارة الخارجية النمساوية مارتن مترل، اللذين أرسلهما بلدانهما لمتابعة قضية المختطفين.
وقال موقع وزارة الداخلية انه جرى خلال اللقاء «بحث آخر التطورات والمستجدات في قضية الفنلنديين والنمساوي المخطوفين» وإجراءات الأجهزة الأمنية المبذولة في إطلاق سراحهم.
ونسب إلى وزير الداخلية تأكيده أن «الأجهزة الأمنية مستمرة في عملية البحث عن المختطفين وأنها لن تألوا جهدا حتى تعثر عليهم والإفراج عنهم».
وأوضح الوزير قحطان أن «أجهزة الأمن تبذل كل ما بوسعها للحفاظ على سلامة المختطفين، وضمان إطلاق سراحهم في أقرب وقت ممكن». مشيرا إلى إن الوزارة «ومعها كافة الأجهزة الاستخباراتية تسعى لمعرفة الخاطفين وتحديد هويتهم ومن يقف وراءهم».
وتشير هذه التصريحات إلى ان السلطات الحكومة لم تحصل على معلومات مؤكدة حول المختطفين أو هوية خاطفيهم.
وتتكرر حوادث اختطاف الأجانب في اليمن، حيث يلجأ رجال القبائل إلى ذلك للضغط على الحكومة من أجل تنفيذ مطالب خدمية.
لكن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب تورط في حوادث خطف أجانب من أجل الحصول على مبالغ كبيرة كفدىً مقابل إطلاق سراحهم.