قال مسؤول كبير في وزارة الداخلية اليمنية إن عمليات بحث واسعة تقوم بها الأجهزة الأمنية لمعرفة المكان الذي يحتمل أن يتواجد فيه خاطفي ثلاثة غربيين (فنلنديين ونمساوي) اختطفوا منذ الجمعة الماضية. وكانت مصادر أمنية بصنعاء وأخرى قبلية أكدت الثلاثاء الماضي تواجد المخطوفين في منطقة «بني ضبيان» بمديرية خولان. لكن زعيماً قبلياً من المنطقة نفى ذلك بشكل قطعي.
وقال مسؤول رفيع بوزارة الداخلية ل«المصدر أونلاين» مفضلاً عدم ذكر هويته ان الأجهزة الأمنية ما زالت تواصل البحث على نطاق أمني واسع لمعرفة المكان الذي لجئ إليه الخاطفون.
ورفض المصدر الإفصاح عن المزيد من المعلومات حول إجراءات البحث والتحريات، مكتفيا بالتوضيح ان هناك انتشارا أمنيا كثيفا يشمل مناطق قبلية يرجح أن يكون الخاطفون لجئوا إليها هرباً من الوصول إليهم.
وشدد المسؤول الأمني بالقول: «إن وزارة الداخلية لن ترضخ لمطالب الخاطفين مهما كانت تفادياً لتكرار مثل هذه الحوادث المخلة بالأمن والاستقرار»، لكنه أشار في السياق ذاته: «إن الوزارة ستتخذ كافة الإجراءات اللازمة لضمان أمن الرهائن وتأمين الإفراج السريع عنهم».
وحتى الآن، بعد مرور أكثر من أسبوع على عملية الاختطاف، ما زال الغموض يكتنف القضية. وفي الوقت الذي مازالت فيه المعلومات متضاربة بشأن الجهة التي نفذت العملية ومطالبها، لم تعلن أية جهة تبنيها حتى الآن.
والأربعاء التقى وزير الداخلية اليمني اللواء الدكتور عبدالقادر قحطان كل من السيد يارنوسوريالا، والسيد جوجر موفدي وزارتي الخارجية الفلندية والنمساوية.
وفي اللقاء بحث الوزير مع الدبلوماسيين الغربيين القضية. وأكد لهما أن الحكومة تقوم حالياً بعمليات بحث وتحرٍ واسعة لمعرفة مكان المختطفين، موضحاً بأن أجهزة الأمن ستبذل كل ما بوسعها للحفاظ على سلامة المختطفين، وضمان إطلاق سراحهم في أقرب وقت ممكن.
مدير الشرطة السياحية أبدى استياءه من عدم وجود تنسيق وتعاون بين الأجهزة الأمنية لاسيما جهازي الأمن السياسي والقومي وفيما نوه الوزير إلى ان هذه الحوادث لن توثر على علاقة اليمن بحكومتي البلدين في فنلندا والنمسا، أكد ان وزارة الداخلية ومعها كافة الاجهزة الاستخباراتية تسعى لمعرفة الخاطفين وتحديد هوياتهم.
وكان العقيد أحمد عبدالله مثنى، مدير الشرطة السياحية بوزارة الداخلية اليمنية، قال في تصريحات صحفية سابقة أدلى بها لصحف غربية إن الأجهزة الأمنية تجري عملية بحث واسعة عن الجهة التي اختطفت الأجانب والمكان الذي يتواجدون فيه، مستبعدا وقوف القاعدة وراء العملية.
وقال إن المعلومات المتوفرة هي أن الخاطفين عددهم أربعة مسلحين كانوا يستقلون سيارة نوع سوزوكي.
ورجح مثنى أن يكون الخاطفون قبليون مسلحون لديهم سجناء أو يريدون الضغط لتحقيق مطالبهم، نافياً في الوقت ذاته تورط القاعدة «لأنها تضرب وتهرب»، على حد قوله.
وأبدى العقيد مثنى - في تصريح خاص لصحيفة «كرونه» النمساوية الواسعة الانتشار- استيائه من عدم وجود تنسيق وتعاون بين الأجهزة الأمنية لاسيما جهازي الأمن السياسي والقومي، اللذين قال إنهما لا يملكان المعلومات بشأن هذه الحادثة وغيرها، داعيا إلى ضرورة إجراء تغيير واسع للقيادات الأمنية، ولفت إلى أن ظاهرة التقاطعات القبلية والاختلالات الأمنية ناجمة عن تأجيل التغيير المطلوب.
وكان مسلحون قبليون اختطفوا الجمعة الماضية ثلاثة سياح أجانب (فنلنديين ونمساوي) من أمام محل لبيع المواد الالكترونية في العاصمة صنعاء واقتادوهم إلى جهة مجهولة.
والمختطفون الثلاثة هم الفلنديين «آتي كاليفا» وزوجته «ليللي كاليفا» التي وصلت اليمن قبل يوم من الاختطاف وسحبت للسيارة اثر إغمائها عند الحادث، إلى جانب الطالب النمساوي دومينيك (الذي نوهت الصحيفة النمساوية أنها لم تنشر لقب عائلته كي لا نسبب المزيد من الإزعاج لأهله).
عبدالفتاح شمسان: السلطات اليمنية محرجة لأنها لم تتوصل إلى نتائج مرضية حتى الآن وفي هذا الإطار أكد عبدالفتاح شمسان مدير مركز اللغة العربية والدراسات الشرقية بصنعاء القديمة للصحيفة ذاتها ان الطالبين المختطفين كانا يدرسان في المركز لديهم منذ شهرين تقريباً، مشيرا إلى أن الطالب النمساوي دومينيك قد أكمل دراسته وحصل على تأشيرة خروج لولا وقوع حادث الاختطاف المؤسف.
وأضاف شمسان للصحيفة النمساوية: «قمنا بإبلاغ السفارتين الفنلندية والنمساوية، ويتم حاليا التعاون بشكل مستمر مع الجهات الأمنية، وإلى اليوم لم نواف بأي جديد».
وقال تجري «كما أجرينا اتصالات مكثفة بين اليمن والنمسا بعد أن أخذ القلق يساور عائلات المختطفين في ظل هذا الغموض، خصوصاً وأن السلطات اليمنية محرجة لأنها لم تتوصل إلى نتائج مرضية حتى الآن». طبقا لتصريحات مدير مركز اللغة العربية والدراسات الشرقية بصنعاء القديمة.
التلفزيون النمساوي أشار في تقرير نشره الاثنين عن حادثة الاختطاف، إلى أن الشرطة اليمنية تقتفي أثر قد يدل على الفاعلين من خلال التعرف على السيارة التي استخدمت في العملية، مشيراً إلى أن النمسا وفنلندا تقومان بحملة دبلوماسية مكثفة وباتصالات مباشرة مع السلطات اليمنية في العاصمة صنعاء.
وقال أن الحكومة النمساوية شكلت لجنة أزمات عقب تأكيد الاختطاف وأنها تتواصل بشكل دائم مع السلطات اليمنية وكذلك مع السفارة اليمنية في فيينا.
ويشير تقرير صادر عن وزارة الداخلية اليمنية إلى أن السنوات الأخيرة لحكم الرئيس السابق على عبد عبدالله صالح شهد (220) عملية اختطاف في اليمن للمئات من الأجانب أو اليمنيين.
وجاء في التقرير أن الخاطفين الذين غالباً ما ينحدرون من قبائل يستخدمون ضحاياهم من أجل الحصول على وظائف عامة، أو استثمارات في المنطقة أو فدية أو ببساطة من أجل تسوية نزاع أو ثأر مع قبيلة أخرى على خصوم معها.