انفجرت عدة سيارات ملغومة في أحياء أغلب سكانها من الشيعة في أنحاء متفرقة من العاصمة العراقية بغداد يوم الاحد مما أسفر عن مقتل 26 شخصا على الاقل وإصابة العشرات في التفجيرات التي اصابت متاجر ومطاعم وشوارع تجارية مزدحمة. ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن التفجيرات لكن مسلحين سنة صعدوا من هجماتهم منذ بداية العام في محاولة لتقويض الحكومة التي يقودها الشيعة واشعال أعمال عنف طائفي. وسبب احد التفجيرات دمارا كبيرا في واجهات متاجر في منطقة الكيارة بينما خلف تفجير اخر بقايا سيارة متناثرة على الطريق في منطقة الكرادة التجارية المزدحمة والمملوءة بالمطاعم والمتاجر. وقال جمعة كريم التاجر في منطقة الحبيبية وقد غطت بقع الدماء سترته "كنت اشتري مكيف هواء وفجأة وقع انفجار. رميت نفسي على الارض. وبعد دقائق رأيت عددا كبيرا من الناس حولي وبعضهم قتل وبعضهم أصيب." وجاءت تفجيرات الاحد بعد اغتيال ضابط رفيع بالمخابرات العسكرية العراقية يوم السبت في احدث حلقة من التفجيرات الانتحارية منذ يناير كانون الثاني. ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن الهجوم. ويشعر عديد من السنة بالتهميش والاستهداف غير العادل من قوات الامن منذ الاطاحة بالرئيس الراحل صدام حسين وصعود الاغلبية الشيعية من خلال صناديق الانتخاب. واصاب الشلل حكومة نوري المالكي الهشة التي تضم شيعة وسنة واكراد بسبب الصراعات الداخلية في الائتلاف الحاكم بعد انسحاب القوات الامريكية التي قادت الغزو على العراق واطاحت بصدام عام 2003 . وانسحبت القوات الأمريكية قبل أكثر من عام. ولم تصل أعمال العنف لمستويات العنف الطائفي التي أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف عامي 2006 و2007 لكن المسلحين يشنون هجوما كبيرا واحدا على الاقل كل شهر منذ انسحاب القوات الأمريكية. وهاجم اكثر من عشرة مهاجمين انتحاريين قوات الامن واهدافا شيعية وعضوا بالبرلمان العراقي منذ بداية يناير. وفي احدث اعمال عنف قتل انتحاري مدير مدرسة الاستخبارات العامة في وزارة الدفاع العراقية يوم السبت بعد اقتحام منزله في بلدة بشمال البلاد. وقتل مفجر انتحاري 26 شخصا في جنازة شيعية مطلع هذا الشهر.