شهدت ساحة العروض في مدينة عدنجنوب اليمن مساء اليوم الخميس مهرجاناً حاشداً نظمته قوى سياسية والسلطة المحلية بحضور رسمي في الذكرى الأولى للانتخابات الرئاسية المبكرة التي تولى فيها الرئيس عبدربه منصور هادي الحكم خلفاً للرئيس المعزول علي عبدالله صالح الذي تنحى عن السلطة تحت ضغط انتفاضة شعبية. وتجمع الآلاف في ساحة العروض منذ مساء الأربعاء قادمين من عدة مدن جنوبية للمشاركة في المهرجان.
ورفع المشاركون في الفعالية أعلام الوحدة اليمنية ولافتات تؤكد على استمرارها ورفضاً للانجرار إلى العنف، مؤكدين وقوفهم إلى جانب الرئيس هادي في تحقيق أهداف الانتفاضة وحل القضية الجنوبية حلاً عادلاً.
وشهد المهرجان حضوراً رسمياً، حيث شارك وزير الخدمة المدنية نبيل شمسان ومحافظ عدن وحيد رشيد ومحافظ أبين جمال العاقل ووكيل جهاز الامن السياسي لمحافظات عدن ولحج وابين اللواء ناصر منصور هادي (شقيق الرئيس هادي) ومسؤولي محليين وقيادات حزبية.
لكن أحداث عنف سبقت المهرجان، عندما أعلنت فصائل في الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال نيتها إقامة فعالية في ساحة العروض، فيما اعتبر منظمو المهرجان دعوة الحراك تعبيراً عن ضيق صدرها بالرأي الآخر المؤيد للوحدة.
وقال شهود ومصادر طبية إن قوات الأمن أطلقت الرصاص الحي لتفريق متظاهرين من أنصار الحراك صباح اليوم، حاولوا الوصول إلى ساحة العروض، ما أدى إلى مقتل ثلاثة متظاهرين على الأقل وإصابة عشرين على الأقل بجروح.
ولقي استخدام قوت الأمن للرصاص الحي استنكار زعماء جنوبيين من المعارضة في الخارج.
وفي المهرجان الذي أقيم في ساحة العروض وبثته قنوات تلفزيونية حكومية وأهلية، وألقى نبيل شمسان كلمة الرئيس هادي الذي قال إن الاحتفال في مدينة عدن رسالة لمن يريد التربص بالوطن.
وقال «إن جمعكم هذا رسالة بالغة لكل المتربصين بأمن واستقرار ووحدة اليمن (...) إن الثورة في العهد الجديد قد أنجزت الكثير أهمها التحول السلمي واستتاب الأمن والاستقرار وتغيير القيادات المعيقة للتسوية السياسية».
وأثنى نبيل شمسان على المشاركين في المهرجان، وقال «ان الاحتفال بهذا اليوم التاريخي وبهذا الحشد الكبير في ساحة العروض بمحافظة عدن يعطي رسالة بالغة الدلالة وواضحة المعنى لكل المتربصين والمتأمرين.. بان اليمن سيظل موحدا وان عجلة التغيير التي انطلقت في ال21 فبراير 2012م لن تتوقف حتى تحقيق كافة اهدافها».
من جانبه، وجه الأمين العام لمجلس تنسيق القوى الثورية الجنوبية عبدالله العليمي ما قال إنها ثلاث رسائل مختلفة، الأولى إلى الرئيس تؤكد دعم جهوده ما دام مع التغيير، والثانية لأبناء الجنوب بان «القضية الجنوبية هي قضية سياسية وحقوقية عادلة بامتياز وان الجنوب للجميع والجميع معنيون بالدفاع عنها وحلها حلا عادلاً»، معلناً رفض قوى الثورة الجنوبية لثقافة «الاقصاء والتهميش»، ودعا الجميع الى الالتقاء والتوافق وبما يمكن من الانتصار للقضية الجنوبية. وفي الرسالة الثالثة دعا العليمي اليمنيين جميعاً الى عدم السماح بالعنف.
من جهته، أشار محافظ عدن وحيد رشيد إلى مؤتمر الحوار الوطني الذي ستنطلق أعماله في الثامن عشر من مارس المقبل، وقال «ونحن نخطوا اليوم في اتجاه مؤتمر الحوار الوطني ندعو الجميع ولا نستثني احدا حتى اولئك الملوثين بالماضي الذي اساء الينا وسفك دمائنا واغتصب حريتنا حتى هؤلاء نفتح لهم صدورنا ونقول لهم تفضلوا الى طاولة الحوار».
وانتقد رشيد ضمناً التصريحات التي أطلقها زعماء في الحراك والتي ترفض إقامة المهرجان المؤيد للوحدة، وقال إن «مدينة عدن كونية لا يجوز تقديمها في اي مشروع طائفي وباي مشروع جهوي باعتبارها عاصمة اقتصادية ومدينة البحر والخدمات»، مضيفاً ان «من اراد الرفاه والخدمات واراد الاقتصاد فعليه بهذه المدينة ومن اراد السوء فعليه ان يغادرها ويبحث عن منطقة اخرى». حسب تعبيره.
وتابع «ان دماء العدنيين ودماء اليمنيين ليست حلالا وستؤرقهم في الدنيا قبل الآخرة».
وردد المشاركون في المهرجان شعارات تدعم الوحدة اليمنية وأخرى لحل القضية الجنوبية حلاً عادلاً عبر الحوار الوطني.
وقال شاهد عيان عقب انتهاء المهرجان إن متظاهرين من الحراك هاجموا ساحة العروض بعد الغروب، وانه سمع إطلاق نار من قبل قوات الأمن لتفريقهم.
لكن الحراك يعتبر ان إقامة الحفل «استفزاز» لمشاعر المؤيدين لاستعادة الدولة الجنوبية، والتي يقول انهم اغلبية في الشارع الجنوبي.