تقاطر عشرات الالاف من المواطنين من أبناء محافظات عدن وابين وشبوه والضالع ولحج إلى ساحة العروض بمديرية خور مكسر لحضور الحفل الكرنفالي الذي اقيم للاحتفاء بالذكرى الاولى للانتقال السلمي للسلطة نظمته السلطة المحلية بمحافظة عدن . وحمل المشاركون في الكرنفال علم الجمهورية اليمنية واللافتات المعبرة عن تمسكهم بالوحدة وتأييدهم للحوار الوطني الشامل لبلورة الحلول الصائبة لكافة قضايا الوطن وفي مقدمتها إيجاد الحل العادل للقضية الجنوبية وكذا رفضهم لأية مشاريع تأمرية تستهدف المساس بثوابت الوطن ومنجزاته ومكاسبه. وردد المشاركون في المهرجان بصوت واحد "قلناها مليون مرة .. الوحدة مستمرة " .. كما هتفوا بشعارات وطنية تمجد الثورة اليمنية الخالدة وثورة الشباب وتضحيات الشهداء في سبيل تحقيق التغيير والانتقال السلمي للسلطة وترفض مخططات الفتن ومشاريع العنف التأمرية التي تسعى إلى خلق الصراعات والفرقة والشتات بين أبناء الوطن اليمن الواحد وفي المهرجان الذي بدء بالسلام الجمهوري ثم أي من الذكر الحكيم. وكانت ساحة العروض بعدن قد شهدت مسيرات ومظاهرات قام بها أنصار الحراك الجنوبي الداعي للإنفصال في مناسبتين خلال الشهر الماضي الأولى في 13 يناير والتي اطلقوا عليها ( التصالح والتسامح ) لطي صفحة الحرب الأهلية التي وقعت في نفس اليوم من عام 1986م وأوصلت نائب الرئيس الاسبق الى سدة الحكم في الشطر الجنوبي وأطلقوا على تلك المسيرات بالمليوينة. وشهدت ساحة العروض بخور مكسر في 27 يناير الماضي مظاهرة حاشدة شارك فيها عشرات الآلاف من أنصار الحراك الجنوبي تحت شعار "نحن أصحاب القرار " في اشارة الى رفضهم لزيارة رئيس وأعضاء مجلس الأمن الدولي لليمن بهدف إيصال رسالة إلى مجلس الأمن الدولي بضرورة الاهتمام بقضية الجنوب مرددين هتافات تدعوا لانفصال الجنوب عن الشمال . ثم شهدت ساحة مدينة عدن اشتباكات بين مؤيدون للوحدة وعناصر من الحراك الانفصالي عندما أقدم العشرات من عناصر الحراك المسلح بمهاجمة ساحة الحرية في عدن وأطلقوا الرصاص الحي والقنابل الصوتية والمفرقعات النارية في اتجاه الشباب الذين كانوا يتواجدون في الساحة للاحتفال بالذكرى الثانية لإنطلاق الثورة الشبابية في 11 فبراير من الشهر الجاري وتدخل قوات الأمن لفك الإشتباكات التي اسفرت عن قتلى وجرحى. وقال وزير الخدمة المدنية نبيل شمسان في الكلمة التي القاها نيابة عن الرئيس هادي "ان اعلاء سيادة القانون وازالة المظالم واعادة الحقوق الى اصحابها كانت حاضرة وبقوة في توجهات وتوجيهات الأخ رئيس الجمهورية، موضحا انه تم تغيير كثير من القيادات المعيقة للتغيير وكذا تشكيل لجنتين لمعالجة اوضاع الاراضي والموظفين والمتقاعدين في المحافظات الجنوبية الى جانب اصدار المدونة المتعلقة بمبادئ الحكم الرشيد وغيرها .. موضحا أن هناك انجازات كثيرة تحققت في ظل اوضاع بالغة الصعوبة والتحقيق بالاضافة الى ان ما يصلح في النهار يخرب في الليل وقبل ان تعود فرق الاصلاح من مواقعها ". وقال الوزير شمسان : "نحن نحتفل اليوم بالذكرى الاولى لانطلاق عجلة التغيير ونحن على موعد قريب مع حدث لا يقل اهمية عن هذا اليوم انه مؤتمر الحوار الوطني الذي سينطلق في 18 مارس القادم. . مشيرا الى أن تحديد موعد انطلاق مؤتمر الحوار لم يأت الا بعد ان توفر للمؤتمر قدر كبير من مقومات النجاح والتي اهمها الاعداد والتحضير الجيدين والمشاركة الواسعة وتوافق شركاء العمل السياسي وبدعم ومساندة وإصرار المجتمع الدولي والاقليمي . فيما قال محافظ عدن المهندس وحيد علي رشيد ان هذا اليوم يعتبر يوما فارقا في حياة شعبنا اليمني باعتباره يمثل الذكرى الاولى لاول انتخاب سلمي للسلطة ظل ينتظرها الجميع منذ خمسين عاما .. مضيفا "ان الله عز وجل شاء ان يأتي هذا الإنجاز على يد المناضل الرئيس عبدربه منصور هادي الذي قبل التحديات ليقود اليمن في هذه المرحلة الصعبة . واضاف :" ان التغيير السلمي الديمقراطي وبناء الدولة اليمنية الحديثة هو هدفنا الاتي في 21 فبراير 2014م، اننا ونحن نخطوا اليوم في اتجاه مؤتمر الحوار الوطني ندعو الجميع ولا نستثني احدا حتى اولئك الملوثين بالماضي الذي اساء الينا وسفك دمائنا واغتصب حريتنا حتى هؤلاء نفتح لهم صدورنا ونقول لهم تفضلوا الى طاولة الحوار" . وأشار رشيد الى أن "مدينة عدن كونية لا يجوز تجزيمها في اي مشروع طائفي وباي مشروع جهوي باعتبارها عاصمة اقتصادية ومدينة البحر والخدمات" .. موضحا ان من اراد الرفاه والخدمات واراد الاقتصاد فعليه بهذه المدينة ومن اراد السوء فعليه ان يغادرها ويبحث عن منطقة اخرى . واختتم محافظ عدن كلمته بالقول :" ان دماء العدنيين ودماء اليمنيين ليست حلالا وستؤرقهم في الدنيا قبل الاخرة ".. مؤكدا اهتمام السلطة المحلية في تطوير الخدمات في المحافظة في جوانب الكهرباء والمياه والتعليم والصحة والنظافة والامن . وكان الأمين العام لمجلس تنسيق القوى الثورية الجنوبية الدكتور عبدالله العليمي القى كلمة رحب فيها بالجماهير الغفيرة التي قدمت من المحافظات الجنوبية الى مدينة عدن للمشاركة في هذا المهرجان .. لافتا الى ان يوم 21 فبراير يعتبر يوما تاريخيا تجلت فيه معنى الحكمة اليمنية وحكمة الشعب من خلال الانتقال السلمي والامن للسلطة . وقال الدكتور العليمي:" ان الشعب اليمني اثبت في هذا اليوم انه قادر على كبح جماح الشر وان يتوافق ويرتقي الى مستوى المصلحة الوطنية العليا" مؤكدا اهمية الحوار الوطني الشامل الذي تحتضنه العاصمة صنعاء وتدشن اعماله في الثامن عشر من مارس القادم . واكد العليمي في رسالته التي وجهها الى ابناء الجنوب الشرفاء بان القضية الجنوبية هي قضية سياسية وحقوقية عادلة بامتياز وان الجنوب للجميع والجميع معنيون بالدفاع عنها وحلها حلا عادلا .. معبرا عن رفض القوى الثورة الجنوبية لثقافة الاقصاء والتهميش، ودعا الجميع الى الالتقاء والتوافق وبما يمكن من الانتصار للقضية الجنوبية . ودعا الدكتور العليمي أبناء الوطن الاحرار الى عدم السماح بالعنف .. مؤكدا على ضرورة التمسك بمربع الامن والاستقرار وان يكونوا رسل سلام . الامين العام للائتلاف الثوري للمرأة الجنوبية نادية منيب أوضحت من جانبها أن اليمنيين ابهروا العالم بسلميتهم ووعيهم وسطروا افضل ملامح النضال والتغيير والذي تجسد بالانتقال السلمي للسلطة في اول مرة في تاريخ اليمن السعيد .. مشددة على ضرورة تحمل الجميع لمسئولية بناء الوطن في هذه المرحلة . وقالت:" ان اليمن في طورها الثاني بعد يوم 21 فبراير يوم الانتقال السلمي للسلطة تحتاج منا جميعا الى لملمة الجراح والتعالي على الالام وجعل همنا جميعا بناء الوطن بناء اليمن الجديد" .. لافتة الى ان هذا اليوم لن تنساه جماهير الشعب اليمني وان الوطن يحتاج الى تكاتف جميع ابناءه لبنائه . وخلال المهرجان قدمت وصلة إنشادية وطنية للمنشد محمود كارم، نالت استحسان الجميع وتم إعلان منح الاخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية درع التغيير من قبل مجلس تنسيق القوى الثورية الجنوبية وتسليم الدرع إلى وزير الخدمة المدنية والتأمينات نبيل عبده شمسان .