قالت مصادر محلية ل"المصدر أونلاين" إن السكان المجاورين لمبنى صحيفة الأيام أخلوا منازلهم مساء اليوم الاثنين بدعوة وجهتها لهم قوات الأمن باستخدام مكبرات الصوت تمهيداً لاقتحامه، وذلك على خلفية مقتل جندي وإصابة 3 آخرين إثر تبادل لإطلاق الرصاص بين حراس الصحيفة والأمن وقع في الظهيرة. وفي هذه الأثناء، أكد مراسل المصدر أونلاين إن الأمن أعطى فرصة أخيرة لحراس الصحيفة بالاستسلام، ودعاهم عبر مكبرات الصوت إلى تسليم أسلحتهم، غير أنها لا توجد أي استجابة حتى كتابة هذا في الساعة الواحدة مساءً. وأشار إلى أن تعزيزات أمنية مكثفة تحاصر المبنى، ومن المرجح أن تقتحمه خلال ساعات من الآن. وأضافت مصادرنا إن المنازل المجاورة أخليت فعلاً وانتقل السكان إلى فنادق متفرقة بمدينة عدن. بينما يسود المنطقة حالة ترقب وحذر من وقوع اشتباكات دامية بين قوات الأمن التي تصل تعزيزاتها تباعاً إلى المنطقة ومسلحون يحرسون مقر الصحيفة ومنزل ناشرها هشام باشراحيل. وكان أمن محافظة عدن اتهم حراس الصحيفة بقتل جندي وإصابة 3 آخرين أثناء وصول عناصر أمنية وقت الظهيرة لتفريق اعتصام تضامني مع الصحيفة. غير أن ناشرها ورئيس تحريرها هشام باشراحيل نفى علاقة حراسته بذلك. من جهتها، قالت منظمة مراسلون بلا حدود في بيان عاجل أصدرته مساء اليوم بهذا الخصوص، إن هشام باشراحيل رئيس تحرير صحيفة الأيام أبلغها بأنه "عند الساعة الرابعة وسبع دقائق من بعد الظهر، بدأ رجال الشرطة بإطلاق النار على المحتشدين، حتى أن عناصر الشرطة استهدفوا أحدهم ليظهروا أن المتظاهرين مسلّحون فيما وفد الجميع للاحتجاج سلمياً". وأضاف بقلق: "إننا مطوّقون. عناصر الجيش والشرطة متواجدون في كل مكان. سمعناهم يطلبون التعزيزات. لا يزال المتظاهرون محتشدين أمام المدخل. سيهبط الليل قريباً في عدن ونخشى الأسوأ". ولفتت المنظمة في بيانها إلى أن "وضع حرية الصحافة في البلاد يشهد تدهوراً ملحوظاً منذ أيار/مايو 2009 ولا سيما في الجنوب". واتهمت الحكومة اليمنية بانتهاك حقوق الإنسان عمداً. وقالت إن "حكومة علي عبدالله صالح تستفيد من تأييد القوى الأجنبية في حربها ضد الإرهاب على أراضيها لتنتهك حقوق الإنسان عمداً. لذا من الضروري أن يذكّر المجتمع الدولي حكومة صنعاء بأن مكافحة الإرهاب المشروعة لا يمكن أن تبرر أبداً القمع الممارس ضد وسائل الإعلام". وكانت الأنباء قد تضاربت حول تبادل لإطلاق النار بين قوات أمنية وحراس صحيفة الأيام أثناء تفريق اعتصام تضامني مع الصحيفة بمحافظة عدن (جنوب اليمن) بعد ظهر الاثنين. وبينما اتهم مصدر أمني مسؤول في مكتب مدير أمن محافظة عدن في تصريح ل"المصدر أونلاين" حراس صحيفة الأيام بالوقوف وراء مقتل جندي وإصابة 3 آخرين بينهم مدير الشرطة بمديرية كريتر سند جميل. نفى رئيس تحرير صحيفة الأيام هشام باشراحيل صحة ذلك. وقال ل"المصدر أونلاين" لم يطلق أحد منا الرصاص، ولم يطلق حراس الصحيفة أي رصاصة، بل كان الرصاص من عند الأمن". وأشار المسؤول الأمني إلى أن جنود بدون أسلحة كانوا قد وصلوا على متن طقمين عسكريين إلى المنطقة لإخماد ما أسماه ب"الشغب"، وأردف "لو كانوا يحملون السلاح لدافعوا عن أنفسهم". في إشارة منه إلى وقوع الضحايا في صفوف الأمن.
من جانبه، قال باشراحيل ل"المصدر أونلاين" ما حدث إن قرابة 500 شخص كانوا في اعتصام تضامني مع الصحيفة فجاء الأمن وأطلق الرصاص على منزلي وفرق المعتصمين". مشيراً إلى إلى أن الأمن يفرض في هذه الأثناء حصاراً مشدداً على منطقة كريتر بالكامل بما فيها مقر صحيفته.
يشار إلى أن الاعتصام التضامني مع الأيام كانت قد دعت إليه منظمات المجتمع المدني في مدينة عدن أمس الأول الخميس،، وذلك بمناسبة مرور ثمانية أشهر على ما وصفته بمصادرة حرية "الأيام" وحرية قراء "الأيام" وتجسيداً للحقوق المنصوص عليها في الدستور في التعبير والنضال السلمي.