أنت وأنا المتعلم و الأمي ، المثقف وقليل الخلق ، الحزبي والمستقل ، الثائر والبلطجي ، من اليمين ومن اليسار، في الشمال والجنوب ، بعيداً عن رثاء مدائن تاريخينا والنحيب عليه هيا دعونا نسأل أنفسنا بأمانة، ونجيب على أنفسنا بصدق وضمير .. أين نحن وماذا نريد ؟ نحن أبناء الشعب اليمني أبناء هذا المجتمع النامي والفقير والثائر والمكافح منذ أن استخلفنا الرب على هذا الوجود.
الجميع يعيش أزمة حرب نفسية ضارية يدير رحاها كائناً مجهولاً لا يمكن رؤيته ولو بعين ألشعب المجردة ، وبحجة ممارسة ولعب السياسة ويتم البحث منذ عقود عن هذا الكائن المرد والخطير جداً ، الذي استطاع أن يتسبب بالصداع والحمى لما يقارب ال25مليون كائناً يمنياً، وكل ما يجب ان يحسب لهذا الشعب المتفائل اصرره في الحصول على براءة أول شعب في العالم الين قلباً وارق أفئدة وأكثر شعوب الأرض صبراً وحرماناً.
فكل سنين الثورة والعناء التي عاشها الشعب اليمني حتماً تكفيه لان يصيح صيحةً واحدةً ، شمالاً وجنوباً ، وبأعلى صوته - هرمنا - هرمنا ، في وجه هذا الكائن الجاثم على أنفاس حاضره والمتنامي في جسد مستقبله الجميل الذي يجب يأتي الآن الآن.
معذرة "محمود ياسين " سبق وان كتبت منادياً أبناء شعبك اخرجوا وسيخرج الرئيس .. لقد خرجنا ولم يخرج الرئيس ، وحده اليوم الشعب ينزف ، وحده الوطن اليوم يسال من أنا أيها الحواريين.
سيقول البعض لمن السؤال: وللإنصاف والحقيقة فاننا حتى اللحظة نشعر بحجم الانجاز الذي توصلنا إليه كنتاج الثورة التي أردناها، ولا ننسف وننكر كل ما يحدث من انجاز ايجابي ومفيد ، حتى لا نكون جاحدين هنا ، لكننا في المقابل بعيداً عن المزايدات التي نرى ونسمع كل يوم من قبل رجال الأحزاب السياسة والشباب مع بعضهم البعض ، والناشطات ، شمالا وجنوبا ينخدع الجميع ويستمرون في خلق الجدال أينما التقى اثنان منهم نعم يخلقون الجدال من عدم.
ينتقم الجميع من الجميع لمواقف سابقة ، أو لتوقعات لا تزال في علم الغيب لقدر المستقبل ، وباسم الوطن الذي لا عزاء له يتم تمزيق الممزق ، الجميع يستمر في البحث عن هذا الكائن المجهول ،عدوا الوطن المتوحش ومصاص دماء الشعب المسحوق.
وبدلا من أن يتم الإعلان عن إعطاء مائة ناقة لمن يجيء برأس هذا المرد المجهول ، شاء لنا القدر أن يتم الإعلان لشباب هذا البلد " أن يحرسون ساحات الثورة ويموتون" ربما كما كتب الزميل - محمد العمراني.
وليس الموت فحسب بل ربما تكريم الجاني بناقة مقابل كل روح وكل شهيد وكل مواطن ، إضافة إلى حرز محصن بكل بساطة وبرودة.
لقد ارتضى الجميع بالمبادرة الخليجية ومضينا وألان مؤتمر الحوار الوطني وبعد أن انشغل الجميع بمسلسل التمثيل وتوزيع النسب وانتهينا على مضض، وكل ما يجب على الجميع فعله سواء المشاركون في المؤتمر أو الساقطون سهواً من قوائم الأحزاب والمستقلين أن يقفوا .. مع ضمائرهم ويفكرون بالمسؤولية الوطنية والأخلاقية الملقاة عليهم بعيداً عن عاطفة مواقع التواصل الاجتماعي.
قضية البلد شائكة ومعقدة ليأخذ الجميع بعض من المسؤولية وقليل أمانة، ووطنية ، ومسؤولية وضمير ، بعيدا عن المزايدات والمماحكات التي ينشغل بها نخبة الثورة من الشباب الناشطين رغم معرفتهم أبعاد المشهد في مثل هكذا ظروف تمر بها البلد .. أخيرا وحتى اللحظة لا يزال البحث جار ومستمر عن هذا الكائن المجهول حتى علامة إشعار قيام الساعة صباح يوم الجمعة القادمة بعد دهر.