أخيراً شيء تحقق، اليمن بلا كهرباء. الذين قاموا بهذا الإنجاز الفريد من نوعه ربما لا يعرفون ماذا تعني الكهرباء؟. حسناً، قد يكون من الأفضل أن يخضع هؤلاء البلهاء لجلسات توعية تبين أهمية الكهرباء ودورها في تقدم العالم على هذا النحو المذهل. ربما سنضيف إلى معلوماتهم شيئاً مفيداً لو تم استعراض حياة توماس إديسون مخترع الكهرباء كجزء من المقرر. لا شك أن أحدهم سوف يصرخ: نحن لا نستحق الحياة لأننا لم نقدّر ما أقدم عليه أديسون، مثلما سوف يصرخ بعضهم: أين أديسون هذا لنقوم بقتله؟. عندما يحدث ذلك، يمكننا القول إننا انتصرنا، والأهم من ذلك أن إديسون سوف يشعر في قبره بسعادة غامرة، فهو عندما اخترع الكهرباء كان يعتقد أن ما فعله يستحق عليه الشكر وليس الضرب والخبطات.
في إطار هذا الحل غير التقليدي والقائم على مبدأي المعرفة والمسؤولية، أقترح أن يتم تكليف كلفوت وزيراً للكهرباء، لا شك أن هذا الأمر سيكون له آثار وتداعيات كبيرة على تفكير كلفوت وتوجهاته المستقبلية، فهو سيعرف أن الكهرباء ليست شاشة تليفزيون لمشاهدة مباراة ريال مدريد وبرشلونة وحسب، وإنما حياة كاملة. يمكن تطوير هذا الاقتراح إذا لاقت تسمية كلفوت وزيراً للكهرباء معارضة شرسة من قبل بقية السادة "المخربين"، بإعمال الديمقراطية، فهي الطريقة المثلى لحل هذه المعضلة، نعم الديمقراطية "يا بتوع المدارس". تُقام انتخابات حرة ونزيهة، وتتسم بالشفافية وبضمانات معتبرة، لاختيار وزير الكهرباء على أن يُشترط في المتقدم لشغل هذا المنصب الهام أن يكون قد خرّب أو ساعد في تخريب الكهرباء، أو يكون قد ساهم في الدفاع عن خيار التخريب. أليس هذا أفضل من حلول الحكومة القائمة الموصومة بالترقيع وعدم الفاعلية.
لا يجب أن يتردد الرئيس في اتخاذ هذا القرار الاستراتيجي، لا يجب أن يلتفت لمعاونيه ومستشاريه الذين سيتحدثون عن خطورة تعيين أحد "المخربين" في موقع المسؤولية، يمكنني أن أنصح الرئيس، لكني لن أفعل، كل ما أطلبه منه هو أن يقرأ سجل وزرائه ورجال نظامه، فسيعرف أنهم أكثر خطورة من كلفوت الذي مهما اختلفنا حول خياراته الطائشة يظل أحد الأشخاص الذين تعرضوا لظلم ذات يوم. يكفي أنه ضحية الجهل الذي يتمدد يوماً بعد يوم دون مقاومة تُذكر. ثم إنه- يا فخامة الرئيس- لا يُعرف عنه أنه نهب أراضٍ أو استولى على معسكرات تحت أي دعوى، باختصار، كلفوت يا فخامة الرئيس ليس عقبة أمام الهيكلة أو أمام بناء الدولة أو أمام مؤتمر الحوار الوطني فهو غير مهتم أن يكون ضمن قائمتك لمؤتمر الحوار الوطني الذي يتنازعها طابور طويل من المنتفعين.
واجبي الوطني يحتم عليّ أن أرسل لك بهذه الرسالة المختصرة: "فخامة الرئيس، تمر اليمن بمرحلة تاريخية دقيقة، إما أن تكون أو لا تكون، لهذا يجب الاهتمام بالقضية الكهربائية، فهي معقدة للغاية، ولن تحل إلا عندما يفكر كلفوت، أعطوه الفرصة ليفعل ذلك".