قالت صحيفة الديلي تلغراف البريطانية أن خبراء مكافحة الإرهاب الأمريكيين عقدوا تحالفاً مع ضباط المخابرات السابقين في نظام صدام حسين ضد تنظيم القاعدة في اليمن. وأضافت " على الرغم من أن الضباط البعثيين الذين فروا من العراق بعد الغزو الأمريكي، كانوا يخوضون قتالاً ضد الأمريكيين كأعداء، يعمل الطرفان الآن معاً في اليمن لمواجهة القاعدة". وطبقاً لمصادر دبلوماسية وعسكرية "فإن فشل أجهزة الأمن والاستخبارات اليمنية أدى إلى إلتقاء العدوين". وإذ أشارت إلى هناك "شكوك متبادلة بين الطرفين" قالت "إن التعاون بينهما حقق نجاحات استخبارتية وساهم في رفع كفاءة ومهنية أغلبية فرق مكافحة الإرهاب اليمنية". وقال مراسل ديلي تلغراف أدريان بلومفيلد الذي يزور صنعاء "من المتوقع أن يزداد هذا التعاون بين الضباط البعثيين السابقين والأمريكيين وذلك في أعقاب الهجوم الفاشل الذي نفذه النيجيري فاروق عبدالمطلب على طائرة أمريكية في مدينة ديترويت. وكانت كلاً من بريطانيا والولاياتالمتحدة قد تعهدت بدعم الجهود اليمنية الرامية لمحاربة "القاعدة في جزيرة العرب" التي تتخذ من اليمن مقرا لها، وأعلنت مسؤوليتها عن المحاولة الفاشلة لاستهداف طائرة ديترويت في يوم عيد الميلاد.
وأوضحت الصحيفة "أن التحالف الأمريكي العراقي نشأ إثر خيبة الأمل الناتجة عن العجز والشكوك بتعاطف كثيرين داخل إدارة الأمن السياسي اليمني مع القاعدة". وقال دبلوماسي غربي "إننا لا نعرف لمن يدين الكثير ممن يعملون في جهاز الاستخبارات اليمنية بالولاء" ويرى الكثير من المراقبين اليمنيين "إنه كان لجهاز الأمن السياسي دور فعال في زيادة قدرة القاعدة، بعدما اتهم بالتواطؤ في عملية هروب 23 من أعضاء القاعدة من أحد سجونه بصنعاء في العام 2006". وكان من بين هؤلاء الفارين "زعيم القاعدة في جزيرة العرب" ناصر الوحيشي وعدد من المشتبه بضلوعهم في تفجير المدمرة الحربية الأمريكية كول في عدن عام 2000. وأضافت الصحيفة "إن ضغوطاً مارستها الولاياتالمتحدةالأمريكية في أعقاب هجمات ال11 سبتمبر 2001 على الرئيس علي عبدالله صالح، اضطرته إلى إنشاء جهاز الأمن القومي الذي أصبح منافساً لجهاز الأمن السياسي". وأشارت إلى أن "الفضل في تأمين المعلومات الاستخبارية لتنفيذ الضربات الجوية التي أدت إلى مقتل العشرات من أعضاء تنظيم القاعدة الشهر الماضي، تنسب إلى جهاز الأمن القومي". وذكرت الصحيفة "أنه تم تجنيد عدد من الضباط العراقيين السابقين في هذه الأعمال" ونقلت عن ضابط أمن يمني سابق قوله "إنهم يشاركون في التدريب وجمع المعلومات الاستخباراتية". وطبقاً لضباط ومحللون يمنيون "فإن هؤلاء الضباط العراقيين فروا إلى سوريا مع بدء الولاياتالمتحدة تنفيذ سياسة صارمة باجتثاث البعث من الجيش العراقي، وفيما بعد استدعاهم الرئيس صالح إلى اليمن". وقال فارس السقاف، وهو محلل بارز "بعد إنهيار حزب البعث في العراق، انتقل الكثير من الضباط العراقيين إلى اليمن، وبينما كانت محطة عبور للبعض، أستقر آخرون وأصبحوا خبراء حكوميين".