انعقدت صباح اليوم الثلاثاء أولى الجلسات العملية لمؤتمر الحوار الوطني في فندق موفمبيك بالعاصمة صنعاء. وافتُتح المؤتمر في جلسة عُقدت أمس في دار الرئاسة حضرها مسئولين دوليين ودبلوماسيين إضافة إلى وزراء في الحكومة.
وأقر في جلسة اليوم جدول أعمال المؤتمر، كما أدى الأعضاء وهيئة الرئاسة القسم الجماعية خلف أصغر عضو في المؤتمر أمل الصيادي.
نص القسم: «بسم الله الرحمن الرحيم، أقسم بالله العظيم أن أقوم بكل واجباتي كعضو في مؤتمر الحوار الوطني الشامل في اليمن، وبدون خوف أو انحياز أو تمييز وبنية صادقة، وأن ألتزم وفي جميع الأوقات بالقواعد والإجراءات، وان أمثل بصدق مصالح الشعب بكامل تنوعها وأتعهد أن أقوم بواجباتي على أكمل وجه، وأن أسعى إلى تحقيق نتائج إيجابية، وبما يمليه علي ضميري، والله على ما أقول شهيد..».
وألقى رئيس المؤتمر عبدربه منصور هادي الذي ترأس الجلسة في بدايتها ثم سلمها للدكتور عبدالكريم الإرياني أعلن فيها بدء انطلاق جلسات المؤتمر العامة، التي قال إنها ستُبث لتجسيد مبدأ العلنية والشفافية وحق المواطنين في المتابعة الحثيثة لمجريات المؤتمر.
وأضاف «وهذا النقل المباشر لفعاليات جلساتكم العامة سيلقي عليكم الكثير من المسئولية ، فمن واجبكم أن تبعثوا الأمل في نفوس ما يقارب من أربعة وعشرين مليون يمني سينتظرون منكم الكثير الإيجابي».
كما طالب هادي من الأعضاء الاستيعاب الكافي للنظام الداخلي للمؤتمر، وقال إنه «تم صياغته بالكثير من المهنية والحيادية والاحتراف بحيث يضمن نجاح أعمال المؤتمر الذي ليس أمامه سوى خيار واحد هو النجاح والنجاح فقط، وسُدت كل الثغرات التي قد يفكر البعض في الدخول منها لتعطيل أعمال المؤتمر».
وقال إن اليمن لم يعد يحتمل أن يفكر طرف بفرض رأيه أو رؤيته أو سياساته بالقوة ولن يقبل اليمنيون بعد اليوم إلا فكرة التعايش بيننا جميعا وقبل بعضنا البعض في ظل سيادة حكم القانون الذي لا ينبغي ان يعلو عليه أحد أو يتجاوزه أحد.
وقال: إن اللجنة الفنية للتحضير لهذا المؤتمر قد أخذت ثلاثة أضعاف الوقت الذي كان مخصصا لها للإعداد، ولم يكن من ذلك مفر لأن هذه اللجنة حملت على عاتقها مسئولية كبيرة وتاريخية ، ورغم ضيق الوقت إلا أننا كنا ندرك طبيعة الصعوبات الموضوعية التي تواجه عمل اللجنة والظروف السياسية والمتغيرات التي كانت تؤثر سلبا أو إيجابا على مسار عملها.
وطالب المتحاورون بأن يدركوا أن دخولهم المؤتمر يعني أن يخرجوا بحلول يمنية للمشكلات التاريخية المزمنة، بدلا من حلول تأتي من الخارج الذي حسم أمره باتخاذ قرار دولي بالحيلولة دون نشوب صراع أو حرب في هذا البلد.
وأبدى تفاؤله بنجاح المؤتمر بشرط أن تتوفر النوايا الصادقة والإخلاص والصدق والولاء للوطن.
ودعا المتحاورون إلى أن يكونوا رفقاء حل لا فرقاء صراع، وأن يطوو صفحة الماضي إلى الأبد، وقال إن من يحرص أن يتحذلق على زملائه لأغراض سيئة النوايا فليدرك أن الزمن كفيل ببيان حقيقته.
وتابع: إن التوصل إلى الحلول المنشودة للقضايا الأساسية التي ستناقش عبر فرق العمل التسع المزمع تشكيلها من أعضاء المؤتمر تحتاج منكم إلى صبر ومصابرة وسعة صدر ومرونة وموضوعية في النقاش واعتدال في الحوار وجدال بالتي هي أحسن ، فضلا عن تقديم التنازلات لبعضنا البعض مهما كانت مؤلمة.
واعتذر هادي عن من لم يتم استيعابه في المشاركة في مؤتمر الحوار وقال إن العضوية تكليف لا تشريف، مطالباً في الوقت ذاته بأن لا يبخل من لم يشاركوا في الحوار بآرائهم.
وتحدث عن المنسحبين من عضوية المؤتمر وقال إن هذا من حقهم وستظل أبواب المؤتمر مفتوحة لهم لينضموا إليه متى ما اقتنعوا ، فالبلد سيظل بحاجة إليهم اليوم وغدا وبعد غد .
عقب ذلك تم تزكية هيئة رئاسة المؤتمر لأعضاء لجنة الانضباط والمعايير الخاصة بالمؤتمر والمكونة من سبعة أشخاص وهم «القاضية جهاد عبدالرسول محمد الدنجي، والقاضي عبدالجليل نعمان محمد نعمان، والقاضي يحي محمد قائد الماوري، والمحامي احمد علي أحمد الوادعي، والمحامية سهام فضل أحمد الشاوش، والمحامي عبدالمجيد ياسين نعمان، والمحامي علي عبدالقادر الحبشي».