إذا صح أن الرئيس السابق علي صالح نصح الشباب بممارسة الرياضة والإقلاع عن القات؛ فهذا يعني أنه لم يكن يعلم؛ وهو يأمر أجهزته الأمنية وبلاطجة نظامه بضرب شباب الثورة والاعتداء على الساحات وإحراقها؛ أنهم كانوا بالفعل يمارسون ألوانا من الرياضة مثل السير الطويل في المسيرات السلمية (بعضها كانت تمتد عشرة كيلومترات وأكثر)، أو القيام بأعمال الكشافة مثل حراسة الساحات، وتحويلها إلى مخيمات كبيرة لا تسوى مخيمات الكشافة الرسمية شيئا بالنسبة لها! وكذلك لم يكن يعلم أن المرأة شاركت في هذا النوع من الرياضة، ولم يكن وجودها كما صوره المخبرون له بتلك الصورة اللاأخلاقية المشينة، وجعلته يتقمص دور الواعظ ويتهجم على أخلاق بنات اليمن هو ووسائل إعلامه التي بالغت في الإسفاف القذر في اتهام الساحات بأنها أنشأت مراكز للدعارة داخلها باسم الثورة (صحيفة الميثاق تحديدا)! ممارسة صالح للرياضة وتحوله إلى الرياضي الأول، وإقلاعه عن القات لم يكن قناعة مبدئية بذلك؛ بقدر ما كانت من باب: مكره زعيمكم لا بطل بسبب أوضاعه الصحية.. وقد أثارت الصور التي كانت تنشر له وهو يلعب البلياردو وتنس الطاولة مصحوبة بالدعوة للإقلاع عن القات وممارسة الرياضة تعليقات ساخرة.. فكم شابا يمنيا يستطيع أصلا أن يمارس هذه الألعاب؟
للأمانة فقد ابتكر النظام السابق صنوفا مجانية من الرياضة الشعبية لجميع الأعمار؛ اذكر منها مثلا رياضة حمل الأثقال الشعبية أو حمل اسطوانات الغاز من شارع إلى شارع.. ومثلها حمل دبات الماء.. ولعبة الكراسي الموسيقية في التجوال بحثا عن وظائف أو استكمال المعاملات الرشوية.. ورياضة الوثب العالي وتسلق الجبال عبر الحدود اليمنية السعودية!
الشباب اليمني كان بحاجة من الرئيس السابق إلى أكثر من النصيحة بممارسة الرياضة والإقلاع عن القات؛ فمن العبث أن تنصح شباباً عاطلين عن العمل بالإقلاع عن القات في الوقت الذي استطاعت تجارة القات أن توفر فرص عمل للشباب بأكثر مما فعلته أي حكومة حتى الآن! وصحيح أن القات آفة لكن له أياد بيضاء على ملايين المنخرطين في سوقه الشاملة، ولولاه لقامت ثورة جياع كاسحة منذ سنوات بعيدة!
زميل مولعي كان ينتقد دعوة الرئيس السابق للإقلاع عن القات موضحا أنه كان عليه الامتنان للقات وليس ذَمَّه، فهو سبب في تأخير الانتفاضة الشعبية ضده؛ ليس فقط لأنه يوفر فرص عمل كثيرة جدا للعاطلين ولكن لأنه يخدر الهمم والعقول، ويلهي الناس عن واقعهم! وفي هذا المعنى أطلق المصريون نكتة أثناء ثورتهم المفاجئة ضد نظام المخلوع/حسني مبارك، وتقول النكتة أن مبارك فوجيء باشتداد الثورة ضده، وعجز أجهزة الأمن عن مواجهتها وإخمادها، وبالبطولات الأسطورية التي أبداها الشعب المصري في مواجهة آلة القمع.. وحينها اتصل مبارك بوزير داخليته حبيب العادلي ليقول له: [ منعت الحشيش يا فالح.. أهو الشعب صحصح!].
••• إلى الكاتب الدكتور العفريت (البقري جدا جدا): النهب هو النهب.. وسرقة ممتلكات المواطنين تظل سرقة تحت أي مسمى ترتكب.. والإقصاء والتهميش، ومحو ثقافة الجنوب وإنسانيته وتاريخه وهويته جريمة سواء تمت باسم الاشتراكية أو القومية أو الإسلام أو الوحدة أو الحراك!
ولعنة الله والملائكة والناس أجمعين على كل من يبرر سلب حق من حقوق المواطنين في الجنوب تحت أي مبرر!
وللمرة الأخيرة أقول للذي اتهمني كذبا وفجورا بأنني أدافع عن نهب الأراضي والثروات والمنشآت والعقارات في الجنوب .. أقول له ما قاله الشاعر: نهيتك ما انتهيت والطبع فيك غالب وذيل الكلب ما ينعدل ولو علقوا فيه قالب