بادرت الكثير من الأحزاب والمنظمات والشخصيات السياسية والعسكرية بالتأييد للقرارات التي أصدرها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي مساء أمس والمتعلقة بهيكلة الجيش والأمن. وأبدى اللواء الركن علي محسن الأحمر -الذي قاد ما كان يعرف ب«الفرقة الأولى مدرع والمنطقة الشمالية الغربية» لعقود- تأييده لقرارات الرئيس هادي.
وأصدر الرئيس عبدربه منصور هادي القرار رقم «20» قضى بتعيين اللواء محسن مستشاراً للقائد الأعلى للقوات المسلحة لشئون الدفاع والأمن، واعتبر محسن تلك القرارات بأنها معبرة عن طموح الشعب وتطلعاته، حسب ما نشر موقع «أنصار الثورة» التابع للأحمر.
وبارك اللواء الأحمر تحويل مقر الفرقة الأولى مدرع إلى حديقة عامة، وقال إن ذلك ما وعد به هو خلال ثورة الشباب السلمية.
قناة «اليمن اليوم» التابعة للعميد أحمد علي عبدالله صالح قائد الحرس الجمهوري سابقاً والابن الأكبر للرئيس السابق قالت إن كنترولها تلقى اتصالاً من أحمد علي يعلن فيه تأييده للقرار الخاص بتعيينه سفيراً مفوضاً فوق العادة لدى دولة الإمارات العربية المتحدة.
وتضمنت حزمة القرارات التي أصدرها هادي تحويل معسكر الفرقة الأولى مدرع سابقاً إلى حديقة عامة تحت مسمى حديقة «21 مارس»، وتعيين ملحقين عسكريين: اللواء محمد علي محسن ملحقاً في قطر، وأحمد سعيد بن بريك ملحقاً في مصر، طارق محمد عبدالله صالح ملحقاً بألمانيا، وهاشم عبدالله الأحمر ملحقاً بالسعودية، وعمار محمد عبدالله صالح ملحقاً في اثيوبيا.
واستحدث هادي منصب المفتش العام للجيش وعين اللواء الركن محمد القاسمي مفتشاً عاماً، كما عيّن نائباً لرئيس هيئة الأركان العامة، وأربعة مساعدين لوزير الدفاع، كما نصت عليه خطة هيكلة الجيش.
وعين قادة عسكريين جدد للمناطق العسكرية وأعاد تسمية تلك المناطق بالأرقام بدلاً عن التسميات «الجهوية».
وعبرت حكومة الوفاق الوطني -في بيان أصدرته ونشرته وكالة «سبأ»- عن ارتياحها للقرارات «التاريخية» التي أصدرها هادي.
ووصفت الحكومة القرارات ب«الشجاعة» والملبية لتطلعات الشعب اليمني في التغيير.
وأضاف بيان الحكومة «إن هذه القرارات رسخت الثقة في مضي عجلة التغيير في مسارها الصحيح وبرهنت على الإرادة الجادة في تحقيق طموحات الشعب اليمني وتوقه إلى بناء دولة النظام والقانون وترسيخ أسس الأمن الاستقرار».
وقالت الحكومة إن قرارات تسمية القادة العسكريين في مختلف تكوينات الهيكل التنظيمي الجديد للقوات المسلحة ستفسح المجال لتهيئة الأرضية الوطنية الملائمة وتوفير المقومات التي من شانها تعزيز فرص نجاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل، الذي سيفضي إلى بناء الدولة اليمنية الحديثة، باعتباره الهدف الأساس للتغيير في اليمن.
كما دعت الحكومة كافة الأطراف السياسية والقوى الوطنية، والفعاليات اليمنية المختلفة إلى التعبير عن مسؤولياتها الوطنية تجاه استحقاقات هذه المرحلة.
قيادة الجيش ممثلة بقيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة وقيادات القوات الجوية والدفاع الجوي والقوات البحرية والدفاع الساحلي والمناطق والمحاور والوحدات والمنشئات التعليمية العسكرية رفعت برقية للرئيس هادي عبرت فيها عن جاهزية أبناء الجيش للتنفيذ الصارم لتلك القرارات.
رئيس جهاز الأمن القومي الدكتور علي حسن الأحمدي بعث برقية تأييد ومباركة باسم منتسبي الجهاز للرئيس هادي، واعتبر ما تم خطوة «تاريخية وفاصلة في تاريخ الشعب اليمني».
الأحزاب السياسية اليمنية هي الأخرى رحبت بقرارات هادي، حيث نقل موقع «المؤتمر نت» الناطق باسم حزب المؤتمر الشعبي العام تصريحا لرئيس كتلة الحزب في البرلمان ياسر العواضي الذي أعلن فيه ترحيب المؤتمر وتأييده للقرارات الجديدة.
وقالت خدمة «الصحوة موبايل» في رسالة (SMS) إن أحزاب اللقاء المشترك أكبر تكتل لأحزاب يمنية أعلن ترحيبه بالقرارات.
ورحب التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري بقرارات استكمال عملية هيكلة الجيش، وقال إن ذلك يخلص الجيش من «مراكز القوى والنفوذ».
وقال بيان للناصري -حصل «المصدر أونلاين» على نسخة منه- إن القرارات منسجمة مع مضامين المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية.
وأضاف: إن قرارات الرئيس هادي بعثت رسائل تطمين لليمنيين بجدوى التغيير السلمي كما أعطت المرحلة الانتقالية دفعة قوية تبشر بنجاح استحقاقاتها.
حزب الرشاد السلفي قال إن القرارات العسكرية انتظرها أبناء الشعب اليمني، وأنها تبعث برسائل الطمأنينة والسكينة العامة، إضافة إلى أنها خطوة مهمة في طريق توحيد مؤسستي الجيش والأمن.
لكن حزب الرشاد في بيان حصل «المصدر أونلاين» على نسخة منه أكد على ضرورة استيعاب جميع الكوادر العسكرية من جميع مناطق اليمن بعيداً عن أي معايير أخرى لا تخدم المصلحة العامة للبلاد.
وفي أولى ردود الفعل الدولية قال مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بنعمر في منشور له على صفحته بالفيس بوك إن قرارات الرئيس هادي حول تسمية المناطق العسكرية وتعيين قادتها «خطوة في الاتجاه الصحيح لاستكمال إعادة هيكلة القوات المسلحة وتوحيدها».
وقال بنعمر: إن تلك القرارات تنسجم مع اتفاق نقل السلطة وقرارات مجلس الأمن، وتأتي ضمن خطوات شجاعة عدة اتخذها الرئيس لتعزيز مناخ الحوار الوطني.
وأضاف: لمست من خلال اتصالاتي ارتياحاً شعبياً ودعماً دولياً قوياً لهذه القرارات، وأنا على يقين أنها سوف تصب في مصلحة تعزيز أمن اليمن واستقراره. ورحب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف الزياني في اتصال مع الرئيس هادي بالقرارات، وقال إنها خطوة بارزة وضرورية في طريق تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيدية المزمنة، وقراري مجلس الأمن 2014 و2051.
وأكد الزياني التأييد المطلق لهذه القرارات متمنيا للرئيس هادي التوفيق والنجاح حتى الوصول إلى فبراير 2014 الموعد المحدد لاستحقاقات الانتخابات الرئاسية.
مدير مكتب رئاسة الجمهورية نصر طه مصطفى قال إن الشباب هم من يستحقون التهنئة بقرارات هادي.
وقال في منشور على صفحته بالفيس بوك: إن المستقبل الأجمل يلوح أمامنا وستظلون يا شبابنا الثائر الرائع بإرادتكم الصلبة التي حققت المستحيل ستظلون الضمان الحقيقي سواء لبناء دولتنا المدنية الحديثة أو لبناء جيشنا الوطني أو حتى لنجاح مؤتمر الحوار الوطني.
ورحبت الأمانة العامة لمؤتمر الحوار الوطني بالقرارات وقالت إنها ستسهم في تعزيز أجواء الحوار الوطني الشامل.
واعتبرت المنسقية العليا للثورة الشبابية «شباب» القرارات بأنها تحقيقاً لهدف من أهداف الثورة الشبابية الشعبية السلمية.
ودعت المنسقية إلى مظاهرات حاشد تأييداً لتلك القرارات.
كما طالبت الرئيس عبدربه منصور هادي بسرعة إطلاق معتقلي الثورة والكشف عن المخفيين واستكمال معالجة الجرحى.
ويبدي الكثير من اليمنيين تفاؤلهم بقرارات توحيد الجيش اليمني وإعادة هيكلته، بعد عقود من السيطرة والاستحواذ والانقسام.