استقال رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض يوم السبت بعد توتر في العلاقة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس مما يحدث اضطرابا بالسلطة الفلسطينية في وقت تحاول فيه الولاياتالمتحدة احياء محادثات السلام مع إسرائيل. وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إن عباس - الذي لم يكن راضيا عن إدارة فياض للحكومة التي تعاني عجزا ماليا- قبل استقالة فياض وطلب منه تسيير الاعمال لحين تشكيل حكومة جديدة.
ويلزم القانون الفلسطيني الرئيس بتعيين رئيس جديد للوزاء خلال اسبوعين.
وكان دبلوماسيون غربيون قد عبروا عن استيائهم من الاضطراب داخل السلطة الفلسطينية في الوقت الذي تقوم فيه الولاياتالمتحدة بجهد منسق لإحياء مفاوضات السلام المتوقفة في الشرق الأوسط ودعم الاقتصاد المحلي.
واثناء زيارته للمنطقة الشهر الماضي اشاد الرئيس الامريكي باراك اوباما بفياض ووصفه بأنه شريك في السلام وعقد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري محادثات مع رئيس الوزراء الفلسطيني الأسبوع الماضي في علامة تأييد واضحة.
وتنسب القوى الغربية الى فياض المسؤول السابق في البنك الدولي الفضل في المساعدة على انشاء المؤسسات التي يحتاج اليها الفلسطينيون في حالة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
وفشل فياض -الذي يحظى باعجاب على نطاق واسع في الخارج بما في ذلك اسرائيل- في بناء قاعدة سياسية قوية داخل الأراضي الفلسطينية مما جعله عرضة للهجوم من حركة فتح بزعامة عباس وحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة.
وقال مسؤول رفيع في فتح ان لديه شكوكا بشأن استقالة فياض. وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه "لن نستطيع الحكم على جدية ما تم الا عند تكليف رئيس وزراء جديد. لدي قناعة بأن هذه حيلة لبقاء الأمر على ما هو عليه."
وتتهم مصادر مقربة من فياض فتح باثارة السخط في محاولة لفرض مزيد من السيطرة على اموال الفلسطينيين. وتشكو المصادر من ان عباس لم يدعم رئيس الوزراء بشكل كاف.
وتوترت العلاقات بين الرجلين أكثر الشهر الماضي عندما استقال وزير المالية نبيل قسيس قائلا ان الحكومة فشلت في سد العجز في الميزانية. وقبل فياض الاستقالة على غير رغبة عباس.
ورحبت حماس باستقالة فياض. وكانت قد اتهمته بمساعدة اسرائيل على الحفاظ على حصارها الجزئي لقطاع غزة.
وقال سامي ابو زهري المتحدث باسم حماس ان فياض يترك الحكومة بعد ان اغرق الشعب الفلسطيني في الديون.