انتخب الشيخ حميد بن عبدالله الأحمر مساء اليوم في العاصمة اللبنانية بيروت رئيساً لمجلس إدارة أمناء مؤسسة القدس خلفا للدكتور فيصل مولوي. وكانت المؤسسة قد عقدت مؤتمرها الدولي السابع على مدى يومين في قاعة الأونسكو بمشاركة ألف شخصية عربية وإسلامية. وبدأ المؤتمر الذي عقد برعاية الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان، أمس الأربعاء تحت شعار 'القدس نحميها معاً.. القدس نستعيدها معاً'. وألقى رئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس الدوليّة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي، كلمة المؤسسة تحدث فيها عن بدايات مؤسسة القدس، مشيراً إلى أن المؤتمر التأسيسيّ جرى في القاعة نفسها قبل 9 سنوات أُعلِنّ خلاله عن تأسيس مؤسسة القدس الدوليّة لتعمل على حماية القدس وحفظها. و أضاف القرضاوي ان المؤسسة تكبر كلّ يوم وهي تعمل بحدود طاقة أمّتها، وهي طاقة كبيرة سواءً من الناحية العددية أو من ناحية الموارد أو الرسالة الروحيّة والحضاريّة التي تحملها الأمّة، لكن هذه الطاقة كامنة وتحتاج إلى من يستغلها ويوقظها، مستغربًا أن تكون أمتنا يُقاتل بعضها بعضًا وهي مهدّدة بمقدساتها. وأكّد على مكانة القدس والمسجد الأقصى بالنسبة للأمّة مذكّرًا بأنّ الله قد قرن بين المسجد الأقصى والمسجد الحرام في القرآن الكريم، وأنّه أحد المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال، ولذلك نحن مسؤولون عن هذا المسجد وعن المدينة المقدسة التي تحتضنه وعلينا أن نعمل على تثبيت أهلها وتبني مشاريعها، وهذه مسؤوليّة دينيّة وقوميّة تفرض علينا أن نوحّد صفوفنا، فحرامٌ على هذه الأمّة أن تضيّع القدس، فإذا كان حكامنا مشغولون عن القدس فإن شعوبنا هي المسؤولة الآن وعلى هذه الشعوب دفع الحكام دفعاً لتقلّد مسؤوليّاتهم. وعبر الأقمار الصناعيّة ألقى الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى المبارك كلمة القدس أشار فيها إلى ما يجري في القدس من سلخٍ للأحياء المقدسيّة عن بعضها بواسطة الجدار الذي أخرج أكثر من 125,000 مقدسي من مدينتهم، مؤكّدًا في خطابه للحضور أنّ القدس ومقدساتها أمانة في أعناقنا جميعاً ولا تفريط في حبّةٍ من ترابها. وألقيت كلمات من قبل كل من إبراهيم السيد باسم المقاومة في لبنان، ونائب رئيس المكتب السياسيّ لحركة حماس د.موسى أبو مرزوق باسم فلسطين، ومحمد حسن أختري رئيس مجمع آل البيت، ورؤوف أبو جابر باسم المجلس الأرثوذوكسي في فلسطين والأردن، والسفير محمد صبيح الذي ألقى كلمة جامعة الدول العربية دعا فيها إلى زيادة المبالغ المخصصة لصالح صندوق القدس، كما دعا الدول العربيّة لتسديد البالغ التي تعهدوا بها لدعم القدس والتي يصل مجموعها إلى 150 مليون دولار أميركيّ، ودعا العلماء إلى التذكير باستمرار التي تُحاك ضدّ القدس وما يجري فيها بشكلٍ مستمرّ. وفي الافتتاح ألقى أيضا السفير سمير بكر كلمة المؤتمر الإسلامي، ومنير شفيق كلمة المؤتمر القومي الإسلامي، والشيخ محمد مختار المهدي كلمة المشاركين، والشيخ أحمد العمري كلمة المؤسسات العاملة للقدس في لبنان. وفي ختام الافتتاح وجه صلاح عبد المقصود باسم المؤتمر تحية إلى كل الدول و القوى و الأحرار في العالم، إلى تركيا بشخص رجب طيب أردوغان، وماليزيا بشخص مهاتير محمد، وشعب مصر الذي يمثله في هذا المؤتمر 24 نائباً من كتلة الإخوان المسلمين، إضافة إلى شخصيات مصرية أخرى وإلى كل أبطال العالم الحر و خص بالذكر محمد صوالحة و جورج غالاوي. ثم قدم المؤتمر درع القدس الذي يُقدّم تكريماً للعاملين لأجل قضيّة القدس في مختلف المجالات إلى كلّ من : 1- المناضل الراحل شفيق الحوت 2- المناضل الراحل رفعت النمر 3- الداعية المجاهد الراحل فتحي يكن 4- الشيخ المجاهد زهير الشاويش 5- مؤسسة الشيخ عيد بن محمد آل ثاني الخيريّة. 6- الرئيس السوداني عمر البشير (تسلم الدرع مستشار الرئيس قطبي المهدي). 7- معالي الأستاذ ميشال إدّة. وقد حرص المشاركون في المؤتمر علي إعلان الدعم الكامل للأشقاء الفلسطينيين من أجل الحفاظ علي هوية القدس العربية ومواجهة مخططات التهويد التي تقوم بها إسرائيل بداية من تغيير الأسماء العربية إلي العبرية مروراً بمصادرة الأراضي والبيوت الفلسطينية وسحب الهويات المقدسية من سكانها العرب. وطرح الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين مبادرة التبرع بدولار من كل مسلم إلي القدس، وشدد علي أهمية الدعم المالي والعيني للقدس وأنه يجب أن يتزامن مع الدعم السياسي والثقافي، وقال إن دفع دولار واحد من كل مسلم في العالم لصالح القدس والأقصي سوف يساعد القدس والمقدسيين علي مواجهة كل سيناريوهات التهويد الصهيونية. ولدى افتتاحه المؤتمر قال الأمين العام لمؤسسة القدس الدولية محمد أكرم عدلوني إن هذا الحشد من العلماء والمفكرين والساسة هو لتجديد العهد والعزم ببذل الغالي والرخيص من أجل القدس ومن أجل فلسطين.